رسالة الصلاة لشهر سبتمبر 2012

رسالة الصلاة لشهر سبتمبر 2012



بيتي بيت صلاة (مر11/17)

كنيسة سيدة الكرمل – القاهرة



أسعوا وراء المحبة ( 1 كورينثوس 14/1)

* المحبة الموحدة

تبلغ الصلاة درجة نقاوتها الاصلية حينما ننسى ذواتنا فيها نسياناً كاملاً، ونتناساها عن قصد وتعمد ورضى، وننشغل بأعواز الآخرين واتعابهم .. لأن درجة النقاوة الكاملة للصلاة هي معادلة لدرجة الحب الكامل، والمحبة تبلغ صحتها عندما لا تطلب ما لذاتها: "المحبة لا تطلب ما لنفسها" ( 1كو 13 /5)

* أي ان التفكير والاهتمام بطلباتها سواء كانت مادية او روحية هو نقص في الحب وبالتالي نقص في الصلاة، والسبب هو نقص في صحة التعرف على المسيح والاتصال به."ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لأجل احبائه"(يو 15 /13) "احبوا اعداءَكُم" (متى 5 /44) وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم (متى 5/45) لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات".

- ان الانسان الذي تعرف على الله واحبه يصبح مسؤولاً أمام الله عن اخوته الذين لم تنفتح قلوبهم لله بعد "اتحبني ارعى خرافي"

* وهكذا يتصل الله بالخطأة المبتعدين عنه بواسطة صلاة الذين احبوا الله والمقرّبون اليه.

* الصلاة اذاً علامة حب، وعلامة اتحاد مع الله والبشرية.

- ننظر الى: نفوسنا هل نحب يسوع؟ وهل نحن منشغلون به؟ هل امتلأت افكارنا من كلماته ووعوده لنا؟

- النفس التي تعلّقت بحبيبها يسوع، تثبت فيه على الدوام، الغصن الثابت في أصل الشجرة، لا يمكن ان ينفصل عنها الا بالموت.

- وهذه النفس السعيدة بالرب، تتحدث معه سراً حديثا قلبيا ملتهبا .. في هيام وعاطفة جياشة بالحب. اليس كل من التصق بالرب قد صار معه روحاً واحداً ؟ (1كورنثوس 6 /17 )

- طلب يسوع من الآب "ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم" ( يوحنا 17 /26 ) فعندما يكون فينا حب الله، يكون فينا يسوع "انا فيهم" أي يكون الملكوت في داخلنا.

- وايضاً: "ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيّ وانا فيك، ليكونوا هم ايضاً واحدا فينا" (يوحنا 17 / 21 ).

ان شدة الحب توحّد وتدمج الانسان مع الله، أي بين المحبوبين .. فيكون للصلاة قوة، والنعم الالهية تمر بالإنسان وتملأ نفسه، كما قال الملاك لمريم العذراء "يا ممتلة نعمة الرب معك"

- محبة الله .. من كل القلب وكل الفكر وكل القدرة وكل النفس، أي إن الانسان يفرغ نفسه من أي حب وتعلّق بشري ومادّي واستهلاكي، ويعطي كل طاقاته لله. وبالتالي محبة القريب على مثال يسوع الذي احبنا حتى الموت على الصليب، لأنه احب خاصته الى الغاية، احبهم الى اقصى الحدود... والمحبة تشمل الجميع .. الذين يحبوننا والذين يسيئون الينا اصدقاءنا – اعداءنا القريبين منا – البعيدين عنا

- حب الله يمس قلوبنا وحياتنا، فيسوع يستجيب لنا في الحال.

- في اعمال الرسل، ( 1/14 ) نجد الجماعة الرسولية الاولى في الكنيسة، بروح واحد، ونفس واحدة، وحياة مشتركة. كانوا في حالة صلاة مستمرة، اهم معاً او مع الآخرين الفقراء او في اعمالهم. هنا يصبح الله كل حبنا واشتياقنا ورجائنا وجهدنا، وحتى في كل كلمة تخرج من افواهنا.." كلما اجتمع اثنين او ثلاثة اكون انا في وسطهم".

فالحب هنا يصير رباط هذه الوحدة، التي هي هدف حياتنا، الهدف الذي نسعى اليه، ويكون هذا الحب هو صلاتنا المستمرة والدائمة.



الاب / بيوس فرح ادمون
P. Pio Farah Edmond
فرنسيسكان - مصر