خلافات اسرية وراء مقتل الحلي
الشرطة الفرنسية تدرس خيطاً توصلت اليه حول خلاف للضحية البريطاني من اصول عراقية مع شقيقه حول منزل في اسبانيا.
الشرطة تحقق في كافة السيناريوهات المحتملة
شيفالين (فرنسا) - يدرس محققون يحاولون حل لغز مقتل ثلاثة أشخاص في منطقة الالب الفرنسية خيطا أعطته لهم الشرطة البريطانية يفيد بوجود خلاف مادي بين الرجل الذي قتل بالرصاص في سيارته الى جانب امرأتين، مع شقيقه.
وبدأ ممثلو الادعاء في فرنسا تحقيقا رسميا في مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة بريطانية ودراج فرنسي في منطقة الالب الفرنسية وقالوا إنهم يحاولون كشف احتمالات وجود خلاف مالي بين أفراد الاسرة.
وتعرض كافة الضحايا الأربعة لطلقات نارية في الرأس. وكان الحلي وهو مهندس بريطاني عراقي المولد قد اصطحب عائلته لقضاء عطلة تخييم.
وبدأ خبراء الطب الشرعي تشريح الجثث الجمعة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها الجمعة إن لديها معلومات أن الحلي، كان على خلاف مع شقيقه زياد بسبب ميراث من ابويه.
وأوضح التقرير أن الخلاف كان متعلقا بمنزل في اسبانيا تركه والد الرجلين بعد وفاته العام الماضي.
وقال المدعي اريك مايو إن الشرطة تحقق في كافة السيناريوهات المحتملة بينها "مأساة عائلية".
ويبدو ان هناك "معلومات موثوق بها" من الشرطة البريطانية، حسبما قال مايو لوكالة الأنباء الفرنسية، مضيفا أنه "سوف يتم استجواب الشقيق بشكل مطول".
وأعلن مايو في وقت لاحق إنه جرى إرسال محقق إلى بريطانيا للقاء السلطات البريطانية.
الشاهدان الوحيدان على الهجوم في الوقت الحاضر هما ابنتا الحلي، زينة وزينب.
<وخضعت زينب التي قيل انها في السابعة أو الثامنة من العمر لعمليتين جراحيتين في مستشفى بمدينة تولوز للعلاج من كسور في الجمجمة وإصابات في الكتف جراء طلقات نارية.
أما الطفلة الأصغر والتي تبلغ من العمر 4 أعوام نجت من الحادث. فقد كانت مختبئة في السيارة ولم تلاحظها الشرطة الفرنسية إلا بعد ثماني ساعات من الهجوم.
واثارت عدم ملاحظة الشرطة لها وسط الجثث انتقادات ولا سيما من جانب وسائل الإعلام البريطانية.
وقالت الشرطة إنها لم ترد العبث بموقع الجريمة حتى وصول خبراء الطب الشرعي من باريس.
وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فال الجمعة إنه لا يوجد أي خطأ فيما قامت به الشرطة.
ويحقق نحو 60 شرطيا في جريمة القتل التي هزت منطقة شيفالين الفرنسية الهادئة.
وقال مصدر قريب من التحقيقات لوكالة "رويترز" ان صاحب السيارة المسجلة في بريطانيا والذي عثر عليه مقتولا بالرصاص في مقعد القيادة هو بريطاني من اصل عراقي يدعى سعد الحلي من سري في جنوب انكلترا. وتتبنى الشرطة نظرية ان القتيل كان يقضي عطلة عند بحيرة أنيسي برفقة زوجته وابنتيه وجدتهما.
وعثر على طفلة تبلغ من العمر اربعة اعوام بعد ان قضت ثماني ساعات وهي تقبع خائفة اسفل واحدة من جثث ثلاثة اشخاص بالغين يعتقد انهم ابويها وجدتها بعد قتلهم بالرصاص في سيارة طراز (بي.ام.دبليو).
وعثر في وقت سابق على طفلة أخرى في السابعة من عمرها تقريبا -يعتقد انها اخت الطفلة الاولى - وبها اصابات بالغة بعد ان اصيبت بالرصاص في كتفها وضربت بشدة على رأسها.
واتفق وصف جيران عائلة الحلي في بريطانيا مع أوصاف الطفلتين الناجيتين اللتين وضعتا تحت حماية الشرطة الفرنسية في المستشفى. وعثر ايضا على راكب دراجة من السكان المحليين مقتولا بموقع الحادث على طريق جبلي قرب قرية شيفالين القريبة من بحيرة انيسي والحدود السويسرية. وقال المسؤولون ان الرجل "تصادف مروره بالدراجة" وقت وقوع الهجوم.
وقال اريك مايو النائب العام في انيسي الجمعة "تلقينا معلومات من السلطات البريطانية عن نزاع مالي بين شقيقين في هذه الاسرة. هذا خيط مثير في التحقيق لكنه ضمن خيوط أخرى".
ويعتزم المحققون التحدث مع طفلة الأعوام الاربعة الجمعة التي وضعت في مستشفى نفسي بمدينة غرينوبل بعد ان عاشت ساعات من المحنة تخشى ان تأتي بأي حركة بعد ان اغلقت الشرطة السيارة في انتظار وصول خبراء الطب الشرعي.
ومن المقرر ان تخضع الطفلة الاخرى لعملية جراحية ثانية في جرينوبل لاصابتها باصابات خطيرة في الرأس.
ووصف جيران مصدومون لاسرة الحلي التي تعيش في منطقة سري الريفية جنوبي لندن الاسرة بانها ودودة وطبيعية.
وقال جوليان ستيدمان محاسب الحلي انه كان مهندسا شارك في تصميم مطبخ طائرة ايرباص الاوروبية، وذكر ايضا ان الحلي عمل في شركة لتكنولوجيا الاقمار الصناعية قرب بيته.
وقالت فيونا ديفيز جارة الاسرة في قرية كاليغيت ويذهب ابنها الى نفس مدرسة الابنة الكبرى "كلنا مصدومون هنا. لا يعرف أحد ما يحدث وراء الابواب المغلقة لكنها لا تبدو كأسرة لها اعداء".