بعد غزوة الفريق ( فاروق الأعرجي) على أماكن (الكفار) ونواديهم في بغداد ، وبدعم من رئاسة الوزراء العراقية ، لا يسعنا إلا أن نعلن بأن العراق يسير إلى ( طيحان الحظ) أسرع مما كنا نتوقع ، ويهبط نحو الدرك السفل بسرعة أكبر من سرعة سفينة الفضاء التي وصلت المريخ قبل أسابيع ( لاحظوا الفرق بين غزوة فاروق وغزو المريخ)، فالحشود العسكرية المدججة التي هاجمت أندية ( السينمائيين والمشرق ومطعم الفنجان.. وغيرها ) لم تات بالصدفة ، فقد تم التخطيط لها كما يبدو في مكتب رئيس الوزراء الذي تحول على ما يبدو إلى غرفة عمليات عسكرية لوضع الخطط العسكرية المتطورة لمهاجمة أوكار العهر والكفر . نحن ومن على منبر ( نينوى) الحر ، نطلق دعوتنا إلى جميع العراقيين الشرفاء – نكرر الشرفاء- ومنهم المثقفين من الادباء والفنانين والكتاب والصحفيين ، والرياضيين وكل انسان يؤمن بالحريات العامة لمقاطعة أي مهرجان او ندوة أو بطولة رياضية أو معرض تقيمه رئاسة الوزراء العراقية ، ما لم يظهر السيد رئيس الوزراء شخصيا ومن على شاشات الفضائيات ليعتذر مما حصل وبشكل صريح ، فهو اضافة لوظيفته وكل من يعمل في مكتبه قد اساؤوا للعراقيين بفعلتهم الهوجاء . نعم ، ما لم يعتذر السيد نوري المالكي مما اقترفته القوات التي هاجمت الأندية الاجتماعية والثقافية ، فان على جميع من ذكرناهم بل كل الشرائح العراقية ، مقاطعة أي نشاط حكومي مستقبلا ، فلا مشاركة في مهرجان فني غنائي كان أم شعري ،ولا في بطولة رياضية ولا في معرض تشكيلي ولا ماشابه ذلك ، لأن ما حدث هو نقطة سوداء في جبين العراق أولا ، لأنه حدث بعلم الشخص الأول في العراق .. واننا اذا نطلب هذا من الشرائح العراقية المثقفة ، انما نذكر بأن الثورات في العالم بدأت من الاعتراض ، والمقاطعة ، والاعتصام ، ثم حرق الأجساد ، ثم الثورة ! ان ما حدث من هجمة على الأندية والمطاعم في بغداد يذكرنا ( بالحملة الإيمانية) سيئة الصيت التي نفذتها أجهزة القمع الأمنية في العهد السابق ، والحملة السيئة التي نفذتها وزارة الداخلية في عهد صدام حسين ( شعبة النوادي والجمعيات) بغلق الأندية والجمعيات ( المسيحية) بعد أن طالبت بدمج احدها بالآخر ، وما شابه من الحملات التي يتذكرها العراقيون ..ان مثل هذه الحملات الهمجية تدخل الخوف في قلوب العراقيين البسطاء الأصلاء في انهم مستهدفون حتى في بيوتهم ، فمن الممكن جدا أن يقوم الفريق الأعرجي وميليشياته بمهاجمة بيوت المواطنين وتفتيشها وتحطيم كل أدوات ( الكفر) الخاصة بالناس ،فبعد ما فعلوه في هجمتهم علنا ، يمكن ذلك أن يشمل بيوت الناس لاحقا ، وقد قال المثل ( ان لم تستحِ فافعل ماشئت) ! ان قيام حكومة أي بلد باهانة مواطنيها وسحق ممتلكاتهم بالطريقة التي نفذت فيها ( غزوة فاروق) هو اعلان سقوط الدولة امام المجموعة الدولية التي اتفقت على حماية حقوق الإنسان وممتلكاته وحرياته الفكرية .. ننتظر قيام السيد نوري المالكي بالاعتذار علنا .. والا فإننا سنهتف له ( بالروح بالدم ... وبجيتك هلا)!