إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا : بقلم : علي بداي
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا : بقلم : علي بداي الإثنين 17 سبتمبر 2012 - 23:41
إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا
بقلم: علي بداي- 06-09-2012
حين كنا مراهقين في سبعينيات القرن الماضي كان دربنا اليومي الى المدرسة محاطاً بالبارات والنوادي. و كنا نمر على محلات بيع المشروبات الكحولية بأنواعها، دون أن يخطر على بال أحد منا الجلوس مرة في ناد و شرب الخمر أو إقتناء قنينة بيرة. ببساطة لأن الخمر لم يكن في قائمة أهدافنا و لم يكن يتفق مع سعينا للتفوق الدراسي و لا يتسع له وقتنا المقسّم بين المدرسة و إنشغالاتنا بالبحث في مكتبات السراي و السعدون. كان ذلك قرارنا الشخصي المتخذ بقناعاتنا الكاملة. كانت مدرستنا في الحيدرخانة في شارع الرشيد أقرب الى ساحة الميدان ، و كنا حين نجلس لفترات قصيرة في مقهى الزهاوي لقراءة الصحف نلمح " بغايا الميدان" يتخاطفن أمامنا ولم يكنّ بالنسبة لنا سوى مادة نقاش إجتماعي، فيما إذا كان "المجتمع" مسؤولاً عن سلوك البغايا و سرقات السرّاق و جنوح الجانحين من الأحداث. كنا لا نصلي ولا نصوم و لكننا نتحلى بصفات يفتقر اليها الكثيرون ممن يصومون و يصلون. فحين عرض علينا أحد زملائنا حالة لإمرأة شابة جارة له، فوجئت بسجن زوجها بتهمة كيدية و بقيت لا تعرف كيف تدبر أمور بيتها و صغارها، قررت المجموعة البدء بحملة فورية لجمع أكبر ما يمكن جمعة من مال، و كان هناك من تبرع مباشرة في حين إشتغل الآخرون أيام عطلة الإسبوع مدفوعين بدافع الضمير الساهر، لا إرشادات مسجد، و لا توجيهات حسينية، و لا فتوى مرجع .. الضمير فقط .. الضمير الذي لم يكن غافياً و لم يكن منشغلاً بشئ سوى أداء دور الحارس الأمين الرقيب على كل تصرف. البارحة كتب صديق لي عن واقعة أقضت مضجعه: "هاك هذه الواقعة التي حصلت في مدينة ال.... حين ذهبت أرملة و عندها أطفال أيتام الى دور الرعاية التي يسيطر عليها الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر فطلب منها المسؤول أولاً ممارسة المتعة / تتزوجه متعة ( وهو بغاء قسري مشرعن دينياً يستغل حاجة المعوزات أدخلته الأحزاب الدينية ضمن أعرافها و سياحتها الدينية) و بعذاك سوف يعطيها حقها و رفضت المرأة ذلك لكونها شريفة و عادت بلا حقوق!!!" ثم تناقلت الأنباء خبر بروز فارس مغوار إسمه "فاروق حسن المجيد" يأتمر بإمرة الحاج نوري المالكي "و لعله إختار هذا الإسم تيمناً بعلي حسن المجيد"، أغار هذا الفطحل المسؤول عن أمن العراقيين بجيشه العرمرم ليداهم النوادي و التجمعات الليلية البغدادية و هي بمعظمها نواد لمثقفين هم أكثر العراقيين حباً ببلدهم و حرصاً على تقدمه... و كانت غنائم الفاروق الكثير من قناني الويسكي التي غنمها من نواد مجازة للآشوريين سيوزعها لاشك بالعدل حسب نظرية توزيع الغنائم.
لا أعرف بالضبط كيف يفكر قادة الأحزاب الدينية في العراق، ولا أدري إن كانوا قد قرأوا تأريخ هذه البلاد أم لا، لأن ماهو معروف عن العراق أنه في كل مراحل التأريخ كان فيه فرق المغنين و الشعراء و دور اللهو و الرقص و أماكن الشاربين الى جانب دور العبادة من المساجد و الأديرة و دور العبادة الخاصة بالأديان الأخرى ، و عبر العصور كان المجتمع العراقي قادراً على إنتاج آلية الضبط الإجتماعي، و الموازنة اللازمة بين الديني و الدنيوي دون حاجة الى قوانين ردع و تدخل شرطة، كما لم تعرف المرأة العراقية تطرفاً في الملبس أو السلوك بما يناقض أعراف المجتمع في كل العصور، بل كانت مثالاً للجدية و طرفاً فاعلاً في عملية تطور المجتمع. و لأنني لا أعرف بالضبط الى أي المحن سيوصلنا هؤلاء و الى أي الحروب الأهلية سيقودوننا، أجد لزاماً علي أن أنصح الفاروق حسن المجيد و من أمره أن يجد له عملاً آخر غير هذه الصنعة المخزية، ليتابع مثلاً هؤلاء الكفرة الذين يطاردون الأرامل لإجبارهن على الزنى أو مايسمونه المتعة فذلك عند الله أجدى لأن إجبار النساء على الزنى عند الله أبشع من شرب الخمر، الم يقرأ صاحبنا القرآن؟ علي بداي
إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا : بقلم : علي بداي