عمر الشريف ناظرا في المرآة على القناة الفرنسية الخامسة بقلم منيرة رزقي - حل الفنان العالمي الكبير عمر الشريف ضيفا على القناة الفرنسية الخامسة في برنامج «النظر في المرآة» وبقلب مفتوح تحدث النجم كما لم يتحدث من قبل ورصد ملامح تجربته الفنية والوجودية منذ رأى النور لأول مرة في عائلة إسكندرانية مسيحية وعلاقته بأمه التي اتخذت بعدا حميما وظل الحبل السري يجمعه بها إلى اليوم . وهو ما يفتأ يذكر تفاصيل حياته معها بمنتهى الدقة ولم تخذله ذاكرته هو الذي بلغ سنواته السبع السبعين. يبدو عمر الشريف بشعره الأشيب وبريق عينيه اللتين لم ينل منهما الزمن رمزا للوقار والحكمة لذلك كانت كلماته صالحة لأن تكون وصايا للجيل الجديد من نجوم الفن يمكن أن تشبع حسهم الجمالي والذوقي وان تكون هديا لهم لتتبع مسالك وآفاق المستقبل. وبصراحة تعكس تصالحه مع ذاته وصداقته معها تحدث النجم الكبير عن مختلف مراحل حياته منذ بزغ نجمه في سماء النيل عندما منحه المخرج يوسف شاهين فرصة الظهور في فيلم صراع في الوادي إلى جانب سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي ستصبح رفيقة دربه وأم ابنه الوحيد طارق. كما تطرق إلى تغيير اسمه من ميشال شلهوب إلى عمر الشريف وأكد أن عينه كانت على النجومية العالمية ولذلك اختار عمر وهو اسم يحفظ بسهولة ويحيل على عمر الخيام الذائع الصيت أما الشريف فهو رغم دلالته اللغوية التي قادت عمر الشريف إلى اختياره يسير على الفهم والنطق. لقد كان عمر الشريف الشاب الوسيم يستشرف مستقبله في أواخر السنوات الخمسين من القرن الماضي وقرر مدفوعا بطموحه الكبير أن يصنع أسطورته الشخصية وهو ما حدث فعلا فقد تمكن من النجاح في هوليوود وكان أول بل وآخر فنان عربي يحقق العالمية. لكن السينما العالمية لم تمنح عمر الشريف كل ما أراد تحقيقه فغالبا ما خذلته كما اعترف أمام مرآة ذاته قائلا لقد حوصرت عديد المرات في دور الشاب الوسيم. كما أن إسهامه في عديد الأفلام الكبرى لم يحقق المنشود. أما الآن فهو يسهم في بعض الأفلام الصغيرة ولكنها تمتعه فنيا وترضي رغباته في ممارسة حبه الكبير. كما اعترف عمر الشريف بمرارة أنه لم يشعر يوما أن له وطنا وبيتا لذلك أدمن عوالم الليل هربا من الوحدة والغربة. لكنه الآن انقطع نهائيا كما يقول عن هذه العوالم تماما كما انقطع عن التدخين بعد أربعين عاما وفجأة ودون اللجوء إلى الأدوية والعقاقير. كان يؤكد من خلال ذلك قوته وصلابته التي جعلته يتجاوز كل المحن ويحافظ على شبابه الدائم حتى الشيخوخة لم تزحف على روحه ولا جسده فباستثناء بعض آلام العظام لا يشكو من شيء الآن وهو يعيش لحظات عمره بمنتهى اللذة والاستمتاع.
عمر الشريف ناظرا في المراة على القناة الفرنسية الخامسة