أبٌ يهمه كل ما يتعلق باولاده حتى في القضايا المادية
"الخبز". لكن يسوع يؤكد على شيء واحد هو الا ندع
الماديات تتغلب على الروحيات "اطلبوا ملكوت اللـه
وهذه كلها تزاد لكم" (متى 6: 23). كفافنا
اليوم: يسوع يعلمنا ان نبدأ بحل مشكلة هذا اليوم، اي
ان نكون واقعيين وذوي فطنة. فالمشاكل الاكثر تعقيدا
في الحياة لو واجهناها يوما بيوم، فسوف تحل. بينما
ان اردنا ان نحل كل مشاكلنا بلحظة واحدة فهذا امر
غير ممكن. 7- إغفر لنا خطايانا كما نغفر لمن أخطأ الينا: الأنجيلي
متى يستعمل كلمة "ديون" اما لوقا فيستعمل "خطايا"
فلو ان الخطيئة هي دين ونحن مُلزمون به امام اللـه،
وحياتنا تعود الى اللـه. لذا فاي خطيئة نرتكبها هي
خيانة للـه، هي خداع له، انها بمثابة سرقة شيء
منه. ولكن علينا ان نغفر: المسألة عند يسوع هي
قطعية، يجب ان نغفر، مهما كلفنا الامر. ولكن ما
العمل عندما يكون الغفران صعبا جدا؟ اولا: كل مرة
يأخذنا التفكير الى الذي حدث فلنبتهل للـه من اعماق
قلوبنا لاجل من اهاننا. ثانيا: إمتنع كليا عن ذكر
مساوىء الذي أهانك. هذه صيغة اخرى للغفران مهمة
جدا وثمينة، لانها تطهّرك، وتجعل قلبك كبيرا. 8- لا تدخلنا في التجربة: هل يُعقل ان يقودنا اللـه الى
التجربة؟ قد تكون المشكلة في ترجمة ركيكة للنص
اليوناني. القديس يعقوب يفسر في رسالته قائلا: "...
ان اللـه لا يُجربه الشر ولا يُجرب احدا..." (يعقوب 1: 13). الاباء الاوائل كانوا يترجمون هكذا: "لا تتركنا
نـُقهر بالتجارب". من جهة ثانية لا نتعجب من ان
اللـه يجربنا. لا نتعجب من الصراع. بل فلنتعجب عندما
لا يوجد الصراع، لان الحياة اعطيت لنا كي نحارب
وليس لننام. علينا اذن ان نصارع باجتهاد وثبات. 9- نجنا من الشرير: تأكيد على ان قوة الشرير تحيط بنا
وبامكانها ان تغلبنا. وبان الشيطان موجود وهو يعمل
بجد في العالم، وحيلته الكبرى تكمن بجعل الناس
تقهقه وتعتقد بانه غير موجود. والانجيل مليء
بقصص عن طرد الشياطين الموجودة الى يومنا هذا
كما في ايام يسوع، فعلينا اذن ان نعرفها ونتغلب عليها
بقوة المسيح، اي بقوة الروح القدس. * لقد غلب المسيح قدرة الشيطان، فليس الشيطان اذن الأقوى، لان الخير على الارض هو كبير جداً. بركة الرب يسوع وامه مريم ترافقنا جميعا امين