دم الشهيد خصوبة الايمان الحلقة الثالثة الاب سعيد بلو

دم الشهيد خصوبة
الايمان
الحلقة الثالثة


الاب سعيد بلو

<blockquote>

شهداء صوريا
الكلدانية الـ 39 من راعيهم:

الاب حنا قاشا
1919- 1969

ولد المرحوم
الشهيد حنا قاشا عام 1919 وبعد دراسته في معهد مار يوحنا الحبيب
بالموصل سيم كاهنا سنة 1943 وسار في رسالته شامخا كالجبال التي عاش
في سفوحها الى ان حلَّ في الكون الظلام يوم الحداد 16 ايلول 1969.

اسرد عن الكاتب
شوقي بدري بتصرّف:

"ان القس حنا كان
في زيارة للقرية وحاول ناشداً الضابط عبد الكريم الجحيشي الرحمة
والسلام كون الاهالي مزارعين وغير مسلّحين لكنه عوضا عن فتح قلبه
لنداء السلام والسماع لدعاء الانسانية ضميرياً امر رجاله: "ارموا
اولاً هذا الكلب الاسود" اشارة الى رداء القس الاسود".

وعن شهود عيان:

ان ليلى خمو ابنة
المختار قفزت على الضابط اعلاه وامسكت بقوة بماسورة الكلاشينكوف
المسحوب للرمي بحيث استحال له الرمي. فسحب مسدسه واطلق النار على
راسها فارداها قتيلة في الحال. ثم بدأ اطلاق النار على شهدائنا
الابرار دون تمييز وامر الجنود بان يبقروا الاحساد المثخنة بالجروح
بحراب بنادقهم ويضرموا النار في بيوت القرية والسور المحيط بها لكي
يحولو دون محاولة بعض الناجين من الفرار.

وقد سبق المرحوم
البرزاني ان قدّم مذكرة بهذا خصوص الى هيئة
الامم المتحدة مؤكدا ما يلي:

"ابيد في يوم 16
ايلول 1969، 97 مواطنا قتلاً وجرحاً هم كل سكان قرية صوريا غرب
زاخو وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم في مهودهم الى الماء فغرقوا في
النهر. وكان القس الكلداني حنا قاشا بين القتلى ايضا".

اشكر من اعماق
القلب الذين رفعوا مذبحة ابرياء صوريا قضية اولى بين مجازر ومظالم
شعبنا الاليمة التي يجب على السلطات العراقية وحكومة اقليم كردستان
اعتبارها ضن جرائم الابادة الجماعية التي تتخذ ابعاداً دولية
وتعويض عوائل الضحايا بموجب برنامج وزارة الشهداء والمونفلين. وعلى
السلطة الشرعية القاء القبض على المجرمين فوراً واصدار الاحكام
العادلة بحق مرتكبيها.

وفي رثائي
الشهداء هذه المآساة التاريخية لذكرى 42 سنة على تتويجهم باكليل
المجد كتبت:

ان الشهادة التي
يريدها منا الرب مثل هؤلاء الشهداء الابرار ليست فقط بعطر الدماء
التي ضوّعت منازل الفردوس في كنيسة المسيح المنتصرة في السماء،
ولكن ايضا بالشهادة الحية في مسرى انوار القيم المسيحية في كنيسة
المسيح المجاهدة رسلاً ومبشرين.

إنّ القيم
المسيحية لا تقبل منا الخضوع والعبودية لاحد انما تتطلب منا
الشجاعة في قول الحق والدفاع عن حقوقنا في الحياة عبر المحافل
الدولية. ولا نرضى مهما كان الثمن غاليا ان تهدر دماؤنا الزكية
نتفرج عليها بخنوع العبيد وسكوت الجبناء...

ولابُدّ ان اودع
هؤلاء الشهداء منشداً باصواتهم:
</blockquote>

إنّا خُلقنا عن محبّة
رّبنا لبقاء

حبُّ الإله اناء
ايقضي حُبًّه بفنائي

هيهاتَ ينضبُ جَدّولٌ
من مَنهلِ العَلياء

كل الوجود عطيّةٌ
والموت ملءُ عطاءِ

يُمسي الزوالُ نعيمَ
خُلدٍ والإلهُ رؤائي