انطلاق المكتبة الرقمية العالمية من اليونسكو ومكتبة الكونغرس وشركاء آخرين
بيان صحفي لليونسكو رقم 2009ـ 31 باريس، واشنطن العاصمة (الولايات المتحدة الأميركية)، 21 أبريل/ نيسان ـ أطلقت اليونسكو، اليوم، في مقرها بباريس، مع 32 مؤسسة مشاركة، المكتبة الرقمية العالمية، وهي موقع على شبكة الويب مخصص لنشر مواد ثقافية فريدة من مكتبات ودور محفوظات في جميع أنحاء العالم. وسيشتمل هذا الموقع على مخطوطات، وخرائط، وكتب نادرة، وأفلام، وتسجيلات صوتية، ومطبوعات وصور. وسيمكن للجمهور الانتفاع بمختلف هذه المواد بدون قيد ومجاناً. وجرى إطلاق المكتبة في مقر اليونسكو في احتفال اشترك فيه كويشيرو ماتسورا، المدير العام لليونسكو، وجيمس هـ. بيلنغتون، أمين مكتبة الكونغرس. وفي هذه المناسبة، قام مديرو المؤسسات الشريكة بتقديم تعريف بالمشروع إلى السفراء، والوزراء، والمندوبين، والضيوف غير الاعتياديين الذين يحضرون الدورة نصف السنوية للمجلس التنفيذي لليونسكو. وكان جيمس هـ. بيلنغتون قد اقترح على اليونسكو، لأول مرة، في عام 2005، إنشاء مكتبة رقمية عالمية، وذكّر بأن مشروعاً كهذا "يعود بالنفع على شتى الشعوب، من حيث أنه يُعلي شأن الثقافات المختلفة، بما تتميز به من عمق وتفرّد، من خلال مشروع عالمي واحد". وقد أعرب ماتسورا عن ترحيبه بهذا المشروع باعتبار أنه يُشكل "مبادرة عظيمة من شأنها المساعدة على سدّ الفجوة المعرفية، وتعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب، وتقوية التنوع الثقافي واللغوي". وبالإضافة إلى تعزيز التفاهم الدولي، يرمي المشروع إلى توسيع نطاق المضامين الثقافية وتنوعها عن طريق الإنترنت، وتوفير الموارد اللازمة للمربين، والعلماء، وعامة الجمهور، وتضييق الفجوة الرقمية بين البلدان وداخل كل منها، وذلك عن طريق بناء القدرات في البلدان الشريكة. وستعمل المكتبة الرقمية العالمية بسبع لغات، هي: الإسبانية، والإنجليزية، والبرتغالية، والصينية، والعربية، والفرنسية، وتشتمل على مضامين بأكثر من أربعين لغة. وفي الموقع الإلكتروني للمكتبة، سيكون من السهل القيام بالتصفح والبحث والاستكشاف عبْر الثقافات وحِقَب الزمن. ثم إن أوصاف كل مادة من مواد المكتبة وتسجيلات الفيديو، وشروح أمناء المكتبة ذوي الخبرة بشأن مواضيع مختارة، ستضع رواد المكتبة في السياق، وتثير لديهم حب الاستطلاع العلمي، وتشجع الطلبة وعامة الجمهور على تحصيل المزيد من المعارف الخاصة بالتراث الثقافي لكافة البلدان. وقد قام فريق من مكتبة الكونغرس بإعداد مشروع إنشاء المكتبة الرقمية العالمية. وقدمت مكتبة الإسكندرية بمصر المساعدة التقنية في هذا المجال. وتضم المؤسسات التي أسهمت في تنفيذ هذا المشروع مكتبات وطنية، ومؤسسات ثقافية وتعليمية في البلدان التالية: البرازيل، ومصر، والصين، وفرنسا، والعراق، وإسرائيل، واليابان، ومالي، والمكسيك، والمغرب، وهولندا، وقطر، والاتحاد الروسي، والمملكة العربية السعودية، وصربيا، وسلوفاكيا، وجنوب إفريقيا، والسويد، وأوغندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وصرح ماتسورا بأن :"اليونسكو ترحب بإنشاء المكتبة الرقمية العالمية التي تُبرز القيم والأولويات التي تحرص المنظمة على مراعاتها". كما أكد على أن هذه المكتبة "توفر إطاراً قيِّماً للغاية لتيسير التداول الحر للمعلومات، وتحقيق التضامن على الصعيد الدولي، ومراعاة التنوع الثقافي، وإنشاء مجتمعات المعرفة الجامعة. وبفضل مشاريع من هذا النوع، فإن من الممكن توفير الإمكانات الثقافية والمجتمعية التي تنطوي عليها التكنولوجيات الرقمية". ويقول بيلنغتون إن "من دواعي الشرف أن نعمل مع عدد كبير جداً من المكتبات الكبرى في هذه المغامرة. كما أننا نوجه الشكر لليونسكو لما قدمته من دعم قوي لهذا المشروع". كما ذكر أن " ما نستهله اليوم لا يمثل إلا الخطوة الأولي في هذا المجال. ونحن نتطلع إلى المستقبل كي نرى هذا المشروع وهو يحقق الطموحات المرجوة منه، ألا وهي التقريب بين مختلف الشعوب، وتعميق التفاهم فيما بيننا، ومساعدة الشباب ذوي الدراية بالتكنولوجيات المعلوماتية على التمتع بأفضل ما تشتمل عليه الثقافة التقليدية، واستخدام وسائل الإعلام الجديدة". من جهتها قدمت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، المبعوثة الخاصة لليونسكو المعنية بالتعليم الأساسي والتعليم العالي، ورئيسة مؤسسة قطر، التهنئة لليونسكو والمؤسسات الشريكة بمناسبة انطلاق المكتبة الرقمية العالمية، وصرحت بأن :"قطر تفخر كل الفخر باعتبارها عضواً مؤسساً يُساهم في ترسيخ هذا التعاون الدولي الرائع". وأضافت الشيخة موزة :"إن تعميم التعليم يُشكل الوسيلة الرئيسية لتحقيق التفاهم على الصعيد الدولي. كما أن مثل هذه المشاريع سيكون لها أثر بعيدا في إذكاء روح التقدير إزاء شتى الأمم والثقافات". ومن الكنوز التي ستبرزها المكتبة الرقمية العالمية ما أسهمت به المكتبة الوطنية الصينية من مخطوطات، وخرائط، وكتب، وأنصاب منقوشة، وعظام العرافة التي تميز بها تاريخ الصين منذ العصور القديمة وحتى الآن. وفي هذا الصدد، يقول فوروي زان، كبير أمناء مكتبة الصين الوطنية، إن:" مشروع المكتبة الرقمية العالمية يوفر إطاراً جديداً كل الجِدة لعرض مظاهر التنوع التي تتسم بها حضارات العالم. ومن الممكن، بفضل هذا المشروع، تشجيع التبادل الثقافي والتقريب بين مختلف البلدان والشعوب، وذلك من أجل تحقيق التفاهم فيما بينها والإسهام في إثراء علاقاتهم المتبادلة. هذا، وتتضح بشكل جلي روح المساواة والتفاهم الحر بفضل إنشاء هذه المكتبة. ومن هنا، فإن مكتبة الصين الوطنية على استعداد للعمل بتعاون وثيق مع المكتبة الرقمية العالمية، ومواصلة التشاور من أجل تعزيز أسباب الرخاء والتقدم لكافة الحضارات الإنسانية". وفضلاً عن ذلك، ستضم المكتبة الرقمية العالمية محتويات ثمينة أخرى، منها على سبيل المثال مخطوطات علمية عربية أسهمت بها كل من دار الكتب ودار المحفوظات الوطنية في مصر؛ وصور فوتوغرافية قديمة عن أمريكا اللاتينية، من مكتبة البرازيل الوطنية؛ والمصنَّف هياكومَنتو داراني، الذي يرقى إلى عام 764، من مكتبة المجلس التشريعي الوطنية اليابانية؛ و"توراة إبليس"، المصنَّف الشهير الذي يرقى إلى القرن الثالث عشر، من المكتبة الوطنية السويدية؛ ومصنَّفات في الخط الجميل، عربية وفارسية وتركية، من مجموعة مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة. وقبل الموعد المحدد لانطلاق المكتبة الرقمية العالمية، طلب ماتسورا من الدول الأعضاء في اليونسكو أن تُشجع مؤسساتها الثقافية على الاشتراك في تطوير هذا المشروع. وأشار إلى أن هذا المشاركة ستساهم حقاً في إنشاء مكتبة رقمية عالمية تتيح عرض مظاهر التراث والإنجازات الثقافية الخاصة بكافة البلدان. وفضلاً عن ذلك، ألقى ماتسورا الضوء على علاقات التآزر القائمة بين هذه المبادرة وبرنامج ذاكرة العالم لليونسكو، مشيراً إلى أن المكتبة الرقمية العالمية ستوفر لعامة الجمهور فرص الانتفاع بنُسخٍ من مجموعات سِجل ذاكرة العالم. هذا، ومن المعروف أن إحدى مهام اليونسكو تقوم على تعزيز التداول الحر للمعلومات بشتى الأشكال، في مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال. ومن ثم، فإن المنظمة تدعم المبادرات الخاصة بالتربية والبحوث وعلاقات التبادل، وذلك من خلال تحسين وزيادة فرص الحصول على كل ما يُنشر عن طريق الإنترنت. وتحقيقاً لهذه الغاية، تتعاون المنظمة مع عدد من الشركاء في مجال إنشاء مكتبات رقمية وغير رقمية.