الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7007مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: قصة قصيرة ـأرجوحة الرجاء الجمعة 5 أكتوبر 2012 - 8:55
قصة قصيرة
أرجوحة الرجاء
وليد يلدا متوكا بغداد
<blockquote>
ذات يوم أقبل اليّ طفلي الصغير ذي الخمس سنوات من عمره متسائلا ...بابا بابا أنحن ضعفاء وفقراء؟؟؟
انه حقا فاجئني بسؤاله المبتكر هذا الذي تزامن والوضع الحالي الذي نعيشه في العراق والعالم الكل يحارب لاجل مصالحه ومكتسابته عدانا نحن المسيحييون!
فتركت ما بيدي من كتبٍ لاتوجه اليه مبتسماً وبكل حنان ورقة قائلا له: نعم يا حبيبي نحن فقراء متواضعون جداً امام الله والكل لان خالقنا الجليل وسيدنا المسيح عليه السلام ارادنا هكذا فهذه حكمته لاجل مستقبلنا في الحياة.
فالذي خلق الكوّن لم يتجبر وينصب نفسه ملكا على مخلوقاته وانما المخلوقات اخذته لها ملكاً ومرجعا لها في الشدائد. فربنا خالقنا العظيم خلق كل شيء عظيم وحقير ولم يستثني شيء فله الحكمة من هذا!! هزّ طفلي الصغير رأسه مستغرباً لعدم فهمه القول ولمحدودية ادراكه، فعزمت ان ابسط له القول بالامثلة الواقعية البسيطة.
لاقول له بشكل واضح وصريح: ان كل شيء في عالمنا هذا زائل لا محالة!! .قاطعني وقال بابا: ايُّ عالم هذا يا بابا: حبيبي العالم المادي الموجودين نحن الان فيه نعيش من مخلوقات حية وغير حية على وفي الارض والسماء.
قال لي: يعني ليس نحن البشروالحيوانات والاحجار فقط؟ لا يا حبيبي البشر والحيوانات وكل شيء مادي زائلاً وله عمرٌ فهي جزء بسيط جدا جدا من ما خلق في الكون فعقل الانسان لحد الان ليس بوسعه استيعاب حكمة رب الارباب الخالق الجبار في ما خلق وما موجود في الكون السحيق؟ انه ازلي.. نعم ازلي رد طفلي العزيز: مستفسرأ ماذا تعني بالازلي؟ اجبته بأحتضان: انه موجود قبل ان يخلقنا ويخلق العالم المنظور والغير منظور وانه باق ٍ للابد . رد عليَّ : اوه بابا اني رأسي وجعني : فأخذته لحظتها بحضني وداعبته مقبلاً رأسه الصغير قائلاً حبيبي لا تعب رأسك ربنا موجود وانه سينجينا من كل شر يصادفنا.
اراك تريد ان تقول لي شيء؟ هزّ رأسه وقال بابا: الاولاد مرات يتعاركون معي ونتخاصم بس اني ما اريد اتعارك وأتخاصم معهم فماذا تقول انت يا بابا: قلت له: ضاحكاً وبكل تواضع اجبته أأنت تحمل صليبك معك اينما تذهب؟ قال لي نعم يا بابا صليبي لم يفارقني ابداً فقلت له: اذن لا تخاف من شيء ابداً حتى لو دخلت بين فكيّ الوحوش فأن صليب الحق ينجيك. فرد عليّ: اوه يا بابا انت تتكلم بألغاز لا افهمها؟ قلت له سوف تفهمها عندما تكبر يا عزيزي الصغير.. فليس كل شيء يأخذ بالقتال والجدال فنحن البشر ارقى مخلوقات الله وألا لماذا خلقنا الله بشراً وعلى صورته صورنا وبكل ميزاته الحسنة ميزنا عن باقي المخلوقات.
نعم يا بابا قرأت لي هذا في كتابنا المقدس فالانسان مخلوق راقي جداً جداً لانه يتميز بالعقل والمنطق ومن خلالهما يستطيع ان يذلل كل الصعاب التي تواجهه في حياته وبالوقت المناسب شرط ان يحكم عقله جيداً. فبسطت له الكلام واعطيته مثلاً بسيطاً وقلت:عندما تذهب الى الحديقة وترى قطة صغيرة جداً وتركض خلفها ماذا تفعل القطة؟ قال لي بابا انها تركض مسرعة خائفة مني قلت له صحيح يا بني لكن عندما تنحصر في مكان ٍ ما ماذا ستفعل القطة؟؟ ردَ عليّ بابا انها تنفر بوجهي وتظهر اسنانها بوجهي.
صحيح يا بني انها تدافع عن نفسها من الاعتداء الخارجي قبل ان يقضى عليها.
لانها ليس لها منطق ولا ادراك تستطيع ان تفهمك ؟فأنها تحاول جاهدة للبحث عن مخرج للهرب منه ومن ثم ان لم تجد مخرجاً تستخدم سلاحها الطبيعي الذي خُلق لها وهي اسنانها ومخالبها. صاح طفلي العزيز بوجهي مستغرباً اذن لماذا لم يخلق لنا ربنا مخالب مثل الوحوش على الارض لندافع عن نفسنا بها؟ فقلت له: حبيبي الوحوش هي عبيدة الانسان والانسان سيدها فبعقله ومنطقه سلاحيه الطبيعين يستطيع ترويض اعتى وحوش الارض والسماء.
قال لي منبهراً بابا: يعني الانسان اقوى من كل وحوش الكون؟ اجبته بكل اصرار: نعم يا حبيبي الصغير الانسان اقوى من كل مخلوقات العالم شرط ان يستخدم عقله ومنطقه بالوقت المناسب دون شرور واحقاد فلكل معضلةٍ حل بالمنطق والحوار والتأني لان السلامة تأتي بعدها لا محالة.
رد عليّ متهكماً بابا: مرات الواحد يصير عصبي جدا وماكو هناك وقت يفكر قبل ان يتصرف ولا يحتمل الاساءة والتصرف المشين دون رد فوري. صحيح حبيبي لكن يوجد لك لحظات قليلة لتفكر وتبعد عن نفسك الضرر فللعقل والارادة قوتان جباراتان تستطيع ان توقف كل شر وبالامكان ان تجعل من العدو صديق ومن الوحش اليف. رد عليّ طفلي العزيز: كيف هذا والشر في عينيه؟ فقلت له : هنا يكمن سر منطقك وعقلك لتستخدمهما قبل ان تلجأ لاستخدام يدك وتصير عصبي وتدرس الحال الذي انت فيه قبل ان تختار المفر واسلوب الرد الحاسم.
يعني بابا مثل ما علمنا الانجيل المقدس لازم ان ما نقاوم الشر والحقد؟ اجبته بكل تودد وفي عيني دمعة حبيسة لمستقبل اطفالنا في غابة اليوم ووحوش اللحظة اللذين ليس لمنطقهم سوى الغدر والقتل وشر الاشرار وان كنت معهم دهراً وديعاً كالحمام لانهم يعتبرونك ضعيفاً هزيلاً امامهم لانهم يرونك بعين الماديات ليس الا؟
يعني يا حبيبي ليس بالقوة كل شيء يأخذ وانما بكل امرٍ من الله يعطى الانسان وفي اللحظة المناسبة فقلت له ايضاً: وبكل عطف وحنان ان لم تستطع اخذ حقك بالمنطق والعرفان فأترك الامر لله وحده فأنه خير المطالبين بحقك ويأتي به اضعاف اضعاف ما تستحقه الان وان طال به الزمن..اذن الهدوء وراحة البال امران كفيلان ان تنصرك في نهاية المطاف وما يتبعهما من صلاةٍ ورجاء للامل المنشود تستطيع ان تكسب العالم وما فيه.وقف طفلي متأملا بوجهي وقال: بابا انت احسن بابا عندي قلت لا يا حبيبي الحسنُ في ما ثقفنا به الانجيل ليوصل السفينة ومن فيها لبر الامان وكما فعل سيدنا ومعلمنا المسيح عليه السلام: ((بصلبه وموته على صليب العار وقيامته هزم الموت وانتصرعلى الشر والشيطان فملك الارض وما عليها)).
وفي النهاية قلت له بنبرة الامل وحب الحياة: الانسان يستطيع ان يحيا بكل امان وفرح طول ما امده الله من حياة اليس كذلك يا حبيبي؟ فرد عليّ بكل تودد: نعم يا بابا الحبيب انني سأذهب الى مدرستي كل يوم ورأسي مرفوعا وكلي قوة وامل في حياة سعيدة مع ما اوصانا به حبيبنا المسيح عليه السلام. </blockquote>
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الجمعة 5 أكتوبر 2012 - 8:55
