الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ∩ موقف تُركيــــا مـن أكراد سـوريا !!! ∩ الجمعة 5 أكتوبر 2012 - 12:22
الخميس / 04 ـ تشرين أول ـ 2012 منذ بداية الاحتجاجات ضد الرئيس السورى بشار الأسد قبل 18 شهراً فى مختلف المدن السورية، بدت المناطق الكردية كحالة خاصة، حيث إنها لم تشهد مواجهات عنيفة وعمليات قصف شديد مثلما هو الحال فى بقاع أخرى، وذلك على الرغم من مشاركة عدد من الشباب الكردى فى تلك الاحتجاجات، ومع انسحاب الجيش السورى من المناطق الواقعة تحت السيطرة الكردية فى شمال سوريا مؤخراً، سرت حالة من الغليان فى أنقرة التى حصلت السبت قبل الماضى على دعم اعتبرته بمثابة «ضوء أخضر» من واشنطن للقيام بعمليات عسكرية داخل سوريا، وذلك فى ظل المخاوف التركية المتنامية من قيام كيان كردى على حدودها الجنوبية فى الوقت الذى لا تبدو فيه فى الأفق بوادر لحل مشكلة الاضطرابات الكردية فى الداخل التركى. ـ كانت تركيا هى أول من تأثر بالقلاقل الأمنية فى الجوار السورى، فمنذ منتصف مارس 2011، بدأ النازحون السوريون بالتدفق إلى تركيا هرباً من المعارك، حتى وصل عددهم الآن إلى نحو 70 ألف نازح، ومع تردى الأوضاع فى سوريا، بدأت تركيا تواجه العديد من التطورات المثيرة للقلق، حيث قصفت القوات النظامية السورية، وبشكل متكرر، مناطق داخل الأراضى التركية حتى إنها أسقطت طائرة حربية تركية فى يونيو الماضى، لكن التحرك الذى كان بمثابة «القشة التى قصمت ظهر البعير» بالنسبة لأنقرة، كان انسحاب قوات النظام السورى من المناطق الحدودية ذات الغالبية الكردية، فى خطوة قد يستغلها «حزب العمال الكردستانى» المحظور، لشن هجمات مماثلة لتلك التى دأب على شنها من شمال العراق ضمن سعيه إلى إقامة دولة كردية انفصالية مستقلة. ـ وبينما ذكرت التقارير الأولية أن مقاتلى المعارضة أخرجوا القوات النظامية السورية من تلك المناطق، أفادت تقارير لاحقة بأن قوات «الأسد» انسحبت عمداً من تلك المناطق وسلمتها إلى حزب «الاتحاد الديمقراطى الكردى» السورى المقرب من «حزب العمال الكردستانى»، الذى يقود صراعاً مسلحاً مع تركيا، ما دفع الأكراد السوريين إلى تكثيف وجودهم فى تلك المناطق ورفع الأعلام الكردية عليها. ـ وكان النظام السورى قد مارس لسنوات طويلة سياسة التمييز ضد الأكراد، وأنكر وجودهم قومياً وثقافياً، ومع تزايد الضغوط الداخلية على «الأسد» قرر النظام التقرب بشكل تكتيكى للأكراد عبر منح الجنسية السورية للمحرومين منها منذ مطلع ستينيات القرن الماضى، ويبدو أن قسماً كبيراً من تلك الفئة لا يعادون الأسد، لأنه يتغاضى عن محاولاتهم السيطرة على المناطق الكردية وتحويلها إلى ما يشبه الحكم الذاتى. ـ وينظر الأكراد السوريون إلى الانتفاضة ضد الأسد على أنها فرصة للحصول على سلطة كتلك التى يتمتع بها الأكراد فى شمال العراق حيث يعيشون بشكل شبه مستقل عن بغداد، لكن الأكراد السوريين غير متحدين سياسياً والخصومات بين حزب «الاتحاد الديمقراطى» وجماعة أخرى هى «المجلس الوطنى الكردستانى» هددت أحياناً بأن تتطور إلى صراع فيما بين الأكراد، إلا أن الطرفين وقعا اتفاقاً الشهر الماضى على تشكيل جبهة موحدة للعمل من أجل المصالح الكردية فى سوريا بعد الأسد، لكن مراقبين يرون أن تلك الوحدة أقل قوة فى الواقع منها على الورق. ـ ويبلغ عدد الأكراد فى سوريا مليونى نسمة ويمثلون 9٪ من 23 مليون سورى، وفى تركيا يقدر عددهم بنحو 15 مليون نسمة يمثلون أكثر من 20٪ من 73 مليون تركى، ويقاتل «حزب العمال الكردستانى» منذ 1984 السلطات التركية للمطالبة بحكم ذاتى أو انفصال جنوب شرق الأناضول ذى الغالبية الكردية، وخلف النزاع 45 ألف قتيل. ـ ومؤخراً، اتهمت أنقرة النظام السورى بتسليح متمردى «حزب العمال الكردستانى» الذى رسخ، بحسبها، وجوده فى بلدتى كوبانى وعفرين شمال سوريا، وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان قد أعلن أن بلاده «لن تسمح لمجموعة إرهابية بأن تقيم معسكرات لها فى شمال سوريا وأن تشكل تهديداً لتركيا»، ولم يستبعد اللجوء لتحرك عسكرى ضد سوريا حال وقوع هذا الاحتمال، الذى يؤرق بلاده لعدة أسباب، منها أنه فى حال تقسيم سوريا فإن تشكيل ممر كردى على امتداد الحدود مع تركيا سيقطع الرابطة الجغرافية التركية مع العالم العربى، ما يحدث خللاً فى التوازنات الاستراتيجية والعلاقات الحضارية بين العرب والأتراك، كما أن هذا الشريط سيشكل عامل ضغط على الداخل التركى فى ظل عدم حل تركيا المشكلة الكردية، كما أن إقامة كيان كردى فى شمال سوريا سيشكل المحطة الثانية فى مسيرة الأكراد بعد شمال العراق نحو إنشاء كردستان الكبرى، حيث ستكون المحطة الثالثة حتماً فى تركيا، ليحقق الأكراد بذلك حلمهم فى تكوين «دولة كردية مستقلة» تضم أكراد العراق وسوريا وتركيا وإيران. ـ ويرى عدد من المراقبين أن تركيا لن تتهاون فى مواجهة سيطرة الأكراد على الأجزاء الشمالية من سوريا، وأنها تتجه سريعاً نحو تدخل عسكرى وشيك فى تلك المناطق، بينما يستبعد آخرون الإقدام على هذه الخطوة فى سوريا، معتقدين أنها يمكن أن تجر تركيا إلى حرب مدمرة. ـ وفى ظل تقارير تشير إلى قرب تدخل تركى فى سوريا بعد أنباء حول نشر تعزيزات عسكرية تركية ضخمة قرب الحدود السورية، يقول عبدالله شلايفر، الباحث المساعد فى مركز الشرق الأوسط فى واشنطن، لـ«العربية.نت» إن الاشتباك العسكرى التركى مع سوريا، «احتمال وارد جداً، سواء بسبب المخاوف المشروعة لتركيا عن أمنها الداخلى أو لكونه يشكل مبرراً مناسباً للتدخل المباشر». لكن يمكن تفسير هذه التحركات بأنها مجرد استعراض للقوة ورسالة إلى الناشطين الأكراد فى سوريا أكثر منها استعدادات لعملية عسكرية واسعة النطاق، يمكن أن تكلف تركيا الكثير وتلحق الضرر بصورتها فى العالم، حيث يستبعد عبدالنور شفيق، المحلل السياسى المقيم فى أنقرة، أن تقوم تركيا بأى عملية عسكرية واسعة النطاق فى سوريا، قائلاً إن «تركيا لن تتدخل إلا فى إطار تحالف دولى ضد سوريا، وأنها لن تتحرك أبداً بشكل أحادى، لأنها غير متحمسة لتغيير سياستها القائمة على عدم إثارة مشاكل مع جيرانها»، وأضاف شفيق: «فى حال قام المقاتلون الأكراد بأى عمليات عسكرية على الحدود، يمكن لتركيا أن ترد بشكل محدود لمطاردتهم، لكننى أستبعد أى عملية عسكرية واسعة النطاق». المصدر : المصــــري اليوم .