بغداد تفتتح "سنة الايمان" وسط امنيات الامن والسلام
عنكاوا كوم – بغداد – بسام ككا
عندما وقف السفير البابوي امام مذبح كاتدرائية ماريوسف للكلدان، متحدثا بصوت خافت بأن " ما نحتاج اليه اليوم هنا في العراق وفي بغداد ان نبقى نجدد أيماننا بالعناية الالهية وبمحبة الله"، فأن اجواء من الخشوع والسكون حلت على الجموع المؤمنة ايذانا بأفتتاح سنة الايمان بما تحمله من رسالة تزدحم بالكثير من المعاني الروحانية والمشاعر الايمانية المتجذرة . ففي ظل الأجواء الروحانية التي خيمت على الحشود، اطلق الاب سعد سيروب راعي كاتدرائية ماريوسف للكلدان في بغداد بحماس (سنة الايمان) يوم امس الجمعة قائلا " هذا الحج الايماني نريد ان نكون مؤمنين بنعمة مسيحيتنا التي فيها اجتمعنا نحن ابناء الله والكنيسة لنقدم لسائر بني البشر المحيطين بنا شهادة ايمانية مرسخة بمحبتنا لله وسيدنا يسوع المسيح الذي هو طريق الخلاص والحرية". ويأتي انطلاق سنة الايمان في بغداد بالتزامن مع اعلان قداسة البابا بنديكتس السادس عشر عن أفتتاحها اول من امس الخميس في الفاتيكان للكنيسة جمعاء من اجل عيش ايمان اصيل بالرب يسوع المسيح وبمناسبة مرور الذكرى الخمسين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني من قبل البابا يوحنا الثالث والعشرون في عام 1962 والذي استمر لغاية 1965 ، اضافة الى الذكرى العشرين لاصدار كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. ويقول نيافة المطران جاك اسحاق المعاون البطريركي للكنيسة الكلدانية خلال القداس الالهي بهذه المناسبة " ان افتتاح سنة الايمان هو بدء لمسيرة جديدة وواعية بالايمان وانطلاقة نحو الرب والتزام جاد بالحياة المسيحية وبقيمتها الاصيلة ، وأننا اذ نعلن تمسكنا بهذا الأيمان الذي سلمنا اياه الرسل وورثناه من اباءنا واجدادنا بكل العهود التي قطعناها في سر المعموذية ، نوكد على هذه الرغبة الصادقة في تكملة االسير على خطى سيدنا المسيح ومثاله الاعلى بأعلان تجديد معموذيتنا. وجاءت مشاركة السفير البابوي في الاحتفال لتظهر اهتمام الفاتيكان باوضاع المسيحيين في العراق ، حيث عبر خلال كلمته عن اعجابه بـ"مسيحي بغداد والموصل وسوريا وفلسطين الذين هم على اتصال يومي بوجه المسيح ويواصلون الرجاء والعمل من أجل السلام والخير لانهم مؤمنون بأن المسيح حقا قام"، مشيرا الى ان قداسة البابا حث خلال زيارته الاخيرة الى لبنان مسيحيو الشرق الاوسط على التمسك بأرضهم التي كانت اولى من شهدت على تاريخ محبة الله بالانسانية وعلينا جميعا مساعدتهم لكي يبقوا فيها ، ولكن كيف نقنع اولئك الذين يواجهون أعتى الصعوبات في كل يوم بالبقاء وعدم الهرب؟ اعتقد ان هذا الايمان الذي هو رؤية وجه يسوع المسيح في متناقضات الحياة وفي صعوباتنا اليومية يستطيع أن يعطينا القوة بالبقاء ومن يحب يسوع المصلوب ويسلم نفسه بيديه يستطيع أن يجد العزيمة والمعنى وان يتجاوز التجارب والصعوبات. وختم السفير كلمته، بالقول أن" سنة الايمان هي دعوة لعودة اصيلة ومتجددة الى الرب مخلص العالم الأوحد ، لذلك يجب أن ننظم في هذه السنة احتفال بالتوبة لان تجديد الايمان يدفعنا للوعي اكثر بخطايانا ويجعلنا ننمو في الاعتقاد بأن محبة الله اكبر واعظم من الخطايا ولان الله هو نبع الحب الاصيل لكل المؤمنين والعالم أجمع. وقبيل الانتهاء من مراسيم الاحتفال، قدم الاب البير هشام راعي كنيسة مار بولس في منطقة الزعفرانية ايجازا ممنهجا عن الفعاليات والاحتفالات الكنسية التي ستقام على مدار سنة الايمان. واظهر الاحتفال بسنة الايمان رغبة كبيرة في تعزيز التواصل المسيحي – الاسلامي، اذ أعلن الاب سعد سيروب عن زيارة مرتقبة لوفد كنيسي رفيع المستوى وبرفقة السفير البابوي في العراق الى محافظة النجف الاشرف يوم الاربعاء القادم للأطلاع والتعرف على الاثار المسيحية المكتشفة حديثا في المدينة، فضلا عن زيارة اخوية للمراجع الدينية واللقاء مع المرجع الديني الاسلامي اية الله السيد علي السستاني. يذكر ان الاحتفال، أقيم بمشاركة اصحاب النيافة المطران جاك اسحاق ،المطران افرام يوسف عبا رئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك في بغداد ومار جان سليمان مطران طائفة اللاتين في بغداد والمطران دايغيان للارمن الكاثوليك، ومار كوركيس توما مطران كنيسة المشرق الاشورية ، ورئيس الوقف المسيحي والاباء الكهنة الخور اسقف لويس الشابي والخور اسقف بيوس قاشا والخور اسقف مشتاق زنبقة والاب جميل نيسان والاب سعد سيروب والاب البير هشام والاب نضير دكو والاب امير ميخائيل والاب امير الدومنيكي والاب صلاح هادي والاب يوسف خالد والابويين نوزت وايسر والاب يونان من الروم الارثوذكس، بالاضافة الى الراهبات، بنات مريم الكلدانيات والدومنيكانيات واخوات يسوع الصغيرات والام تيريزا وجمع غفير من ابناء شعبنا.