بغداد - قحطان جاسم جواد
يتصرف على سجيته، ويعيش حياته ببساطة. قلبه وعقله مفتوحان، ما جعل جمهوره يحبه لعفويته. انه الفنان عدي عبد الستار صديق الأطفال على نحو خاص. يعشقونه، لأنهم يرون أنفسهم فيه، يطلقون عليه اسم “علو”، وهو اسم شخصية مثلها في مسلسل "دار دور".
من مفارقات حياته هي معارضة والده لفنه. يقول له “الفنان شعّار” ويضيف الأب “تريد تفضحنه بالعشيرة”. أما زوجته، فهي تغضب منه حين تراه يُضرب في أعماله الفنية، وتتشاجر معه. كذلك تزعل الزوجة من كثرة معجباته اللاتي يتصلن به، وأحيانا تأخذ الهاتف منه بشكل مفاجىء لترد عليهن بعصبية. عدي ضيف "العالم"، فكان هذا الحوار.
* هل انت نادم على بعض المسلسلات التي قدمتها؟
ــ نعم، وبإصرار، لأنها أساءت لي وللعراق، ولن أكررها أبدا، وبصراحة أقول خُدعت بها، بالرغم من ان كثيرا من الناس فرحوا بها، لكني لم أرها قدمت شيئا افتخر به.
* إذن، لماذا شاركت فيها؟
ــ السبب الأساس هو العوز المادي، والسبب الآخر، والمهم، هو أنني لم اقرأ النص. بل اعتمدت على وجهة نظر المخرج، حيث كان يقول لي انها شخصية جميلة ومساحتها مؤثرة، لكني فوجئت بأن العمل كله شتائم ضد الدولة والعراق والحكومة، لذلك قررت ان لا أعمل في أي عمل يشتم البلاد، واقرأ النص مقدما، كما اخذت استشير الأصدقاء والأهل قبل الموافقة، واتصل بي احد المخرجين مؤخرا للعمل في برنامج خاص بشهر رمضان، فقلت له ارسل لي النص فضحك، وقال "من شكوت كمت تقره النص ثم توافق"، فقلت له من الآن فصاعدا، فضحك، وقال "الله كريم".
* كم أجرك في مسلسل "أبو حقي"؟
ــ 5 آللف دولار عن كل الحلقات.
* هل صحيح ان شخصية أبو حقي تمثل عبد حمود كما يقول جواد الشكرجي؟
ــ ليس صحيحا هذا القول، بل يمثل الرجل السيئ في الدولة حاليا.
* لماذا يحبك الأطفال؟
ـ لا أعرف بالضبط، واستغرب أنهم بأعمار صغيرة يتابعون كل المسلسلات، يقولون انهم يحبوني لأني أتصرف ببساطة وعفوية مع الناس، ومع الحيوانات، وأنا سعيد بمحبتهم لي، واستعد لتقديم برنامج خاص بهم قريبا.
* تقبل الضرب المبرح لك في الأعمال الفنية، ما السر؟
ـ الممثل يتعرض لكل شيء في العمل الفني، وأنا أشعر ان الناس تتعاطف معي في المشاهد التي أتعرض فيها للضرب، ويكرهون الممثل الذي يضربني، وأنا لا اقبل بتلك المشاهد، لكن محبة الناس وتعاطفهم معي يجبرني على القبول، تصور ان شرطيا في الشارع قال سأقتل قاسم الملاك لأنه ضربك في المسلسل.
* ماذا تقول زوجتك عن مشاهد الضرب؟
ــ تزعل مني وتعاتبني، وتطلب مني ان ارفض مثل هذه المشاهد، وأحاول ان أقنعها بأنه تمثيل، وهي تجلب لي حب الناس ورضاهم.
* هل كنت تقلد معلميك في المدرسة، وماذا كان رد الفعل؟
ــ كنت شغوفا بتقليد معلم درس الدين واللغة العربية، وذات مرة في فرصة الاستراحة كنت أقلد معلم العربية، وبالمصادفة دخل إلى الصف، وحين شاهدني "عينك وما تشوف إلا النور"، فأخرجني من الصف والعصا بيده، وأمطرني بضربات موجعة، ومنع علي دخول درسه، لكني ذهبت إلى مدرس آخر "واسطة" فترجاه كي يقبل اعتذاري.
* ما موقف الأهل من دخولك الى الفن؟
ــ حين سمع والدي باني أريد أن أكون فنانا قال لي " أتريد تصير شعّار" و "لا تفضحنه بالعشيرة"، لكني لم اسكت فذهبت الى عمي وشرحت له الموقف، وقلت له لا أرغب بمواصلة الدراسة، وكنت في الخامس علمي، وإذا بقيت فيه سوف ارسب، وعليك ان تقنع أبي، وفعلا أستطاع أقناعه، وتبديل أفكاره، بل صار يفتخر بي جدا بين أبناء العشيرة.
* هل صحيح أنك لا تحفظ الحوار وتتعب المخرجين؟
ــ غير صحيح، لكن يحدث اني لا احفظ الحوار حين يتصلون بي أو يرسلون لي نصا قبل يوم، فلا أستطيع الحفظ، وهذا ليس مسؤوليتي، فأضطر لأخذ فكرة عن العمل ثم أضيف إليها بعض المهارات، لكن حين اتسلم نصا قبل مدة، أكون جاهزا في الحفظ. علما أنني كنت من الأوائل في معهد الفنون الجميلة.
* ألم تكمل الكلية؟
ــ كنت في الصف الأول من كلية الفنون الجميلة، لكن كثرة الأعمال وبداية الشهرة، ووجودي في المسرح يوميا حال دون إكمالي الكلية، وهذا خطأ كبير مني.
* هل صحيح انك طردت من مسلسل "حب وحرب" بالرغم من إكمالك تصوير نصف العمل؟
ـ نعم، والسبب هو مشكلة الحفظ، لأني كما قلت النص يأتي متأخرا مما يربكني في الحفظ، وقد زعل علي الفنان قاسم الملاك، وطردني من العمل، لكن الفنان محسن العلي المشرف على قناة الشرقية، أتصل وأعادني.
* هل تستطيع تأدية الدور الجاد؟
ــ أستطيع، وقدمت عددا من الأدوار في المعهد بمسرحية "سور الصين" مع حيدر منعثر، ومسلسل "بيوت أهلنه" مع المخرج فلاح زكي، لكني اصطدمت بحقيقة ان الناس لا تريدني جادا بل كوميديا.
* الجمهور هل يضحك على قفشات الفنان أو يضحك عليه شخصيا؟
- يفترض بالفنان الكوميدي إثارة الضحك لدى الجمهور عبر قفشاته أو مواقفه أو حركاته، وليس ان يدع الجمهور يضحك عليه شخصيا، وبصراحة هناك ممثلون عندنا يضحك عليهم الجمهور، وليس على قفشاتهم.
* مَن هم هؤلاء؟
ـ لا تورطني أستاذ، كلهم أصدقاء لي، وهم يعرفون أنفسهم.
* موقف طريف؟
ــ في برنامج "عمي يا بياع الورد" في شهر رمضان الاسبق، شاهدت امرأة عجوز، فأردت أن أساعدها، فقلت لها سأقول لك كم هي عدد غزوات الرسول "ص"، فتجيبين بأنها "83"، فذهبت إلى الآخرين ثم عدت إليها، فقلت: ها حجية اشلونج راح أسألك، ولك هدية إذا أجبت، كم هي عدد غزوات النبي محمد "ص"، فتلكأت واحتارت، وقالت "يمه اني نسيت اشكد كتلي كَبل شوية، بروح أبوك عيد الحجي حتى أجاوبك زين"، فقلت للمصور: عمي وكف التصوير انفضحنه.
* اليك بعض الاسماء، واود اجابة عنها؟
ماجد ياسين.. كوميدي محبوب، لكنه يعيد الكلام اكثر من مرة.
ناهي مهدي.. جيد، لكنه عصبي المزاج.
خضير أبو العباس.. جيد، غير انه يتصنع كثيرا، ويعيط هواي.
محمد حسين عبد الرحيم.. فنان كبير.
أمل طه.. مثابرة وكسولة في آن واحد، أتمنى أن تعود لنا، لأن مكانها شاغر.
إياد راضي.. ممثل من طراز خاص بالرغم من انه يقلد ماجد ياسين أحيانا.
زهير محمد رشيد.. ممثل جيد ويضيف للنص بإجادة، لكنه يفقد أعصابه بسرعة.
سعد خليفة.. فنان جيد.
* كيف تتصرف مع المعجبات، وما موقف زوجتك منهن؟
ــ انا أتصرف معهن بكل احترام "ماكو مواعيد بس تلفون"، لكن زوجتي تغار جدا، وتتحدث معهن بعصبية لأنها تحبني كثيرا.
* كيف تزوجتها؟
ــ هي من أقاربي، شاهدتني في مسرحية، وأعجبت بي، فقالوا لها الأهل هل تتزوجينه، فقبلت، ولدينا اليوم ولد وبنت هما "أنمار" و"رولا".
* كيف ينظر إليك فنانو المسرح الجاد؟
ـ هؤلاء لا يعجبهم العجب، و"شايلين خشمهم علينه"، هم لا يحيونا، وإذا حييناهم إما لا يردون او يردون بصوت خافت، بصراحة انهم لا يحترمونا أبدا.
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الأحد 14 أكتوبر 2012 - 16:01
