دم الشهيد خصوبة الإيمان مار بولس فرج رحّو -الحلقة الثامنة- الأب سعيد بلو

دم الشهيد خصوبة
الإيمان


مار بولس فرج رحّو

-الحلقة الثامنة-



الأب سعيد بلو

<blockquote>

11- مثلث الرحمات
الشهيد مار بولس فرج رحّو (1942-2008)

إستُشهِد في
12/3/2008 مع ثلاثة أبرار في الكنيسة الكلدانية بالموصل: رامي حكمت
بولس، سمير عبدالأحد دانو والشماس فارس جرجيس خضر.

أ- وُلِد سمير
عبدالأحد بالموصل في 16/12/1966 وهو متزوج وله ثلاثة أولاد، كرّس
حياته في خدمة الكنيسة ولم يتردّد في الرعب والإرهاب أن يقرِّب
ذاته قرباناً لـله في حراسة كنيسة الروح القدس أكثر من ثلاث سنوات
وحارساً شخصياً لسيادة المطران فرج رحّو

ها إن صدى ما
كتبته في كتاب "قطرات" يرنّ بعزّك ومجدك أيها الشهيد سمير:

"ما أعظم الإنسان
عندما يعطي دون أن يأخذ ويعمل دون مقابل ويبذل حتى الذات في سبيل
الآخرين لبناء مجتمع أفضل وأسعد.".

ب- الشماس فارس
جرجيس من مواليد الموصل 18/7/1972، حمل الصليب ومضى إثر المسيح حتى
الجلجلة. إذ رغم عبء الزوجة وثلاثة أولاد كان كالملاك الحارس في
أروقة المطرانية الكلدانية بالموصل وسائق الفداء لمثلث الرحمة مار
بولس فرج رحّو وشماساً أميناً لكنيسته عندما قبل البركة السماوية
في 31/7/2006.

غمّدك الرب أيها
الشماس المبارك برحمته الواسعة وأسكنك جنان الخُلد.

ج- الشهيد رامي
حكمت: أبصر النور بتاريخ 30/7/1975 في قره قوش وهو رب عائلة كريمة
مع زوجته وثلاثة أولاد. كان منذ 2005 مُنسجماً وغيوراً في كنيسة
الروح القدس بالإضافة إلى تقديم نفسه ضحية الفِدى في حراسة مار فرج
رحّو إلى أن أرداه المجرمون قتيلاً في 29/2/2008. إن عطر دمائك
التي خضّبت أرض العراق قد ضَوَّعت اليوم منازل الفردوس في كنيسة
المسيح المنتصرة في السماء.

د- مار بولس فرج
رحّو: وُلِد في الموصل بتاريخ 20/1/1942

بعد قبوله الروح
القدس كاهناً في 10/1/1965 في كنيسة مار يوسف – بغداد – خربنده
بوضع يد مثلث الرحمات مار بولس الثاني شيخو بطريرك بابل على
الكلدان، إنطلق يعمل بغيرة رسولية في عدّة كنائس في بغداد والموصل.

حاز على شهادة
الليسانس من كلية مار توما الأكويني (الأنجيليكوم) في روما ودعاه
راعي أبرشية الموصل للعودة قبل إكماله شهادة الدكتوراه لمسيس
الحاجة إليه هناك.

في 13/1/2001
تبوّأ الدرجة الأسقفية مطراناً لأبرشية الموصل بوضع يد مثلث
الرحمات البطريرك مار روفائيل الأول بيداويذ في بغداد.

وفي 12/3/2008
بعد إختطافه أربعة عشر يوماً معذّباً بالآلام المبرّحة ومُهاناً
بشماتة والتقريع والإستهزاء حملته الملائكة إلى السماء جزاء
إنتصاره في مسرى الفداء إثر يسوع المسيح، إذ مثله تحدّى قوى الزمان
الشريرة، كما أن يسوع إستهزأ بها منتصراً في آلامه وصلبه إذ فتح
لنا بقيامته ملكوت الـله جوهر البشرى السارة كذلك عاش مار بولس
رحّو وكرز بها مدى الحياة.

مُقتطفات من
وصيته وأقواله:

- الحياة هي
الإستسلام الكُلّي بين يدي الـله والموت الطبيعي هو العبوو إلى
إستسلام دائم وأبدي.

- أُذكِّر الشباب
الذين أحببتهم: إن كنيسة العراق هي بحاجة إليكم، أنتم رجاؤها وغدها،
فإن أنا الحَبَّة الصغيرة متُّ، فكونوا أنتم السنبلة المِعطاء.

- الشباب غد
الكنيسة ومستقبلها، فكنيسة بلا شباب عقيمة.

- الأخ المُعاق
هو مدرسة نتعلّم فيها الفضائل.

- سنبقى رغم كل
شئ شهوداً للحقيقة التي هي المحبة وأن إقتضى الأمر نستشهد في سبيل
هذه الحقيقة التي هي إيماننا فكنيستنا دائماً كانت كنيسة شهود
وشهداء.

وقبل أن أودِّع
القُرّاء الكرام أدعوهم بالمحبة والوقار إلى الصلاة ونشر عطر دماء
شهدائنا في العالم ليعلم الملأ أن كنيستنا كنيسة الشهداء حقاً لأن
ما وردَ في هذه الحلقات لم يكن في وسعنا حصر آلاف الشهداء في
الماضي والحاضر. من يا تُرى لم يتألم خاصة منذ عقد من الزمن على كل
شهيد مجهول من شعبنا الأصيل سيقَ كالشاة فوق مذبح الإختطاف
والإغتصاب والإغتيال.

تحملني ذكرى
مُرّة – حلوة إلى آفاق ذاك النجم الآفل مثلث الرحمات غبطة البطريرك
روفائيل بيداويذ، عندما زارني في مونتريال – كندا أوّل تولّيه
السدّة البطريركية. وسرى بيننا حوار ودّي لبعض الأمور الهامة في
حياة كنيستنا الكلدانية الخالدة منها تطويب وتقديس شهدائنا الأبطال
عبر مسارات التاريخ نظير ما سعى بنجاح رجالات الكنيسة المارونية
العظيمة في لبنان؟ خاصة إذ كان لغبطته مساحات شاسعة وخصبة من
العلاقات مع الكرسي الرسولي في روما.

ها قد آن الأوان
أيها الأحبة لنهيب بالسينودس البطريركي لتشكيل لجنة خاصة لتحقيق
هذا المأرب فإن نيران دماء شهدائنا القديسين تلتاع في الحنايا
صارخة:

سقينا أرض العراق
خصوبة الإيمان بالدماء التي أمست لكم مثالاً لاهوتياً وهبكم الغلبة
في الحياة الجديدة بالروح كي تسيروا إثر المسيح المخلص وحسب تعاليم
الكنيسة المقدسة ولا يتيه أحد منكم في ضلال البدع والإنحرافات ولا
يتسكّع في ظلام الإغراءات الباطلة. آنذاك لا يهمكم مثلنا متى يأتي
الطوفان إذ تكونوا مُسبقاً في سفينة الخلاص التي حافظتم على
عضويتها منذ العماذ المقدس بالسيرة الصالحة. وأنتم في ميناء السلام
يقول لكم ملك المجد:

"هلمّوا يا
مُباركي أبي رِثوا المُلك المُعدَّ لكم منذ إنشاء العالم." متى 25:
34
</blockquote>