الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 606تاريخ التسجيل : 12/03/2010الابراج :
موضوع: النوع الثاني من الضحك في الكتاب المقدس الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 - 5:15
النوع الثاني من الضحك في الكتاب المقدس
كُنت قد نشرت النوع الأول من الضحك على الرابط في المصدر (1) وفي عدة مواقع أخرى. أيضاً لِمَنْ يرغب بالأستفادة من محاضرة الأب الدكتور هيميرس عن الضحك والأطلاع عليها مراجعة المصدر (2) باللغة الأنكليزية مع الشكر.
الى النوع الثاني من الضحك في كتابنا العزيز:
الضحك عند الشخص الأحمق والذي يشعر بالوحدة والأنعزالية، رأي الكاتب
الأحمق هو الشخص الذي يتوهم بأنه يفهم أكثر من غيره في كلِّ شيء، وهو الأعقل بين البشر، يغضب من لا شيء، حتى لو إنتقده أحد أقرباءه من أجلِ إصلاح مسيرتهِ وتصرفاتهِ، إن كان أبيه أو أمه أو أخيه أو من أصدقائه، يعتبر نفسهُ وكأنه هو خالق الكون ولا غيره في الساحة. يقول كلاماً ويثرثر من غير فوائد، وأحياناً يتلعثم في الكلمات من تسرّعهِ، انه الأنسان المغرور بنفسهِ، جاهل وماكر وبخيل، وأحياناً ظالم وقاسٍ، ولا يفرّق بين العدو والصديق، ولا يستطيع التمييز بين مَنْ يأتيه بفوائد حياتية مُهمّة وخاصة النصائح، وبين الآخر الذي يترصّد لأيقاعه والنيل منه والتشهير فيه.
الأحمق يستهين بتأديب أبيه كما يقول سفر الأمثال، ولا يكتم الأسرار...الخ، هذا الشخص يضحك بصوتٍ مُرتفع وضحكاته تشبه النهيق وتختفي بسرعة بالرغم من الضوضاء التي تعلو أصواته. يقول الرب في انجيل متى من قال لأخية يا أحمق يستوجب نار جهنّم. ان حياة هذا الشخص تكون كلّها شقاء وتعاسة حتى الموت لصفاتهِ السيّئة. ويقول يشوع بن سيراخ في 27 : 13 "حديث الحمقى يبعثُ على القرفِ، وَضَحِكهُم خطيئة مُستهترة". وفي نفس السفر 21 : 20 يقول" الأحمق يضحك بأعلى صوته، أما المُتأدب فيبتسم بهدوء".
ويقول كذلك في 8 : 17 "لا تطلب نصيحة الأحمق، لأنه لا يستطيع كتمان السِّر".
وفي 21 : 14 يقول "عقلُ الأحمق كوعاءٍ مثقوب، لا يضبط شيئاً من العلم".
إنها دروساً بليغة لنا إذا نفهمها ونعرف معانيها العميقة لحياتنا اليومية إن كُنا نتأمل أو نضحك.
توضيح الدكتور هيميرس لهذه النقطة
الأشواك عندما تبدأ بالأحتراق تعطي أصواتاً وفرقعات، الضوضاء الصادرة من المشهد تختفي فجأة، هذا هو حال الشخص الأحمق، يكون بائساً حتى أثناء الضحك وبعد الأنتهاء منه يصبح ميّتاً وفارغاً وكأن هناك شيئاً مُهِّماً مفقوداً من حياته، يفتعل الفرح والطرب وكأنه يشرب مُخدِّراً في مُحاولةٍ منه ليكون سعيداً، ولكن على العكس يكون حزيناً وكئيباً. لا يعرف يسوع ويبقى وحيداً وشعور الوحدة يُطارده ولا يوجد من يُساعده أو يذهب معه. الذي لا يعرف يسوع ويترك أصدقائة، لا يجِد أحداً أن يتحدث اليه أو يرتاح لهُ، وعندما تحدث ألمشاكل لا يجِد أحداً لمساعدتهِ، وعند تقديمه للمحكمة لا يجد شخصاً ليقف معه، وعندما يضربه الموت فجأة سوف لا يجد أحداً لكي يذهب معه، حالهُ مثل المعتوه والمُكتئب واليائس والمهموم المُنطوي على نفسهِ، والوحدة تُطارده في جميع مراحل حياتهِ. هذا الأنسان أمراضهُ لا تقتلهُ ولكنه يحتاج الى وتيرة التغيير في حياتهِ، يحتاج الى أن يضحك بصدق ليحصل بعضاً من المُتعة.