لماذا فعل الله بي هكذا؟

لماذا فعل الله بي هكذا؟



خالد مركو

كن صريحاً يا أخي مع الله، وتقبل كل تدابيره بفرح وشكر، ولكن احترس من ان تقودك طرق الله الى العكس، كأنسان يرسل الله له، ضيقه نافعه لخلاص نفسه فيتخذها لهلاكه، يرسل الله له حوتاً، يبتلعه فبدلاً من ان يصلي في جوف الحوت كما فعل يونان، يتذمر ويضجر على الله، مثل كثيرين نراهم كثير الشكوى من الله، ان ايمانهم ضعيف في عمل الله معهم وفي الثقة بحكمته، ان الانسان ينبغي ان يرجع الى الله كما رجع الابن الضال الى ابيه اذ خاطب نفسه قائلاً: أقوم وارجع الى ابي (لوقا 15: 18).

ان الله يبحث عن الانسان، بطرق متنوعة وعديدة، منها العتاب ومنها الاقتناع ومنها الملاطفة ومنها العقوبة، المهم عنده ان يصل الى قلب الانسان ويجد له موضعا فيه، ونلاحظ ايضا ان الله لم يترك الانسان الى حريته تركا كاملاً كأنه يقول: ان جئت كان بها وان لم تأت فانت وشأنك. كلا بل ان لم تأت اليّ انا اسعى اليك واجري وراءك وابحث عنك وامسك بك واظل هكذا حتى ارجعك.

ان التعامل مع الله سهل، كثير من الناس يقولون: وهل هذه الخطيئة يمكن ان يغفرها لي الله وينسى لي اني فعلت كذا وكذا؟... نعم يا أخي، ان التوبة مع الاعتراف والتناول تمحو جميع الخطايا، ان الله الحنون "نيره هين وحمله خفيف"(متي 11 : 30). انه طويل البال في كسب الخطاة ولا ييأس من احد مهما كان متعلقاً في شره، ان الانسان صعب جداً في معاملاته أحياناً، نغضب بسرعة من اصدقائنا ومن اقل تصرف نقطع علاقاتنا بهم وننسى محبتهم القديمة ومحبتنا لهم، صدورنا تضيق بسرعة ولا تحتمل وعمل واحد للناس يجعلنا نحكم على حياتهم كلها حكماً قاسيا ولا نرجع فيه، اما الله فليس كذلك انه لا يتخلى عن احبائه بسرعة مهما أخطأوا.