الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: أيها الراقد وسط الدمار الجمعة 26 أكتوبر 2012 - 11:46
أيها الراقد وسط الدمار
Fri, 10/26/2012 - 06:55 كابي يوسف الأب الشهيد فادي الحداد،
أيها الأب الراحل: أنت سيد العارفين أننا ماكنا يوماً مُحارِبين ولامعتدين أو مُغتصبين. بل زوادتنا التي نحملها غالباً المزيد من المحبة والتسامح والعطاء، واليوم صرنا جبناء، ونردد على لسان معلمنا القائل: من ضربك على خدك الأيمن، فحول له الآخر، لكننا لاننتبه أنه عندما سيق إلى الصليب فقد عذبوه وشتموه وأهانوه، ثم قتلوه، وهو وإن غفر جهل قاتليه لكنه أقام الدنيا ولم يقعدها بقيامته من بين الأموات. صار شوكة للموت ولكل الحاقدين الكارهين والمعتدين. انتقم لنفسه بفرح القيامة، ولرعيته بنصرة الخلاص، وفتح أبواب السماء لكل مؤمن متجدد وملتزم برسالته، لا الطامع بالحوريات أو لحامل السيف في سبيل نصرة الله ورسله . أيها الراحل أرث لضعفنا، واجلس عند قدمي السيد، واطلب منه أرجوك عزاء ورحمة، وقوة خاصة لأولاده على الأرض. ماعادت لنا القدرة على الصمت. نُساير ونُحب ونغفر، فتزداد الطعنات. نحتمل الضيقات والشدائد، فتزداد التعييرات . نورنا يضيء ظلمتهم فيخافون ويهربون نحو المزيد من البطش والدمار. نورنا يكشفهم ويعريهم فيجدون الملاذ الآمن في اطفائه. لكن هيهات أن يقدرون. هم لا يؤمنون بالله لأنهم يعبدون المال وقد قتلوك من أجله. هم لا يؤمنون بالله لأنهم تجردوا من كل المشاعر الانسانية وصاروا يذبحون أخيهم الانسان بدم بارد. ترى هل من قدرة لنا على الصمت والاحتمال؟ اخبر الجميع أن الصمت في هذه الأيام دليل ضعف، والوقوف على الحياد دليل استسلام وخنوع. الكنيسة يجب أن تتحرك. تصرخ، تمجد اسمك، وتشهد لك في سوريا، وفي كل مكان حتى الغرب الذي يخفت فيه نور أولادك بسبب اهتمامهم بالعمل وجمع المال والحفلات والرحلات السياحية وبعض الزيارات الخجولة إلى الكنائس، ونسيناك أنت الاله الحي الذي لك ينبغي أن تسجد كل ركبة، وبك يعترف كل لسان، أنك أنت المسيح ابن الله الحي الذي لا يجب أن تفصلنا عنه شدة أو ضيق أم عري أم جوع، أو اضطهاد وموت.
شهيدنا رجل الله الأب فادي الحداد: أيها الراقد وسط الآلام والمعاناة والدمار، ليتنا باستشهادك نفيق من غفلتنا فيضيء لنا حقاً نور المسيح. نحن ندرك جيداً أنه ليس تلميذ أفضل من معلمه، لقد كنت أميناً في المتاجرة بوزناتك، فادخل إلى فرح سيدك.
دمشق- جفرا بهاء
تم العثور على جثة الأب فادي جميل الحداد -ذو الـ 43 عاماً، وهو خوري راعي كنيسة قطنا للروم الأرثوزوكس، ووجدت الجثة في بلدة "دروشا" والتي تبعد عن مدينة قطنا في سوريا حوالي 12 كم.
[size=12]وكان الأب الحداد اختطف قبل 5 أيام عندما حاول استرجاع الدكتور شادي الخوري بتأمين 3 ملايين ليرة كفدية لتحرير الطبيب، ولكن وبدل أن يعود الأب الحداد مع الطبيب الشاب، وبدل أن تطمئن مدينة قطنا على حياة الطبيب بدأت رحلة الخوف على حياة الأب والطبيب وجهاد مريش حمو شادي الخوري، وسرقة المبلغ الذي تم تأمينه بصعوبة شديدة نظراً لضيق الحال في المدينة بشكل عام، وليرفع الخاطفون مبلغ الفدية بما يتناسب مع وجود 3 رهائن..
ويبدو أن الخاطفين نفذ صبرهم بما يخص إرسال المال، فقاموا بذبح الأب فادي الحداد ورمي جثته في بلدة دروشا، ولا توجد أي معلومة بخصوص شادي الخوري وحماه.