[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رايت حلما جميلا اعادني للحظات الطفولة لبيتي الصغير الذي يعبق برائحة امي اهلي، اخوتي، شارعنا القديم و فجأة واذا بكل شيء يزول لا رائحة امي ولا عبق عطرها لا صوتها .. ولا صورتها اه.. يا ليتني اعود صغيرا فالحنين هدني والشوق سلب راحتي وكبريائي يابى العودة لصدر امي
جاءت تلك الام والليل قد بدء مشواره و تعابير وجهها تفصح عن ما تبحث عنه، لتبادر بالسؤال عن اسمي ؟؟؟ اجبتها: انا من تبحثين عنها.. واذا بها تبتسم مع ان التعب قد اخذ من ملامحها الشيء الكثير،وبلحظات امطرتني بباقة من الاسئلة هل تعلمين اي شيء عن ابني؟؟ هل تحدثت معه ؟؟؟ ماذا قال لك ؟؟؟ اجبتها بهدوء: نعم سبق وتحدثت معه.. وكان اول سؤاله عنك انتِ بالذات!!! في تلك اللحظة اجتمعت كل عاطفة الامومة بداخلها لتذرفها دموعا تتساقط على خدها.. ولهفة للسؤال عن ذلك الابن الذي رحل دون ان يترك اي اثر: ـ ماذا قال لك؟؟؟ وكيف تعرف عليك ؟؟؟ لم يكم من بد في ان اسرد لها تلك القصة التي جعلتني طرفا في موضوع مثير وحزين فقد دخل صفحتي بالفيس بوك احد الاشخاص وكان يحاول اخفاء شخصه عني، وكان الاشتياق واضح من اسلوبه.. تحدث عن منطقتي وعن جمالها، اشجارها، جمال الوجوه فيها، وكان ينسى نفسه احيانا ويتحدث بلهجتي.. وعندما سالته ان كان من اهلها، نفى ذلك بسرعة. وما هي الا دقائق قليلة، ليتضح لي الامر جليا فهو ذلك الشاب الذي هاجر منذ سنين عدة، بعد ان اخبر والدته ان تنظر لوجهه جيدا، لانها ستكون المرة الاخيرة التي تشاهد فيها ذلك الوجه..!! وليقرر بعدها قطع كل تواصله مع اسرته وامه بالذات.. وكان يعتقد انه طوى صفحة الماضي والى الابد، لكن حنينه لتلك الام الطيبة ولاهله كان اقوى من كل محاولاته.. وبدا يسالني: ما هي اخبار امي؟؟ هل ما زالت على قيد الحياة؟ أهي مريضة ؟؟؟ الم تسمعي عنها شيئا؟؟ ولكن للاسف لم اكن اعلم اي شيء عن اسرته، وهنا اضطر ان يوضح لي اكثر ويكشف عن شخصيته ، شقيقاته، اقاربه.. وكان لابد لي من ان استعين بالاهل لمعرفة ذوي ذلك الشاب كي اتمكن من الاجابة على اسئلته. تحدث اكثر من مرة معي، وكان يطلب دائما وباصرار ان اخفي ما يدور بيننا من حديث عن اسرته، و ان لا اتصل بهم، ولا احدثهم عنه ، بالطبع احترمت رغبته، ولكن فضولي لمعرفة اسباب ما حدث معه كان يزيد من اسئلتي لاكتشف ان سبب خصامه وهجره المنزل شيء لا يستحق حتى الكلام وان العناد والكبرياء هما سبب عدم عودته. وكل ما كان يطلبه فقط معرفة اخبارهم، وضعهم المادي، شقيقاته هل تزوجن؟؟؟ كم عدد اطفالهم ؟؟الم تشاهديهم ؟؟ اشقاءه ما هو عملهم .. حدثته بما يطمئن نفسه وما يعيد له الاستقرار الوقتي، لكن كانت محاولاتي لاقناعه بالعودة لمنزله فاشلة. ولانه دائم السؤال عن والدته فقد طلبت موافقته لاحضارها والحديث معها عالنت او حتى احضار صورة لها، لكن الرفض كان جوابه ، وحجته بذلك ان دموعه الان تتساقط ، لشدة حنينه لها فكيف به ان شاهدها. لم احاول الاتصال به مجددا، او حتى الاتصال باسرته لاطمئنهم عنه استنادا لرغبته تلك.
مرّت اشهر عدة لالتقي مصادفة باحدى الامهات وكان تشابه الاسماء بين الاسرتين هو ما جعلني ابادرها بالسؤال ان كان لها ابن خارج العراق؟؟ نفت ذلك ولكنها كانت تعلم ان هناك أما تحمل نفس اللقب ولها ولد قد غادرها بدون سبب معقول، وهي متعبة جدا و تتحدث وعن ابنها الغائب منذ سنين عن انقطاع اخباره بشكل غريب. وبشيء من التوسل طلبت مني ان تقوم هي بإخبار والدته لاجل الاطمئنان عليه. اعود للقائي بوالدة ذلك الشاب، فقد طمأنتها وحدثتها عن ما جرى بيني وبين ابنها من حديث، واعتذرت لها عن احترامي لرغبته وتجاهل مشاعرها.. واثناء ذلك الحديث كانت هنالك شقيقته السمراء تبكي بحرقة.. لم تشاركنا الحديث بل كانت تستمع وتبكي الى ان استاذنوا بالرحيل واذا بالشقيقة تاخذني جانبا لتخبرني عن اخبار تصلهم عنه بين فترة واخرى واخر الاخبار تقول بانه مصاب باحد الامراض المستعصية وكان رجاءها ان اتاكد من ذلك. لم استطع طمأنتها ولا نفي الخبر، لاني لم اتحدث معه منذ تلك الفترة. والان اعود واترجى ان يجاوب على رسائلي لعلني بذلك اغفر ذلك الذنب الذي ارتكبته باخفاء الحقائق عن تلك الام وبدون قصد مني تسببتُ بزيادة المها. اناشده الان للعودة مع علمي بان ذلك شبه مستحيل.. ويبدو انه قرر الابتعاد اكثر، لعله بذلك ينسى حنينه لاسرته، لكنه لو علم بمدى شغف امه به لعاد الى احضانها باسرع وقت ممكن.