النوع الثالث من الضحك في الكتاب المقدس

النوع الثالث من الضحك في الكتاب المقدس

كُنت قد نشرت النوعين الأول والثاني من الضحك على الروابط في المصادر (1) و (2) وفي عدة مواقع أخرى. أيضاً لِمَنْ يرغب بالأستفادة من محاضرة الأب الدكتور هيميرس عن الضحك والأطلاع عليها مراجعة المصدر (3) باللغة الأنكليزية مع الشكر.
الى النوع الثالث من الضحك في كتابنا العزيز وهو:
ضحك الله
المزمور 2 : 4 يقول:"لكن الساكِنَ في السماواتِ يضحكُ، الربُّ يستهزئُ بهِم". أما
المزمور 37 : 13 نراهُ يؤكد ضحك الله على الشيطان وأعمالهِ وعلى نهايتهِ القريبة عندما يقول:"لكن الرب يضحك على الشرير ويرى أنّ يومه آتٍ".
والمزمور 59 : 9 يوضّح بالقول:"وأنت يا رب تضحكُ عليهم وتستهزئُ بجميع الأمم".

الشعوب تثور وتنتفض من أجل التغيير وتحسين الأوضاع نحو الأفضل، والرؤساء والملوك الحُكّام تتوعد هذه الشعوب وتتحدث بالباطل والقتل والترهيب من أجل البقاء على مصالحها، انهم يقتلون صورة الله، الأنسان الذي وضعه على الأرض لينمو ويتكاثر ويُمجّد الله، هؤلاء الملوك والرؤساء لا يخافون الله، ولا توجد عندهم المحبة والغفران، وأحياناً يضحكون ويستهزئون حتى بالله، ينتفخون بسلطتهم الزمنية الفانية وقوّتهم وحاشيتهم وحمايتهم، ولكن كل شئ أمام الله يبقى واضحاً وليس خافياً بما يعملونه في العلن والسِّر ضد شعوبهم وقهرها وتدميرها وسحقها، إن كان روحياً أو مادياً وحتى علمياً، ولهذا فان الله يراهُم ويضحك كما يقول المزمور، ولماذا لا، كما تضحك الشعوب على بعض الرؤساء عندما تتهاوى رؤوسهم، هكذا الله في السماء يستهزئ بكل طُرقِهم وأعمالهم وسيقول لهم لقد جاء حُكم الشعب عليكم، ألا وهو حُكم الله، وأنتم كالريشة تذهبون في مهب الريح، ولا أحد ينقذكم أو يسعفكم من المحنة التي أنتم فيها. يقول لهم لا تُفيدكم حماياتكم وقصوركم وطائراتكم وسلاحكم، رؤوسكم تتهاوى فجأة، وفي النهاية عندما تلتفتون حولكم سوف لا تُشاهدون مَنْ يقف الى جانبكم، حالكم مثل الأحمق الذي وضّحنا طبيعته وكيف يضحك في النوع الثاني من الضحك، تذهبون أيها الحُكام الى الهاوية التي تنتظركم لأن عدالة الله يجب أن تتحقق، وحُكم الله يجب أن يسري على الظالمين لينال كل واحدٍ منكم أثمار ما عمله. الله والشعب يضحكون عليكم لتصبحوا عبرة لكل القادة والمسؤولين الآخرين في العالم. والسؤال هو: هل يتعظ الحُكام عندما يُشاهدون زملائهم ورؤوسهم مُنتكسة وحبل المشنقة يسحبهم؟
رأي الأب الدكتور في هذه الفقرة من الضحك
يسأل الدكتور ويقول: لماذا يضحك الله؟

الجواب علينا قراءة الآيات الثلاث الأولى من بداية المزمور الثاني لنفهم ذلك، الجالس في السماوات يجوز أن يضحك على الرؤساء لأن حماقات هؤلاء كبيرة ضد الشعوب، الله من محبتهِ للبشر قد أفدى ابنه الوحيد خلاصاً للجميع من حكمتهِ اللامُتناهية ومحبته للبشر ومن أجل انقاذهم من مملكة الشيطان، البعض يقول لا أحتاج الى الله في حياتي، ويرفض المُخلّص يسوع، وفي نهايته يلتف الحبل على رقبته ويتهاوى ويسقط كما شاهدنا سقوط تماثيل كثيرة لرؤساء عديدين، ولهذا عندما يُشاهد الله سقوط هؤلاء يضحك ويستهزئ بهم مثلما ضحكنا نحن عندما شاهدنا سقوط تماثيل البعض من الرؤساء.
ينطبق على هؤلاء ما يقوله لنا الكتاب المقدس في سفر الأمثال 1 : 24 - 26 بالقول"دَعَوْتكُم فرَفضتُم دَعوَتي، ومدَدْتُ يدي فلم يلتفِت أحدٌ، طرحتُم كلَّ عِظةٍ مني وأبيتُم قبول توبيخي، لذلك أضحكُ في بَلَّيتكُم وأشمُت إن حلَّ بكُم رُعبٌ". ليس الله قاسياً أو بارداً، ولكن عندما يحين موسم الحصاد ويُشاهد العدو يتساقط عندها يضحك الله.
مسعود هرمز النوفلي
المصادر

المصدر (1)
http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/t3576-topic
المصدر (2)
http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/t3580-topic
المصدر (3)
http://www.rlhymersjr.com/Online_Sermons/02-03-02AM_FourKindsOfLaughter.html
[center]