♱ لا تدعِ علـى أعـداءكَ .. ولا تطلب من الله هـلاكهــم ♱
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ♱ لا تدعِ علـى أعـداءكَ .. ولا تطلب من الله هـلاكهــم ♱ الخميس 1 نوفمبر 2012 - 12:33
لا تدعِ علي أعدائك وتطلب من الله هلاكهم !
القديس يوحنا ذهبي الفم :
المستمع القاسي القلب ، اذ له مثل هذا الآب السماوي ، عليه أن لا يسلك سلوكاً ارضياً ، لأن دعوته هي من السماء . لأننا لا ينبغي أن نكون أولاده بالنعمة فقط لكن بأعمالنا أيضاً ، ولا شئ يجعلنا متشبهين بالله بقدر أن نمنح غفراناً للأشرار ولكل الذين يسيئون الينا … + فكم يستحقون العقاب الذين بعد كل هذا ليس فقط لا يغفرون ، بل يدعون الله لكي ينتقم من أعدائهم ! … المحبة هي أصل كل صلاح … ولكي نتخلص من خطايا كثيرة أعطانا الله طريقاً سريعاً وسهلاً، لا يجلب علينا أي متاعب ( المغفرة ) ، فهل يصعب عليك أن تغفر للذي أخطأ اليك ؟ ! انك لا تحتاج أن تجوب البحار، ولا أن تسافر أسفاراً طويلة ، ولا أن تتسلق قمم الجبال ، ولا أن تقترض نقوداً ، ولا أن تعذب جسدك ، بل يكفي فقط أن تبغيها وسوف تُمحَي كل خطاياك .
فأي رجاء لك لتخلص ان كنت لا تغفر لعدوك ! بل بالاضافة الي ذلك تصلي الي الله ضده ! لربما تظهر كأنك تصلي بينما انت في الحقيقة تصرخ بصراخ “ وحشي ” وتحول سهام الشرير الي نفسك ! … فكيف تكون في حاجة الي رحمة الله وتتمسك بغضبك ! بالرغم من انك تعرف جيداً أنك بموقفك هذا تصوب سهام الشرير ( الشيطان ) الى ذاتك ! متي تصير اذن محباً ؟ ! ومتي تطرد عنك هذا السم الشرير ؟ !
اذا يأتي اليك شخص يطلب رحمتك جاثياً علي الارض ثم وقتما انتهي من توسله هذا رأي عدوه قادم فنهض للتو وأخذ يضربه ويهدده ! ألن تغضب منه أكثر مما كنت ؟ … تأمل … فان نفس الأمر يحدث بينك وبين الله ! فبينما أنت تتضرع الي الله ، اذ بك تترك تضرعك وتضرب بكلامك عدوك ! بل تفعل أكثر من هذا اذ انك تحرض المُشَرّع ( الله ) حتي يصب جام غضبه علي الذين يسيئون اليك ! وكأنك لا تكتفي بأن تخالف ناموس الله بل تريد أن يفعل الله نفس الأمر !! هل نسيت كل ما أعلنه لنا !! أتظن أن الله مثل الانسان ؟ !! …
لا تقل لي انك لم تغرس اسنانك في جسد الذي أساء اليك، فانك قد فعلت شيئاً سيئاً جداً ، وذلك عندما أعلنت رغبتك في أن يسقط فوقه غضب السماء ، لأنك تود أن تسلمه لعقاب أبدي ! وتود أن تدمره هو وكل عائلته ! اليس هذا الأمر هو اسوأ من كل اللدغات ؟ ! أليس هو أكثر الماً من كل النبال ؟ ! ألم يعلمك المسيح بأن مثل هذه الأمور هي أسوأ من الأفواه الملطخة بالدماء ؟ ! كيف بعد ذلك تريد أن تقترب من الذبيحة ؟ ! وكيف لك أن تتذوق دم الرب ؟ ! فانك عندما تصلي وتقول : “ اسحقه ! دمر بيته ! دمره من كل جهة ! ” ، فأنت لم تختلف في شئ عن أي “ قاتل ” ! ولا اختلفت بشئ عن أي “ وحش مفترس ” ! ليتنا نوقف هذا المرض وهذا الهوس ! ودعونا نقدم محبة للذين اساءوا الينا ، لكي نصير متشبهين بالهنا السماوي …
فان كنا نلعن أعدائنا في صلواتنا ! فمن أين ننال رجاء الخلاص ؟ هل سنناله من الخطايا التي نفعلها ؟ !! بل ونضيف اليها هذا الهذيان الذي نقوله في الصلاة !! ليتنا نطرد السموم من داخلنا ، ونصلي كما يليق بنا . دعونا ننال “ هدوء الملائكة ” بدلاً من “ ضوضاء الشياطين ” ، ليتنا نلجم غضبنا أمام كل المظالم التي أصابتنا طالما نحتفظ في ذهننا بالأجر الذي سوف ينتظرنا بعد تنفيذ الوصية ، ليتنا نكبح جماح الأمواج لكي نقضي الحياة الحاضرة بلا اضطراب حتي نصل الي الرب .
ولو كان هذا الأمر نعده ثقيل ومخيف، فدعونا نجعله خفيفاً ومحبوباً ، ليتنا نفتح كل الأبواب البهية المؤدية نحوه . حتي ان ما لم نحققه بالكف عن خطايانا يمكننا ان نحققه بأن نصير مسالمين تجاه هؤلاء الذيين يذنبون الينا ، وهذا ليس ثقيلاً ولا صعباً ، اذ باحساننا الي الأعداء نكون جديرين برحمته الجزيلة علينا . وبفعلنا هذا في هذه الحياة سوف يحبنا الجميع وسيحبنا الله أكثر من الجميع ، سوف يحبنا ويكللنا ويجعلنا مستحقين للخيرات العتيدة والتي جميعنا ننالها بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقوة الي أبد الآبدين . آمين * منقــول *
♱ لا تدعِ علـى أعـداءكَ .. ولا تطلب من الله هـلاكهــم ♱