الثانية ظهرا من يوم 1/11/2012،كنا محصورين كالخرفان في سياراتنا في ساحة المسرح الوطني،كانت السايبات تصبغ الشارع بالاصفر،واتيقن ان علاء الدين كان نائما في مصباح(محمد غني حكمت) في الساحة،كان كل شيء يوحي بالعراق،الازدحامات،تفاهة اخلاق بعض السائقين الذين تعودوا على(ضرب السرة)بسبب كثرة السيطرات واختراعهم الاجتياز من اليمين فقط!،باعة البنزين،اصحاب بسطيات بيع الفواكه في الساحة،دخان السكائر المنبعثة من براكين افواه السائقين مع الشتائم البغدادية التي تبدا بالام ولاتنتهي بالخالات!،المسافة بين سيارة وسيارة اقل من خمس اصابع،فجأة سمعت ضجيجا يقترب من جهة شارع الوائق الملتصق بالساحة،كان موكب لاقحاح وابطال الجيش العراقي الذي كان يريد المرور ولو على...راس كل من وضعه حظه الاكَشر داخل الساحة في الساعة الثانية ظهرا من يوم 1/11/2012 .
اطلاقتان ناريتان في سماء بساحة المسرح الوطني كافيتان لبث الرعب في نفوس ساقي السيارات،لاادري كيف انتبهت الى سيارة سايبا ارادت الصعود على سيارتي لولاابتعادي عنها بمقدار شبر واحد،بائع البنزين حمل جلكاناته وهرب بها رغم كرشه الذي هرب امامه،ربما لودخل هذا الرجل بمسابقة هرولة الكروش لفاز العرب باولمبياد الطفرة الاولمبية شريطة ان تطلق فوق راسه النار!!....يعلو صوت الجنديين الواقفين خلف البندقية الكبيرة التي تشبه الحصان وهو يشير الى السيارات ان تبتعد،لوان السيارات تمتلك اجنحة لطار اصحابها من الخوف،لكن ياايها الجندي المحترم ان الشارع مغلق!!كيف لشارع مغلق ان يفتح سيقانه لتمر ايها المكبسل العظيم؟ لاادري ماذا حدث في الشارع والاطلاقات ترسل نذر المزعطة في الساحة،اتيقن ان المارد الساكن في فانوس علاء الدين سمع الاطلاقات واخرج راسه قليلا وعاد الى القمقم واغلق القبق فوق راسه ليتجفى الشر وخشية ان يصعد بعض السائقين الهاربين ليختفوا معه!،لاادري اين هرب الازدحام من الموكب العسكري الذي اقترب مني وانا(طابكَـ على صفحة)،اشار الي الجندي ان اطبكـ على صفحتين!!شلون ماادري؟ رمى الجندي فوق راسي اطلاقتين..ولد الـــ الا ترمون صلي؟ مو المفرد خير!!...شاهدت وجه الفنان مقداد عبد الرضا يتحول الى كتلة رفض وذعر وهو يجعل من احدى السيارات ساترا له وكأنه في حرب محتملة!!مرت السيارة الاولى بعد ان اطمأنت ان شواربي لاتحمل اي شرا لهذا الموكب الاهليجي(شني هاي ماادري اني بعدني تحت تأثير الصخلة! صخلة شني عمي اقصد صدمة!)...مرت سيارة جي أم سي عسكرية بدون ارقام وبداخلها نقيب معتور كأنه عتوي مطابخ...قلت في نفسي الحمد لله هذا ضابط ويمكن يحترم رتبته...في اقل من ثانية لتكذيب ظني اخرج بندقية جي سي اميركية وهفَّ السماء باطلاقتين...ولد ال...شني عدكم عراضة عشائرية؟ مرت بعد ذلك سيارة مصفحة ربما تنقل راتب مديريتهم او ربما مالا مسروقا لاحد السادة المشعولين... السؤال الذي دار في ظني :لماذا اختاروا نهاية الدوام وفورة الازدحام ليقوموا بهذا الاستعراض الهمجي ...العجيبة انهم بعد ثانية من هذه الفكرة اطلقوا صخلة اخرى في الجو واعني بها صلية...حينها عرفت انهم مربوطون مع عقلي على التوالي فقلت لنفسي: -احترم نفسك واسكت ولاتفكر...الفكرة بالنسبة اليهم مجرم يجب اطلاق النار فوق راسه لتموت!!.