فيما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية أن الانتخابات المحلية التي ستجري في نيسان المقبل تستثني محافظة كركوك ولن تشمل اختيار مجالس الاقضية والنواحي لمصاعب تقنية وفنية أشارت إلى أنّها ستفتتح 863 مركزًا لتسجيل الناخبين و28 مركزًا مخصصًا لتسجيل المهجرين وأشارت إلى مصادقتها على الحملة الاعلامية للانتخابات.
قالت مفوضية الانتخابات العراقية اليوم إن صعوبات فنية وتقنية تجعل من المتعذرإجراء انتخابات الأقضية والنواحي في الانتخابات المحلية لمجلس المحافظات التي ستجري في 20 نيسان (أبريل) المقبل. جاء ذلك خلال اجتماع لرئيس واعضاء مفوضية الانتخابات مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي حيث تم بحث عمل المفوضية في ظل اقتراب موعد الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات الغير منتظمة في اقليم كما قال بيان صحافي لمجلس النواب تسلمته "إيلاف".
وقدم مسؤولو المفوضية شرحا للاجراءات اللازمة للانتخابات المقبلة والتاكيد على تعذر اجراء انتخابات الاقضية والنواحي لوجود مصاعب فنية وتقنية تحول دون تحقيق ذلك من ضمنها سجل تحديث الناخبين حيث ان الانتخابات المحلية عادة ماتشهد بالتزامن معها اختيار اعضاء مجالس الاقضية والنواحي لكن هناك اتجاها الان لالغاء هذه الانتخابات.
وعلى الصعيد نفسه فقد أعلنت المفوضية عن مخاطبات اجرتها مع مجلس النواب للوضعية التي ستكون عليها محافظة كركوك في الانتخابات المقبلة توصلت إلى عدم شمول المحافظة بهذه الانتخابات كما قال نائب رئيس المفوضية كاطع الزوبعي.
وأشار إلى أنّ المفوضية خاطبت مجلس النواب بشأن انتخابات مجالس المحافظات ووضع محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها والمعطلة انتخاباتها منذ عام 2009 فأبلغها المجلس بأن لكركوك حالة خاصة وهناك ضرورة لسن قانون خاص لاجراء الانتخابات فيها وفق ما نص عليه الدستور والقوانين.
وأكد الزوبعي صعوبة اجراء انتخابات مجلس محافظة كركوك مع المحافظات الاخرى الغير منتظمة في اقليم لعدم اقرار قانون خاص بها لغاية الان كما نقل عنه موقع "خندان" الكردي.. مضيفا ان استعدادات المفوضية لاجراء انتخابات مجالس المحافظات لا تشمل محافظة كركوك موضحا أن المفوضية وبعد ان يتم اقرار قانون انتخاب مجلس المحافظة المختلف عليه حاليا بين مكوناتها فانها ستحتاج إلى 180 يوما لاجراء الانتخابات هناك.
وبذلك ستجري الانتخابات المحلية المقبلة في 14 محافظة عراقية فقط من بين محافظت البلاد الثمانية عشر وذلك لاستثناء كركوك وكذلك محافظات اقليم كردستان الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك التي تحدد حكومة الاقليم موعد انتخاباتها التي تجري عادة منفصلة عن انتخابات مجالس المحافظات العراقية الاخرى وفي مواعيد مختلفة عنها.
وجاء الاعلان الثلاثاء الماضي عن موعد الانتخابات المحلية في وقت تبذل جهود حثيثة حاليا لاجراء انتخابات محافظة كركوك المتنازع عليها والمؤجلة منذ عام 2009 حيث قدم الأكراد والتركمان فيها مشروعين لذلك ليناقشهما مجلس النواب ويصدر قرارا بشأنها. وتم استثناء محافظة كركوك من اجراء الانتخابات نظرا لعدم تحقيق توافق بين مكونات المدينة من العرب والأكراد والتركمان.
وكان المبعوث الاممي في العراق كوبلر قد أعلن عقب مباحثات اجراها منتصف الشهر الماضي في مدينة كركوك الشمالية مع مكوناتها التركمانية والكردية والعربية اتفاقها على اجراء الانتخابات المعطلة هناك لكنه أشار إلى أنّها مازالت مختلفة حول آليات إجرائها.
وتدور خلافات حول اليات اجراء الانتخابات حيث يدعو المكونان التركماني والعربي إلى الغاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 100 ألف اسم كردي متشابه في سجل الناخبين مع اسماء في محافظات اقليم كردستان خشية تزوير الانتخابات.
لكن المكون الكردي يطالب بتقديم أدلة تثبت "ادعاءات" وجود تزوير في سجل ناخبي المحافظة ويدعو إلى اجراء انتخابات كركوك في موعد انتخابات للمحافظات الاخرى نفسه وقانونها نفسه ايضا. كما يقترح المكون التركماني ان تكون محافظة كركوك اقليما مستقلا بسبب تنوع المكونات الموجودة فيها المدينة رافضا "اجراء تحديث لسجل الناخبين في المحافظة بسبب التغير الديمغرافي الكبير الذي شهدته المحافظة في الآونة الأخيرة.
وتعد محافظة كركوك التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة من أبرز المناطق المتنازع عليها التي عالجتها المادة 140 من الدستور العراقي. وفي الوقت الذي يدفع العرب والتركمان باتجاه المطالبة بإدارة مشتركة للمحافظة يسعى الأكراد إلى إلحاقها بإقليم كردستان العراق فضلاً عن ذلك تعاني كركوك من هشاشة في الوضع الأمني.
وأعلن مجلس مفوضي المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات اليوم عن مصادقته على اجراءات مراكز ادخال البيانات لتحديث سجل الناخبين لإنتخاب مجالس المحافظات غير المنتظمة باقليم لعام 2013. وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية صفاء الموسوي انه سيتم ادخال التحديثات التي تطرأ على بيانات الناخبين من تغيير وأضافة وتصحيح في فترة تحديث سجل الناخبين أضافة إلى الاجراءات الاخرى المتعلقة ببيانات المهجرين ايضا.
وأضاف ان موعد افتتاح مراكز التسجيل سيكون يوم التاسع من الشهر المقبل حيث ستفتتح المفوضية 863 مركزا لتسجيل الناخبين في عموم محافظات العراق عدا كركوك واقليم كردستان كما سيتم فتح 28 مركز تسجيل للمهجرين لغرض تحديث سجل الناخبين الذي يعتمد على بيانات نظام التوزيع العام للبطاقة التموينية.
ولضمان مشاركة اكبر عدد من الناخبين في الانتخابات المقبلة فقد اوضحت المفوضية انها سعت لان تشمل الحملة الاعلامية للانتخابات مجموعة من الرسائل تتناسب واهداف الحملة والفئات المستهدفة.
وقال كاطع الزوبعي نائب رئيس مجلس المفوضين ان هذه الرسائل تتحدث عن موعد وزمان افتتاح مراكز التسجيل لتهيئة ذهن الناخب وخلق الوعي لديه عن عملية تحديث السجل واخرى تعمل على خلق الرغبة لدى الناخب وحثه واقناعه بمراجعة مراكز التسجيل وثالثة عن كيفية الإستدلال على المركز الخاص بالمواطن والمستمسكات المطلوبة منه عند مراجعته للمركز.
وأشار إلى أنّه تم تقسيم الفئات المستهدفة في الحملة الإعلامية إلى جمهور اولي تمثل بالناخبين الجدد مثل النساء وبالأخص ربات البيوت وذوي الاحتياجات الخاصة وجمهور ثانوي تمثل بالكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر ورجال الدين والاعلاميين وأساتذة الجامعات.
وكان من المقرر ان تجرى انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي في 31 كانون الثاني (يناير) المقبل لكن اتفاقا مبدئيا جرى بين لجنة الاقاليم البرلمانية ومفوضية الانتخابات قاد إلى قرار مبدأي بتأجيلها إلى 17 اذار (مارس) المقبل غير ان قرار الحكومة الاخير الثلاثاء الماضي قضى باجرائها في 20 نيسان المقبل. عن موقع عينكاوا كوم