الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: السنة الإيمانية في أبريشية مار بطرس الكلدانية السبت 10 نوفمبر 2012 - 10:38
السنة الإيمانية في أبريشية مار بطرس الكلدانية
أصدر الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر إرشاداً رسولياً الى العالم الكاثوليكي بِتَبني عاماً إيمانياً يبدأ من الشهر العاشر لهذه السنة ويستمر لمدة سنة واحدة تجديداً لإيماننا المسيحي الذي تمثله كنيستنا الكاثوليكية الجامعة المقدسة الرسولية وتمتيناً لللُحمة بين الله والكنيسة والشعب المؤمن والرابط الذي لايَنفصم عُراه بينهم لحياة صالحة نقية ولمغفرة الخطايانا والتوبة الصادقة لننال وعد أبناء الآب السماوي عن جدارة وإستحاق.
وهكذا كانت إبرشية مار بطرس الكلدانية سباقةً الى تفعيل هذا الإرشاد الرسولي بين أبناء رعيتها الكرام لتزيد وترسيخ إيمانهم بالثالوث المقدس الآب والإبن والروح القدس، عليه كان البرنامج الحافل للإبريشية لشهر تشرين الثاني، وقد بدأ اليوم الأول (يوم الاربعاء) في المركز التربوي الكلداني في سان دييكو مساءاً الساعة السابعة وبمحاضرتين قيمتين من لَدُنْ سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الإحترام راعي الإبريشية تدور حول.
نحن نؤمن بالله
We believe in God
وقد أسهب سيادته بما عرف عنه من نِعمة في الكرازة اللاهوتية الى تعميق هذا الإيمان بين أبنائه مُبيناً العلاقة الأزلية بين الثالوث المقدس عنوان إيماننا وصخرةعقيدتنا، شارحاً بإسهاب أن هذه السنة هي خميرة الإيمان والتوبة ومركزاً على النقاط الجوهرية التالية:
أولاً- في قانون الإيمان (نقول نؤمن بإله واحد)، وماذا يعني إله واحد؟
ثانياً- مهما تعمقنا في الإيمان لايمكن أن نُلِمْ بمعرفة الله الكلية.
ثالثاً- التفتيش عن الذات، أي مامعنى وجودنا؟، وكيف نشعر بأخطائنا وأعمالنا الصالحة، وعن الخطيئة ونتائجها على الفرد المؤمن.
رابعاً- وجود الخطيئة منذ الأزل ولذلك تسمى الخطيئة الأصلية!، ولازالت تعمل وموجودة في كل أنحاء العالم.
خامساً- هل يسمح الله لعمله أن يتحطم أو يفشل مع الإنسان؟!، ولكن محبة الله غير المحدودة لصنعة يَديه المقدستين تتسع وتتسع لتُسبغ نعمته على البشر بحيث أرسل إبنه الوحيد لخلاصنا.
سادساً- وهكذا عمل الله الآب عهداً مع البشر ليخلصه مقابل أن يقوم البشر بواجبهم أمام الله، ولهذا أرسل الأنبياء ليهيئوا العالم لمجيء المسيح.
سابعاً- نقرأ في الكتاب المقدس عن طريقين وهما سِفرَيّ الملوك ويقابلهم الأنبياء من العهد القديم الذين تنبؤا عن المخلص لأن الشيطان أغوى آدم وإحتال عليه عَلَهُ يُصبح إلاهاً!، وكانت هي الخطيئة العظمى.
ثامناً- المسيح عَبَرَ كافة الأنبياء بتعاليمه الإلهية المُحبة وبمجيئه المبارك فدى العالم مُصالحاً الآب مع خليقته.
تاسعاً- الثالوث المقدس، هو تحدٍ كبير للعقل البشري، ولكن الكنيسة المباركة تُعَلِمْ المؤمنين أن الله هو ثلاثة أقانيم وليس ثلاثة أشخاص ويوجد فرق بين الشخص والإقنوم، فالأقانيم الثلاثة هم أفراد ولكن ليس بدون الآخرين وكل منهم يكمل الآخر.
عاشراً- الكلمة هو المسيح كما قال مار يوحنا في مقدمة الإنجيل المقدس، في البدء كان الكلمة والكلمة صارت جسداً وحل بيننا، أي ان الكلمة كانت من فَمْ الله وكانت معه من الأزل، وعليه إذا كان المسيح ليس إبن الله وكلمته، إذن يُمكن للأنبياء أن يعبروه ويتخطوه.
أحد عشر- قام المسيح من بين الأموات! بالوهيته التي لم تفارقه وببنوته من الله الآب.
إثنا عشر- الروح القدس هو الطاقة المُحركة والقوة الديناميكية التي مِنَ الله تصل الينا نحن البشر ليعمل في نفوسنا وأجسادنا كروح مقدس من الأب الى المؤمنين، وإذا لم يوجد الروح القدس فإن الله (حاشاه) يكون جامداً بدون روح!، ولهذا عندما سأل المسيح تلاميذه عن من يكون؟، أجابه بطرس (أنت هو المسيح إبن الله الحيّ)، وهي شهادة إيمانية قصوى بالثالوث المقدس الأب والإبن والروح القدس.
ثالث عشر- ولهذا عندما يقول الكاهن (ܫܠܵܡܵܐ ܥܲܡܟܼܘܢ) أي السلام معكم يجاوبه الشعب (ܘܥܲܡܵܟܼ ܘܥܲܡ ܪܘܼܚܵܟܼ) أي معك ومع روحك، وهذا هو التقديس الحقيقي الأصيل.
بالحقيقة كان هذا الدرس ندوة راقية سامية في معانيها الروحية الإيمانية، أفاض فيها سيادة الأسقف الجليل مار سرهد بروحِه السَمِحة وشروحاته الوافية كُلما دار في نفوس الحاضرين من تساؤلات تقبلها سيادته مشكوراً بصدرٍ رحبٍ مُحبْ مُجيباً على إستفسارات أبنائة وبناته المؤمنين بدقة وتفصيل ساهمت بترسيخ الإيمان والمعرفة بالعقيدة المسيحية الحقيقية.
كان عدد الحاضرين يفوق التوقعات بكثير جداً، حيث كانت القاعة مملوئة على سعتها، وإن دَلَ هذا على شيء فهو دلالة قاطعة على أن هذا الشعب شغوفٌ بالعلم والمعرفة والإيمان على مر الأزمنة، اليس هم أحفاد وأبناء بابل العظيمة والكلدان الأوائل رواد الأفلاك والنجوم في البحث عن أسرار الكون وخالقه؟!، أليس هُمْ مَنْ مَنَّ الله عليهم بنعمته العظيمة بأن أرسل لهم نجمة المشرق لِيَهُبوا بفراستهم التي لاتُخطِأ الى حيث ولد المسيح في مغارة بيت لحم مُقدمين هداياهم للطفل الإلهي؟!، وكانت هذه حقاً أصدق نبوئة تنبأ بها الكلدان الأوائل على مر العصور.
لنا لقاء بعون الثالوث الأقدس في الدرس القادم بمشيئة الآب السماوي وكلمته وإبنه وروحه القدوس، آمين.