الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1467تاريخ التسجيل : 21/12/2009الابراج :
موضوع: عدوى أنفلونزا ألأنتخابات في بريطانيا الأحد 9 مايو 2010 - 0:12
عدوى انفلونزا الانتخابات وصلت بريطانيا...
زيــاد الشيخلي
الكل قد سمع وشاهد ومن خلال السنوات الماضية بعدة امراض معدية وبالاحرى الامراض سريعة العدوى فمنها الحمى القلاعية وانفلونزا الطيور واخرها انفلونزا الخنازير وكانت هذة من الامراض السريعة العدوى بحيث كانت تنتقل وبشكل سريع بين بلدان العالم ..ورغم الابحاث الحثيثة من قبل خبراء الطب فقد كانوا يصلون الى المضاد الحيوي لهذة الامراض بفترات زمنية طويلة أي بعد ان يتوفى عدد ليس بالقليل من المواطنين ..
ولكن الان نسمع ونشاهد وجود مرض جديد في العالم وهو ايضا من الامراض السريعة العدوى على ماأظن الا وهو مرض انفلونزا الانتخابات فسرعان ما انتقلت عدوى هذا المرض من شبه الجزيرة العربية وبالاخص العراق الى اقصى شمال القارة الاوربية بريطانيا رغم الاختلاف في المناخات السياسية وطبيعة البشر الموجود .. حيث اننا نجد الشيء نفسه الذي حصل في الانتخابات العراقية قد حصل في الانتخابات البريطانية فأولها فشل الكتلة الحاكمة للسطلة . ففي العراق قد فشلت كتلة مايسمى بدولة القانون والتي برئاسة نوري المالكي وفي بريطانيا قد فشل حزب العمال الذي برئاسة غوردن براون .. ورغم ان الغاية الرئيسية من الانتخابات في جميع دول العالم هي معرفة ارادة الشعب أي ان الفيصل في نتائج الانتخابات هو الشعب ويجب احترام هذة الارادة ولكن رغم ذلك نشاهد عدم احترام هذة الارادة وهذا ماشاهدناه ولمسناه في الانتخابات العراقية حيث ان ارادة الشعب العراقي قد مالت وبالاغلبية نحو التغيير الجديد الا وهو وصول حكومة شراكة وطنية الى السلطة أي ان اغلبية الشعب العراقي قد انتخب القائمة العراقية ليس كونها قائمة الدكتور اياد علاوي !! وانما لانها تضم مرشحين ووجوه وطنية جديدة قادرة على التغيير في هذا المسار المائل والموجود داخل الساحة العراقية ورغم ذلك نجد ان الكتل السياسية الاخرى التي قد استفردت بالسلطة مازالت تحيك وتراوغ لاسترجاع السلطة اليهم رغم رفض الشعب الى مايسمى بالاحزاب الاسلامية وميلها الى الاحزاب العلمانية وهذا ماحصل بالضبط في هذة الانتخابات .والان نرى بأن هذة الاحزاب التي فشلت في ان تكون الكتلة الاكبر في عدد الاصوات قد استقتلت لكي تكون ومن خلال مبدأ شيلني وشيلك هي الكتلة الاكبر في الانتخابات رغم انها قد حصلت على هذا الامتياز المنقوص بطرق غير شرعية فمنها الدستور الملغم بشتى انواع الالغام والقضاء المسيس الذي قال عنه بايدن قبل ايام بأنه ( قد اثبت فشله ) وحتى بالاعتراض على النتائج الالكترونية للانتخابات وجعل العد والفرز لقوائم الانتخابات يكون يدويا وهذا دليل قاطع على تخلف عقول رجالات السلطة في العراق وايضا السموم الصفراء التي جاءت من قبل الاحزاب الكردية والتي دائما تكون ورقة الجوكر في اللعبة السياسية أي انهم يقدمون خدماتهم في الانضمام للكتل الفاشلة ليجعلوها الكتلة الاكبر مقابل تقديم طلبات كبيرة ومعجزة للحصول على الطلبات الصغيرة وهذا مرادهم ..وكل هذا قد حصل على انوف الشعب العراقي وعدم احترام ارادته ..
واما الان نشاهد نفس السيناريو وقد بدأت بوادره بعد الانتهاء من الانتخابات البريطانية وكأن عدوى الانفلونزا للانتخابات قد انتقلت الى البريطانيين حيث بعد فشل حزب العمال الذي برئاسة غوردن براون وتقدم حزب المحافظين عليه والذي برئاسة ديفيد كاميرون وبعد ان اعلن حزب المحافظين بأنه سوف يتحالف مع حزب الديمقراطين الاحرار والذي برئاسة نيك كلينغ .نلاحظ البدء بنفس المبدأ المعمول به داخل العراق الا وهو مبدأ شيلني وشيلك حيث ان زعيم حزب المحافظين أقر بوجود خلافات في السياسات بين المحافظين والديمقراطيين الاحرار وأن أي اتفاق يجب أن لا يعطي صلاحيات أوسع للاتحاد الأوروبي وأن يتم التعامل بحزم مع موضوع الهجرة والمحافظة على القوة العسكرية البريطانية في إشارة للخلاف بشأن تطوير برنامج الصواريخ النووية. وغوردن براون قد اعلن بأنه سوف يتحالف مع حزب الديمقراطيين الاحرار ليكون هو الكتلة الاكبر داخل البرلمان رغم حصول منافسه من حزب المحافظين على 306 صوت أي ان حزب المحافظين لايستطيع تشكيل الحكومة الجديدة من دون الائتلاف مع حزب أخر وبما أن حزب المحافظين لاتندمج افكاره وسياسته مع افكار وسياسة حزب العمال فكان لابد منه ان يندمج مع الحزب الفائز الثالث وهو حزب الديمقراطين الاحرار والذي قد حصل على 57 صوت من اصل 650 صوت .. وهنا نلاحظ بأن ارادة الشعب البريطاني قد اسقطت حزب العمال وأنها جاءت كعقاب من الناخب البريطاني لما اسموه فشل العمال في ادارة الازمة المالية العالمية.
فهل ستستمر هذة العدوى في نخر عظام الشعب ؟ وهل سوف تكون هناك تنازلات وطلبات من قبل الاحزاب الفائزة بالدرجة الثانية والثالثة من اجل اسقاط الحزب الفائز بالمرتبة الاولى ؟ ومتى سوف نشاهد ونلمس الديمقراطية الحقيقية وقبول الاحزاب والكتل الفاشلة بنتائج الانتخابات واعطاء فرصة للشعوب بفرض ارادتها على الساحة ؟