الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: الكلمة صار جسدا وحلّ فينا الخميس 15 نوفمبر 2012 - 11:56
الكلمة صار جسدا وحلّ فينا
ونحن على ابواب عيد الميلاد المجيد والذي يتطلب منّا ان نستعين بالآيات من انجيلنا المقدس التي هيّات هذا الحدث العظيم. وعليه فسنشير الى الآية التي كانت اساسا مستوجبا لحدوثه، والتي كانت تشكل بنقطة تحول في تاريخ البشرية بعد ان كانت متخبطة منفلتة متباعدة تسودها الصراعات والحروب والدمار ما بين الامبراطوريات التي توالت لآحقاب متعددة من تاريخ البشرية والتي كانت تسودها شريعة الغاب حيث القوي يقهقر الضعيف والسيادة للأقوى. ولكن "بالكلمة الذي صار جسدا وحلّ فينا"، اي بمعنى ميلاد الطفل الكلمة الذي كان موجودا من الازل ليولد من عذراء ليتخذ جسدا بشريا، ليعيد امور البشرية الى نصابها بالتصالح مع الله خالق البشرية وبعد ان أصبح كفارة عن خطايانا، ليكمل ما جاء به الانبياء الذين هيئوا الطريق وعبر سلسلة عديدة منهم، مبتدءا من دعوة الله لأبينا ابراهيم من أور الكلدانية وكما ذكر في سفر التكوين بأن الله قال لأبرام "انا الرب الذي اخرجك من أور الكلدانيين لأعطيك هذه الارض ميراثا" (تك 14: 7) وذلك ليزرع نسله في ارض كنعان (اسرائيل) وكما ذكر ايضا في سفر التكوين يقول الرب لأبرام (ابراهيم): ارفع عينيك وانظر من المكان الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. ان كل الارض التي تراها لك اعطيها ولنسلك الى الابد، جاعلا نسلك كتراب الارض حتى ان امكن احدا ان يحصي تراب الارض فنسلك ايضا يحصى (تك 14: 12). وهكذا توالى الانبياء من بعد ابينا ابراهيم لهذا النسل الذي اختاره الله للتهيئة الى اكتمال معرفته من خلال الكلمة (ألابن) الذي تجسّد واصبح مخلصا للبشرية بسرّ الفداء الذي تمثل بموته وقيامته من بين الاموات.
هنالك مفاهيم وحقائق يمكن استنباطها من هذه المقولة الرائعة لكاتب انجيلنا مار يوحنا الحبيب حول العبارة (الكلمة صار جسدا وحلّ فينا) المأخوذة من الاية: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.( يُوحَنَّا 14: 15)
ومن تلك المفاهيم:
- ان ربنا يسوع المسيح هو صاحب الأسم الذي أُطلق على الكلمة الذي صار جسدا وكمخلِّص وملك الإلهي الممسوح على الجميع، وكما ذكرها يوحنا الانجيلي في احدى اياته: "لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا" (يوحنا 1: 17).
- انه كان عند الله وكان هو الله الكلمة الذي صار جسداً، حيث كان الله، قبل أن يُولد كإنسانٍ على الأرض وذلك بحسب الاية "في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ" (يوحنا 1: 1)
- فقد دعي بالكلمة وقبل ان يصبح جسدا ليمثل بنوته كناسوت وكأِله ايضا وبموجب اية يوحنا الآية المذكورة اعلاه.
- الكلمة الذي صار جسداً لديه الحياة في ذاته، وتلك الحياة أصبحت نور الناس وكما نوهت عن ذلك الاية
لذلك فالحياة ستنبع من هذه الكلمة الذي صار جسدا والتي اصبحت بنعمته لنا، حياة جديدة دنيوية ممهدة لحياتنا الروحية في جسد ممجد بملكوت الله الذي سنناله من خلال هذه الكلمة.
يقول يوحنا بأن لذلك فالمسيح الكلمة هو الشفاء الوافي من الاسقام بعد ان تحول الظلام الى نور، فهو لديه الحياة التي نحتاجها، وهذه الحياة تصبح النور الذي نحتاجه لأنه هو الخالق: كل شيء صُنع بواسطته ولكنه هو نفسه لم يُخلق لكونه موجود من الأزل.
وفي الختام، نستطيع القول بأننا يجب ان نتهيّأ روحيا لأستقبال ذكرى ميلاد المسيح من خلال تعمّقنا بهذه الايات اللاهوتية والمفاهيم المستنبطة منها وكما ذكرناها آنفا، ولكي نكون مستعدين أيضا، أن نعبّر عن فرحنا دنيويا بميلاد ربنا يسوع له المجد . آمين
عبدالأحد قلو
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: الكلمة صار جسدا وحلّ فينا الجمعة 16 نوفمبر 2012 - 22:00