تعرِض دار "بونهامز" للمزادات بمدينة لوس أنجلوس من ولاية كاليفورنيا، من مساء السبت، 17 نوفمبر- تشرين الثاني 2012، القبّعة المستديرة السوداء التي تعود إلى عام 1909 والعصا البنية المصنوعة من خشب البامبو، وهما اللتان اشتهر بهما الفنان البريطاني الراحل شارلي شابلن "1889-1977" نجم السينما الصامتة الهوليودية في النصف الأول من القرن الماضي. وقد عرضت قبعة شابلن وعصاه عديد المرات في مزادات كبرى على غرار مزاد "سوذبيز" "كانون الأول 2011"، ومزاد "جوليانز أوكشانز" "أبريل 2012" حيث بيعتا فيه بـ 100 ألف دولار أميركي.
ومعلوم أنّ شارلي شابلن عاش حياة مليئة بالنجاحات الفنية والإخفاقات الشخصية. فقد ابتدأ تجربته في عالَم التمثيل وعمره خمس سنوات، وأبدع خلالها أعمالا فنية "صامتة ومنطوقة" ما تزال تشدّ إليها الجمهور في جميع أنحاء العالم، خاصة منها ما ظهر فيها شابلن بشخصية "شارلو" ذات الوجه الأملس والقامة القصيرة والقبعة المستديرة والعصا البنية والحذاء العريض.
ولعلّ ما ميّز حياة شابلن هو أنه استطاع أن يُضحك الناس بأعماله ويضحك منهم بأقواله وذلك في شكل نوادر من معيشه اليوميّ.
ومن نوادره أنه دعا، عام 1931، العالَم ألبرت اينشتاين إلى زيارة هوليوود لحضور عرض خاص لفيلمه الجديد "أضواء المدينة". وبعد العرض خرج الرجلان في جولة بأحد شوارع هوليود، فقابلهما الجمهور بالتصفيق والهاتف الحارّ، عندها التفت شابلن إلى اينشتاين وقال له: "أتعرفُ لِمَ يصفّق لنا هؤلاء الناس، هم يصفقون لك لأن لا أحد منهم يفهمك، ويصفقون لي لأنهم جميعا يفهمونني".
وقد ذكر شارلي شابلن، في عام 1915، لمراسل "هيرالد شيكاغو" أنه قرأ في ملصقة إشهاريّة إعلانا عن مسابقة لتقليد "شارلي شابلن" بمسرح سان فرانسيسكو. فارتدى ملابس شخصيته الشهيرة "شارلو" وشارك في المسابقة بتخفٍّ ودون أن يعلن عن نفسه، وعند ظهور نتيجة المسابقة، لاحظ أنّه جاء بالمرتبة 27 في ترتيب المتبارين.
جرّب شابلن الزواج أربع مرّات، كان زواجه الأول بالممثّلة ميلدريد هاريس عام 1918، وأثناء مراسم الزواج، اقترب منه مساعده في الإخراج "توم هارينغتوم" وهمس في أذنه قائلا: "لا تنسَ أن لك موعدا في الثامنة مساء مع صديقتك السابقة".
إثر وفاة تشارلي شابلن يوم 25 ديسمبر، وهو يوم عيد الميلاد، من عام 1977، دُفن بمقبرة "فيفاي" بسويسرا، وفي مارس 1978، سرق نعشه من المقبرة، ولم يُعثر عليه إلاّ بعد أحد عشر أسبوعا في حقل "نوفيل" بضواحي المدينة، دون أن يمسّ بأيّ سوء.
ويبدو أنّ ضحك شارلي شابلن من الناس ظلّ متواصلا حتى بعد وفاته، ذلك أنّ اختيار دار "بونهامز" عرض قبّعته وعصاه في مزاد علنيّ تقول عنه إنه سيشهد تنافسا حامي الوطيس بين المشترين، فيه إحالة ضاحكة من شابلن علينا، نحن الشعوب العربية، وذلك من جهة أنه على كثرة هراوات زعمائنا وشاشيات "جمع شاشية" فقهائنا، لم نستطع أن نقيم لها معرضًا يخلّدها، وتركناها تذهب بالمجّان إلى مزابل النسيان.