الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7030مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: من هو الأعظم في ملكوت السموات؟ متى 1:1 الخميس 29 نوفمبر 2012 - 20:31
من هو الأعظم في ملكوت السموات؟ متى 1:1
سأل يوما" تلاميذ يسوع، معلمهم، السؤال اعلاه. وكان كل تلميذ يتوقع أن يقول له يسوع، انت يا فلان!!! ولكنه أبعَدَ الظن عن نفس كل واحد منهم، بدعوةِ صبي ٍ اقامه فيما بينهم قائلا: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الصبيان، ليس من حيث الضخامة بل من حيث التفكير والبراءة فلم تدخلوا ملكوت السماوات. لقد قام بهذا العمل ليجعلهم أن يفتكر كل واحد منهم، ليس بمصلحته، بل بمصلحة غيره. بهذا العمل جعلهم أن يفضلوا الاخرين على انفسهم وهنا يطرق على البال قول مار بولس: كنت اصلي انا بنفسي ان اكون محروما من المسيح من اجل اخوتي بالجسد (اعني يقبل الاهانات بكل انواعها لأجلهم).
وكأن يسوع يقول لهم عندما قدم الطفل هل انتم يا معشر التلاميذ قد صفيتم حساباتكم وضمنتم الملكوت وصار من نصيبكم حتى تتنافسوا على من سيكون الاعظم في ملكوت السموات؟ هل تعطى الجائزة قبل نتيجة المبارات او قبل فحص نتائج الامتحان؟ وانتما يا ابناء الرعد تطلبان الجلوس عن يميني وعن شمالي في ملكوتي، هل يجوز هذا قبل ان تصتبغا بالصبغة التي سأصتبغ بها، وقبل ان تشربا الكأس التي سأشربها أنا؟ وهل تقدران أن تقطفا ثمرة من شجرة لم تُغرسْ بَـعدُ؟
لماذا تفضلان نفسيكما على اخوتكم، اليست هذه انانية منكم؟ لا، لا، انتم لا يكون بينكم هكذا بل من اراد فيكم أن يكون الاول ليكن لكم خادما لأن ابن الانسان جاء ليخدم لا ليُخدَم، اَوَلـَم يقـُـل الله أحب قريبك مثل نفسك. إنه لم يقل، أحب نفسك مثل قريبك. ثم إن سؤال التلاميذ يثير شكا (من الاعظم) لأن يسوع لم يتكلم عن العظمة إلا وذَم َّ من ارادها. إنه قد استفاض بالوعظ عن التواضع، والمتواضعون يرثون الارض والسماء، والمتكبرون يقصيهم عن كراسيهم.
قلنا إن سؤال التلاميذ اثار شكا والمشككون قَـعْـرُ البحر إقامـَـتُهُـم، ثم الويل لمن تقع على يده الشكوك، لذلك يواصل يسوع في كلامه، إن شككتك يدك او رجلك اقطعها والقها عنك، وإن شككتك عينك فأقلعها والقها عنك لأنه خير لك أن تخسر عينا "جسدية" لأنك ستُعَـوَّضْ بعين روحية ترى فيها الله، حين قلعتها وحاربت الانانية لأنك كنت تتمنى الخير لغيرك قبل أن تتمناه لنفسك، أَجـَـل لنرجع ونصير مثل الاطفال ذوي القلوب النقية. نَـعم هوَ ممكن الرجوع كالأطفال بالبراءة وبالفكر وبنقاوة القلب لنرث ملكوت السموات.