تهديد بكشف دور مقربين للمالكي بفساد "الروسية"

تهديد بكشف دور مقربين للمالكي بفساد "الروسية"

علي الدباغ


تتصاعد حملة اتهامات بين مقربين ومساعدين لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول دور كل منهم في فساد صفقة الأسلحة الروسية، حيث لوح الناطق بإسم الحكومة العراقية المقال علي الدباغ اليوم الجمعة، بفضح دور مقربين من المالكي في هذه الصفقة... فيما دعا المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني إلى تشريع قوانين تنقذ العراقيين من الفساد المتفشي في البلاد.

Elaph د أسامة مهدي لندن:


هدد الناطق بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم بكشف حقائق قال إنها تتعلق بدور مقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي، في فساد صفقة السلاح الروسية التي بلغت قيمتها 4.6 مليارات دولار. وأضاف أنه يتعرض إلى حملة شرسة علنية يقوم بها محسوبون على المالكي .

وشدد بالقول في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" اليوم " إن صبري لن يدوم كثيراً وعليهم التفكير قبل الاستمرار في الحملة" محذراً من إقدامه على كشف تورطهم في الصفقة، ولكن من دون الاشارة إلى اسمائهم لكنه اوضح أن بينهم علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي.

وكان الدباغ قال أمس إنه وضع تقرير وضعه الرسمي بيد المالكي، نتيجة الاتهامات الموجهة له بالضلوع في فساد صفقة الأسلحة الروسية، والتي قال إن مستشار المالكي الإعلامي علي الموسوي يقف وراءها.

وأضاف الدباغ مخاطبًا المالكي في رسالة "لقد عملت معكم لمدة ست سنوات كناطق باسم الحكومة حرصت خلالها على أن أؤدي واجبي بما يفرضه الالتزام الكامل بمعايير حفظ خطاب الحكومة وموقفها الرسمي، وقد تعرضت مؤخراً لحملة إعلامية ظالمة يثيرها مستشاركم الاعلامي هدفها تشويه إسمي وسمعتي ظلمًا وعدواناً فإني أجد من الصعوبة ان أستمر في اداء عملي وسط هذا الجو العدائي واترك لكم اتخاذ ما ترونه مناسبًا بخصوص وضعي وموقعي".

وحول ما يشاع عن فساد صفقة السلاح مع روسيا قال المالكي امس: "رغم أنني لم أعثر على دليل قاطع حتى الآن إلا أنني لم أترك الموضوع وقد غيرت الوفد المفاوض ولجنة التسليح على الفور كإجراء احترازي وسأتابع الموضوع حتى أحصل على دليل".

الإعلان عن أسماء الوفد المفاوض حول الصفقة

ومن جهتها، أعلنت لجنة النزاهة البرلمانية عن اسماء الوفد الفني والقانوني والمالي العراقي إلى موسكو للتفاوض بشأن صفقة السلاح، والتي أثارت اتهمات ضد عدد من أعضاء الوفد بتلقي رشاوى لتوقيعها. وقد تم تشكيل ثلاث لجان للتحقيق مع أعضاء الوفد كل على حدة وإرسال نتائج التحقيق إلى مجلسي النواب والوزراء لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد المتورطين منهم بفساد الصفقة.

وأظهرت وثيقة رسمية موجهة إلى رئاسة البرلمان من قبل لجنة النزاهة البرلمانية أن الوفد ضمّ كلاً من :

وزير الدفاع سعدون الدليمي.
الفريق الركن طالب شغاتي مشاري، "رئيس جهاز مكافحة الارهاب".
الفريق الركن جبار عبيد كاظم، " قائد الدفاع الجوي".
اللواء مهند جواد حسن، " امانة السر العام."
اللواء ضياء عبد الجبار سعيد"، مدير عام التسليح والتجهير".
العميد المهندس عدي حسن جاسم، " قيادة الدفاع الجوي".
العميد المهندس محمد عبد الرزاق محمد، " قيادة الدفاع الجوي".
العقيد المهندس محمد مجيد مطر، " قيادة الدفاع الجوي".
العقيد عباس فهد عبد الحسين، " قيادة الدفاع الجوي".
العميد الحقوقي غني حسين شمخي، " المديرية العامة للتسليح والتجهيز".
العميد بكر احمد نايف، " المديرية العامة للموازنة والبرامج".
العميد عبد الكريم احمد محمد محيس،" قيادة طيران الجيش".
الموظف اثير حاتمم محمود حطاب (مترجم)، "المديرية العامة للتسليح والتجهيز.
وقد التحق بالوفد لاحقاً كلٌ من:
اللواء الركن الطيار عود دخيل عبد، " نائب قائد طيران الجيش."
السيد اسعد نجم عبود، "معاون مدير عام التسليح والتجهيز."
العميد المهندس مازن محسن حسن، "مدير هندسة طيران الجيش."
العقيد المهندس حيدر عبد اللطيف صالح، " قيادة طيران الجيش".

وقد تم تشكيل لجنتين من قبل مجلس الوزراء للتحقيق في صفقة السلاح مع روسيا فيما شكل مجلس النواب لجنة أخرى تضم في عضويتها نواباً عن لجنتي النزاهة ولجنة الامن والدفاع . وسترفع لجنة التحقيق النيابية نتائج تحقيقاتها إلى مجلس النواب للإطلاع عليها والتصويت عليها ثم ايصالها إلى الحكومة، فيما سيكون عمل لجنة مجلس الوزراء منفصلاً عن اللجنة النيابية. ومن جهته شكل رئيس الوزراء نوري المالكي لجنة جديدة للتفاوض وإبرام عقد جديد في صفقات السلاح مع روسيا، حيث سيتضمن العقد الجديد ذات الصفقة والمواصفات والمبلغ المالي في الإتفاق السابق لكن توقيع الصفقه سيكون بيد رئيس الوزراء حصرًا. وستقوم هذه اللجان باستدعاء الشخصيات التي كانت ضمن الوفد الذي ذهب إلى روسيا واحدًا تلو الآخر والتحقيق معهم .

وقال مصدر في مجلس الوزراء إن الحكومة أصدرت قراراً بإنهاء عقد المتحدث باسمها علي الدباغ، وقال إنه قد تم تبليغ الدباغ أمس بشكل رسمي بتقديم استقالته وأنه سيجري انهاء خدماته بشكل رسمي.

ويتقاضى الدباغ راتب عضو الجمعية الوطنية العراقية التي كان عضواً فيها، والتي تشكلت عام ٢٠٠٥ وكان الدباغ نال مصادقة مجلس النواب على تعيينه وزيرًا للدولة لشؤون الناطقية في كانون الثاني (يناير) عام ٢٠١١ ، وبعد إقرار مجلس النواب الترشيق الحكومي في تموز (يوليو) عام٢٠١١ ألغيت وزارة الناطقية ووقع الدباغ عقدًا مع مكتب رئيس الوزراء لشغل منصب الناطق باسم الحكومة.

السيستاني يدعو الى انقاذ العراقيين من تفشي الفساد

ومن جهته، شدد ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني على ضرورة اتخاذ اجراءات فاعلة لانقاذ العراقيين من الفساد المتفشي في البلاد .

واكد السيد احمد الصافي معتمد مرجعية السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان هناك رؤوسًا فاسدة في الدولة اذا لم تبدل سيبقى الوضع على ماهو عليه متسائلاً عن دور السلطة في مواجهة الفساد. وقال إن على الحكومة واجب تشريع القوانين والانظمة التي تقي المواطنين غائلة الفساد. . متهمًا من اسماهم برؤوس الفساد من الشخصيات المسؤولة يقفون وراء انتشاره مشددًا على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لتغيير بعض القوانين ومراجعة بنود اخرى. واكد على ضرورة تفعيل الاجهزة الرقابية ومواجهتها للمفسدين.

واشار إلى ان قضية الفساد في العراق يجب ان تدرس بشكل جيد ومن اين تفشت وماهو حجمها الحقيقي وطالب بالعمل على بناء الانسان اكثر من الحرص على المال العام "لأن المال يعوض ولكن الانسان لا يعوض ويجب ان تكرس وتجند كل الوسائل في تربية المواطن لأن الوقاية خير من العلاج"، على حد قوله.

وكان رئيس لجنة النزاهة النيابية بهاء الأعرجي أعلن في وقت سابق إرسال خطاب من اللجنة إلى مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي تطالب فيه اللجنة إيقاف صفقة التسليح الروسية بسبب وجود شبهات فساد فيها. وكشفت مصادر عراقية بدورها عن إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بأن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، الذي كان أحد أعضاء الوفد المرافق للمالكي إلى موسكو، وآخرين، قد اتفقوا على قبض "عمولة" لتسهيل تمرير صفقة الأسلحة الروسية، مشيراً إلى ان الحكومة الروسية سارعت إلى الإعلان رسميًا عن اتمام عقد الصفقة مع العراق فيما لا يزال المالكي وبوتين لم يوقعا عليها بعد.