مستشارة الأسد طردتها كولومبيا فلجأت إلى نيويورك

مستشارة الأسد طردتها كولومبيا فلجأت إلى نيويورك




2012-12-04 16:02:28





لجأت شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، إلى الجامعة الجديدة في نيويورك لتحصيل الماجستير في العلاقات الدولية بعد أن سحبت جامعة -كولومبيا- قبولها بسبب ضغوط الجالية السورية على إدارة الجامعة.
وبعد موجة احتجاجات عارمة في الولايات المتحدة ضد قبول شهرزاد الجعفري كطالبة في برنامج الماجستير بجامعة -كولومبيا- العريقة، قررت الجعفري بهدوء تام أن تدرس فصلها الدراسي الأول بالجامعة الجديدة الصغيرة ذات المستوى الأقل بمدينة نيويورك، في قسم العلاقات الدولية.
وكان قبول الجعفري في جامعة -كولومبيا- الحدث التعليمي الأكثر جدلًا في الولايات المتحدة لهذا العام، فتصدر الخبر النشرات الإخبارية التي ناقشت الجانب الأخلاقي في السماح لشخص بإكمال دراسته أو منعه، وهو مُرتبط بنظام بشار الأسد المُتهم هنا بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كولومبيا المحتارة
ووقعت جامعة -كولومبيا- في حيرة حول قبول الجعفري بقسم العلاقات الدولية، لا سيما بعد حملة نظمتها الجالية السورية في الولايات المتحدة في وجه عميد قسم العلاقات الدولية، بإعتباره شريكًا في إعمال عنف النظام السوري بطريقة غير مباشرة.


تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.

ودفعت هذه الحملة صاحب القرار في جامعة -كولومبيا- إلى التفكير مليًا في الرجوع عن قرار قبول الجعفري في قسم العلاقات الدولية، لكنه لم يعلن رفضه لإبنة سفير سوريا في الأمم المتحدة، خشية الوقوع في شكل من أشكال العنصرية، التي يترتب عليها إستحقاقات قانونية ومالية.
وقال مدير الإتصالات بالمجلس السوري الأميركي الذي يعنى بأوضاع الجالية السورية في الولايات المتحدة رشاد الدباغ، "بالرغم من مطالبنا الحثيثة التي توجهنا بها إلى جامعة كولومبيا لإلغاء قبول شهرزاد الجعفري في قسم العلاقات الدولية، بإعتبارها جزءًا من النظام، ومن يعطيها فرصة الدراسة هو شريك غير مباشر في العنف الأسدي، لكن لم يُحقق المسؤولون مطالبنا".
ولعل التماس الجعفري، إبنة الثانية والعشرين، طريق الدراسة بالولايات المتحدة عبر بوابة الجامعة الجديدة، أتاح لكولومبيا هامش التحرك والابتعاد قليلًا عن الحملة الإعلامية الشعواء التي واجهتها، منذ منحها القبول في برنامج الماجستير في العلاقات الدولية.
يلاحقونها!
وقال الطالب الإسباني فرناندو بينادو الذي كادت الأقدار أن تجمعه بزمالة دراسة مع شهرزاد الجعفري بجامعة -كولومبيا- لولا عزوفها وتوجهها نحو جامعة الجديد "لا شك في أن ذهاب شهرزاد الجعفري لجامعة الجديد أراح إدارة كولومبيا، التي وقعت تحت ضغوط شديدة، على خلفية منحها القبول في برنامج الماجستير في العلاقات الدولية".
وتنعم الجعفري بهدوء وسكينة خلال فترة دراستها بالجامعة الجديدة من دون أن يلحظها من وقفوا في وجه تحصيلها العلمي في جامعة -كولومبيا-.
وأوضح بينادو أن "الجعفري تتلقى دروسًا في السياسة والإقتصاد الدوليين كطالبة ماجستير بقسم العلاقات الدولية منذ شهر ايلول (سبتمبر) المنصرم من دون ضجة إعلامية تعكر صفوها الذهني".
ولا يزال الإستقرار الأكاديمي للجعفري محفوفًا بالمخاطر، إذ تتربص الجالية السورية في الولايات المتحدة بكل تحركاتها، وتعتزم ملاحقتها في الجامعة الجديدة بنيويورك كما فعلت في كولومبيا.
وقال الدباغ "لن نترك موضوع قبول شهرزاد الجعفري في الجامعة الجديدة يمر بسهولة، فسوف نحشد الوسائل الإعلامية الأميركية مرة أخرى، كما فعلنا في جامعة -كولومبيا-، وسنعمل على إقناع المعنيين في الجامعة بأن شهرزاد الجعفري تساهم في تضليل الرأي العام، وتسوق لديكتاتور قتل شعبه".
نَسَوها..
يبدو أن ابنة سفير سوريا في الأمم المتحدة لا تُعير إهتمامًا كبيرًا هذه المرة لتلك التحركات الرافضة لدراستها، إذ تُراهن كثيرًا على صلابة موقف الجامعة الجديدة المتمسكة بها كطالبة متميزة ومثابرة على التحصيل الأكاديمي، وكذلك على عامل الزمن الذي قد يضع قصة قبولها في أدراج النسيان.
وأشار بينادو إلى أن قبول الجامعة الجديدة للجعفري أمر طبيعي، إذا تم اختيارها نظرًا لمزاياها، فهي تتسم بالذكاء والفطنة".
وأضاف "اعتقد أن اهتمام الأميركيين وابناء الجالية السورية بقصة قبول الجعفري في الجامعات الأميركية تراجع إلى حد بعيد، حتى أن فضولنا كطلبة في جامعة كولومبيا تراجع بمعرفة قصتها، فقد انتهى الأمر والآن والجميع نسي موضوعها".
وتنازلت شهرزاد الجعفري عن جامعة -كولومبيا-، المعقل الأكاديمي الأهم في الولايات المتحدة والعالم، والذي اشتهر بتخريج الساسة وعلماء الإقتصاد والحائزين على جوائز نوبل، فكان تنازلها إنكفاءً قسريًا وخيارًا مرًا لم تكن لتستسيغه، لولا الجدل الحاد الذي أحدثته بين صفوف طلبة الجامعة النيويوركية العتيدة.
ورأى الدباغ أن "الجعفري انخرطت في الجامعة الجديدة مجبرة فهي كما هو معروف فتاة طموحة لا ترضى بالقليل، فكيف تفرط في فرصة الدراسة في جامعة كولومبيا الشهيرة".
خيرها.. بالدكتوراه
وأشار الدباغ إلى أنه بالرغم من حداثة سنها، عُرف عن الجعفري شخصيتها الطموحة وبحثها عن العلياء دائمًا، فهي فتاة تنجح في رسم أهدافها بدقة متناهية، "إذ مثل صعود نجمها اللافت داخل أروقة قصر المهاجرين الرئاسي بدمشق مثالًا حيًا لتحقيق الطموح، وقد بدأت في لفت أنظار الجميع بما فيهم بشار الأسد بسبب جمالها وذكائها، حتى إستطاعت أن تكون واحدة من اصحاب النفود داخل اروقة قصر المهاجرين".
ولا يختلف بينادو عن قناعة الدباغ تجاه طموح الجعفري، قائلاً "صحيح انها ذهبت إلى الجامعة الجديدة، لكني سَمِعتُ منها إصرارًا على التمسك بجامعة كولومبيا عندما قابلتها في (سبتمبر الماضي)، وأكدت لي والدتها أن ابنتها تخطط لنيل درجة الدكتوراه في جامعة كولومبيا".
وقد تحاول الجعفري إعادة الكرة مرةَ أخرى، والتقدم لدراسة الدكتوراه في -كولومبيا-، ولا يمكن التكهن بما سيحصل حينها، لكن ما هو مؤكد في هذا الوقت، وبعد المواظبة على الحضور في الجامعة الجديدة بمدينة نيويورك، أن حلم دراسة ماجستير العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا الشهيرة تلاشى دون رجعة.