بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
بولس وسيلا في السجن
اع-16-16: وكنا ذات يوم ذاهبين إلى المصلى، فتلقتنا جارية يحضرها روح عراف، وكانت بعرافتها تكسب سادتها مالا كثيرا.
اع-16-17: فأخذت تسير في إثر بولس وإثرنا، وهي تصيح: (( هؤلاء الرجال عبيد الله العلي، يبشرونكم بطريق الخلاص )).
اع-16-18: وظلت تفعل ذلك عدة أيام، فاغتاظ بولس فالتفت وقال للروح: ((آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها! )) فخرج من وقته.
اع-16-19: فلما رأى سادتها ضياع أملهم من الكسب، قبضوا على بولس وسيلا وجروهما إلى ساحة المدينة لدى الحكام.
اع-16-20: وقدموهما إلى القضاة وقالوا: ((هذان الرجلان يوقعان الاضطراب في مدينتنا، وهما يهوديان،
اع-16-21: يدعوان إلى سنن لا يحل لنا قبولها ولا اتباعها، ونحن رومانيون )).
اع-16-22: فثار الجمع عليهما فنزع القضاة ثيابهما وأمروا بضربهما بالعصي
اع-16-23: فانهالوا عليهما وأوسعوهما ضربا. فألقوهما في السجن، وأوصوا السجان بأن يشدد الحراسة عليهما.
اع-16-24: فلما تلقى السجان هذا الأمر ألقاهما في السجن الجواني، وشد أرجلهما بالمقطرة.
اع-16-25: وعند نصف الليل، بينما بولس وسيلا يسبحان الله في صلاتهما، والسجناء يصغون إليهما،
اع-16-26: إذ حدث زلزال شديد تزعزعت له أركان السجن، وتفتحت الأبواب كلها من وقتها، وفكت قيود السجناء أجمعين.
اع-16-27: فاستيقظ السجان، فرأى أبواب السجن مفتوحة، فاستل سيفه وهم بقتل نفسه لظنه أن المسجونين هربوا،
اع-16-28: فناداه بولس بأعلى صوته: ((لا تمس نفسك بسوء، فنحن جميعا ههنا )).
اع-16-29: فطلب نورا ووثب إلى الداخل وارتمى مرتعدا على أقدام بولس وسيلا.
اع-16-30: ثم أخرجهما وقال: ((يا سيدي ماذا يجب علي أن أعمل لأنال الخلاص؟ ))
اع-16-31: قالا: ((آمن بالرب يسوع تنل الخلاص أنت وأهل بيتك )).
اع-16-32: ثم كلماه وجميع أهل بيته بكلمة الرب.
اع-16-33: فسار بهما في تلك الساعة من الليل فغسل جراحهما واعتمد من وقته، واعتمد ذووه جميعا.
اع-16-34: ثم صعد بهما إلى بيته، فوضع لهما المائدة، وابتهج هو وأهل بيته، لأنه آمن بالله.
اع-16-35: ولما طلع الصباح، أرسل القضاة القواسين يقولون للسجان ((أخل سبيل الرجلين )).
اع-16-36: فنقل هذا الكلام إلى بولس قال: ((أرسل القضاة أمرهم بإخلاء سبيلكما، فاخرجا إذا واذهبا بسلام! ))
اع-16-37: فرد بولس عليهم قال: ((ضربونا بالعصي علانية من غير محاكمة، نحن المواطنين الرومانيين، وألقونا في السجن، وهم الآن يخرجونا سرا. كلا، بل يأتون بأنفسهم ويطلقونا! ))
اع-16-38: فنقل القواسون هذا الكلام إلى القضاة. فخافوا عندما سمعوا أنهما رومانيان.
اع-16-39: فجاؤوا إليهما واعتذروا، ثم أطلقوهما وسألوهما أن يغادرا المدينة.
اع-16-40: فذهبا بعد خروجهما من السجن إلى ليدية فرأيا عندها الإخوة، فشددا عزائمهم ثم انصرفا.