فنانون عراقيون: كنا نخشى الجماعات المسلحة قبل 2010.. والحكومة تفاجئنا بتشددها الآن
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: فنانون عراقيون: كنا نخشى الجماعات المسلحة قبل 2010.. والحكومة تفاجئنا بتشددها الآن الأحد 9 ديسمبر 2012 - 10:19
فنانون عراقيون: كنا نخشى الجماعات المسلحة قبل 2010.. والحكومة تفاجئنا بتشددها الآن
المدى / بغداد/ ا ف ب
يرى موسيقيون عراقيون في اغلاق عدد من النوادي الليلية في بغداد عودة لحقبة "ظلامية" سبق وان عاشتها المدينة ابان سطوة الجماعات المتشددة قبل اعوام، لتعيد اختبارها مجددا اليوم، انما بغطاء رسمي.ويقول فائز خليل (40 عاما) وهو صاحب محل لبيع وتصليح الآلات الموسيقية في وسط بغداد "انتهت الطائفية وانفتحت الناس على بعضها البعض والجميع كانوا سعداء بذلك، لكن هذا الأمر انتهى هو الآخر اليوم". ويوضح خليل لوكالة فرانس برس "هناك ضوضاء دينية، واشخاص يفتون باسم الله ويحكمون بمبدأ انتم في الجنة وانتم في النار وانتم مسلمون وانتم كفار. انه الانفجار الديني". وشهدت بغداد ابان سنوات العنف الطائفي الدامي الذي قتل فيه عشرات الآلاف بين عامي 2006 و2007، نفوذا كبيرا لجماعات وميليشيات متشددة فرضت أسلوب حياتها على اهالي المدينة. ومنعت الموسيقى والنوادي الليلية في معظم ارجاء العاصمة، كما منع بيع المشروبات الكحولية، وفرض على النساء في بعض المناطق لباس معين. وفي وقت تحاول بغداد استعادة بريقها الليلي، اقتحمت قوة امنية خاصة في اب الماضي عشرات النوادي الليلية حيث قامت بتحطيم اثاث بعضها وتعرضت كذلك لزبائنها بالضرب. والتزم العراق الذي تحكمه الاحزاب الدينية منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، الصمت حيال القرار الذي طال عشرات النوادي المعروفة كنوادي المشرق والسينمائيين والصيادلة والادباء. ويرى خليل ان "الجميع يتكلمون بالدين اليوم بعدما أهملوا السياسة، واي شيء تناقشه يقال لك ان الدين يعارض ذلك، والجميع يحرم اشياء واشياء، والموسيقى هي اكبر ضحية لتلك الفتاوى التي يطلقها اليوم شخص عادي وليس رجل دين". ويتابع فائز بينما يعمل على تصليح آلة عود "مع الاسف، مجتمعنا اختار لغة الدين، فيما غادر كل شخص محب للفن. كل شي ضاع. نحن نعيش حالة من الضياع". وواجه الفنانون خلال فترة العنف الطائفي تهديدات كثيرة لدفعهم الى ترك عملهم، فيما تعرض فنانون معروفون الى الضرب في انحاء متفرقة من البلاد على ايدي جماعات تنتمي الى احزاب دينية اسلامية متشددة. وبعد انخفاض معدلات العنف والقضاء على تنظيمات مسلحة عديدة، عاد عشرات الموسيقيين والفنانيين وخصوصا من سوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ اكثر من عام ونصف، لكنهم صدموا مجددا بحملة ضدهم تشن بغطاء رسمي. ويقول رغيد ماهر وهو ايضا صاحب محل لبيع الآلات الموسيقية "في الفترة المنصرمة حصل تقدم من الناحية الموسيقية إعلاميا وأكاديميا وصار هناك قبول للموسيقى مما دعا الموسيقيين للعودة من سوريا ودول اخرى الى البلاد يحدوهم الامل". ويتحسر هذا الفنان الذي يعزف على عدد من الات الموسيقى على فترة "ذهبية" بدأت في العام 2010 وانتهت في اب/اغسطس 2012 عندما اقتحمت القوى الامنية النوادي الليلية في بغداد لاغلاقها. ويوضح "نعاني حاليا من تدهور كبير وقد فوجئنا بالحكومة تريد وضع بصمة ظلام على الفن من خلال توجهها وبشكل رسمي الى اغلاق النوادي الليلية"، مضيفا "انه تراجع خطير". وذكر الشاب الذي ينتمي الى عائلة مسيحية ولم يغادر العراق رغم ان معظم افراد اسرته فعلوا ذلك، انه "في السابق، كان الخوف من التطرف والجماعات المسلحة، لكن اليوم ورغم عودة الامن بشكل نسبي، ياتي التهديد من الحكومة". ويتابع رغيد الحاصل على شهادة الماجستير في الموسيقى من اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وقد ورث المهنة عن والده وجده ان "العاملين في الفن والموسيقى قلة اساسا، وقد اثرت هذه الموجة بشكل كبير عليهم. لقد عدنا الى نقطة الصفر". ويختم قائلا "لمست من خلال عملي وجود شائعة منتشرة بين الموسيقيين حول منح دول اوروبية الهجرة لهم (...) الكثير منهم يريد قطع جذوره عن بغداد، ليغادرها هذه المرة من دون رجعة".
عن موقع عينكاوا كوم
فنانون عراقيون: كنا نخشى الجماعات المسلحة قبل 2010.. والحكومة تفاجئنا بتشددها الآن