المشروع الوطني الفلسطيني

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المشروع الوطني الفلسطيني

شبكة البصرة

بقلم ثائر حنني

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المشروع الوطني الفلسطيني الذي صاغته حركة فتح، وكذلك عن برنامج الدكتور فياض رئيس الوزراء الفلسطيني وتداخله مع المشروع الوطني، ويثار الجدل حول انعكاسات هذا البرنامج على ذاك المشروع مما يعطي انطباع خاطئ عن مسيرة الثورة الفلسطينية برمتها ويفيد بأن الشعب الفلسطيني عبر سنين النضال الطويلة والتضحيات الجسام لم يكن يملك مشروعاً وطنياً واضحاً.

والحقيقة غير ذلك تماماً فالمشروع الوطني الفلسطيني لم يكن من انتاج فصيل وطني بمعزل عن الفصائل الأخرى.. والمشروع الوطني الفلسطيني لا يحدد قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 67. وأن ما جرى ما هو الا خلط غير دقيق بين المشروع الوطني الحقيقي والمشروع المرحلي الذي تبنته حركة فتح ومعها بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والذي ينص على تبني سياسة المراحل واقامة الدولة على أي جزء يتم تحريره.

لقد صيغ المشروع الوطني بدماء مئات الألوف من أبناء الشعب العربي الفلسطيني ومثلهم من الجرحى وعذابات الآلاف من الأسرى والمعتقلين. واجتمعت تحت سقفه كل فصائل المقاومة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية وعاهدنا الشهداء ومنهم القادة أن نبقى الأوفياء جيلاً بعد جيل لميثاق منظمة التحرير ومشروعها الوطني الذي ينص على قيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني من النهر الى البحر والتي هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير ولن نتنازل عن هذا الحق التاريخي مهما كانت قوة الإحتلال الغاشمة وموازيين القوى العالمية.

فدولة الصهاينة ما هي الا كيان غريب زرع في الجسم العربي وورم سرطاني في الجسد العربي الهزيل الذي سيقوى يوماً ويزيل عنه هذه الأورام. وأن قوة الأمر الواقع لن تدفع أبداً الكيان العربي للرضوخ والقبول بهذا الورم الغريب والتسليم بسياسة الأمر الواقع. وفي التاريخ شواهد كثيرة على ما ذهبنا اليه ومنها تاريخ اليهود أنفسهم في فلسطين اللذين أقاموا ممكلة اسرائيل قبل ألفي عام قبل الميلاد بعد أن غدروا أهلها العرب الكنعانيين وذبحوا العديد من أجدادنا الكنعانيين، وظنوا بذلك أنهم قد استولوا على الأرض العربية الفلسطينية الى الأبد حتى جاءهم الملك الآشوري بعد مئتي عام على قيام ممكلة اسرائيل، ثم الملك البابلي نبوخذ نصر الذي سحق ما تبقى من مملكتهم وبذلك أعاد الحق الى اصحابه الشرعيين بعد ثلاثمائة وستون عاماً من سيطرة اليهود الغرباء على جزء مهم من الأرض العربية مهد الرسالات السماوية وقبلة المسلمين الأولى... وفي التاريخ عبر.. وهكذا دواليك

شبكة البصرة

الاربعاء 28 جماد الاول 1431 / 12 آيار 2010