سن التقاعد المبكر أو الإلزامي إحباط وشعور بالملل والفراغ والاكتئاب آرأكم رجاءً

سن التقاعد المبكر أو الإلزامي إحباط وشعور بالملل والفراغ والاكتئاب آرأكم رجاءً

طابت بالدفء والمـَسره أوقاتكم وبعد

أخواتي أخواني أعضاء المنتدى الكِرام

الحياة يجب أن نقبلها ونتقبلها كما هي لا كما نتمناها نحن ؛ فـ كثيرة هي المشاكل التي تعترض طريق حياتنا وتنغِّص أيامنا
وبالرغم مِن أننا نحاول قدر الامكان الابتعاد والحيَدان عنها لكن نتفاجأ مُعظم الأحيان بانها تلاحقنا وتصبح أمامنا وجها لوجه فنصبح ملزمين و مُجبَرين على الدخول فيها مضطرين مُكرهين غير مُخيرين لـمواجهتهـا .

فـلا أحد يعرف معنى "متقاعد" سوى المتقاعدون أنفسهم ، وما أكثرنا هذة الأيام وكلٌ لـه أسبابــه ؛ فـأبشع أنواع الملل ، الملل من شـيء لا يمكن تجنبـه ولا تستطيع الأستغناء عنه .

عن تجربتي أقول : غالـبـاً ما يصاحب التقاعد المبكر أو الإلزامي إحباط وشعور بالملل والفراغ خصوصــاً لمن لم يخطط لما بعد التقاعد وهم الغالبيــة ؛ لمـن تجاوز سن الخمسين أمثالي أو لاتسعفهم ظروفهم الصحية أو المادية أو القانونيـة المختلفة من الأحتفاظ بعمل ثانوي " مشروع صغير " أو ما شابـه .

لا أنكر فـإن نشوة وبهجة التقاعد المبكر تتلاشى بعد الأشهر الأولى وهذا ما حدث لي ولقسم من زملائي بعد أتحاد الشركة والمعمل الذي كنا نعمل بة لـ 18 سنة متواصلة بشركتين أخريين .

شـخصيـاً أشعر وشعرت بتغير كبير على سلوكاتي بعد الأشهر الأولى من إحالتي على التقاعد حيث أصبحت أتعصب واتنرفز لأبسط الأمور نتيجة الفراغ الذي خيم على مسيرتي العملية ، وصار ينتابني إحساس بالوحدة جراء ابتعادي عن أصدقاء وزملاء العمل، والآن بعد مرور سنة تقريبـاً عن وضعي الجديد هذا أفكر مليا في العودة مجدداً الى ميدان العمل ، بالرغم من مساعدتي أخي رائد في عملة " المطعم " كما تعلمون .

أعزائي المتقاعدين الكِرام مخيرين كنتم أم مضطرين

سـأترك الكلام عن التقاعد المبكر بإيجابياتــه وسلبياتـه وسـأتجاوزها .. وكذلك بهجة التقاعد المبكر التي تتلاشى بعد الأشهر الأولى سوف لا أتطرق اليها لأنها نسبية وتعتمد على طبيعة الشخصية فهي تلعب دوراً كبيراً في تحديد ذلك وحسب ظروف كل حالـة ولها خصوياتها وظروفها وأحكامها لما تجودون أنتم بها ؛ وأتمنى من كبارنا تنويونا بتجاربهم الخاصة " المتقاعدين بأستحقاق " .

فبلا شـك أن صدمة التقاعد والإحالة للمعاش هي لا شك مرحلة صعبة يمر بها الإنسان مخيراً كان أم مجبراً ، فكثيرين ببلدنا العراق لا يُتاح لهم الظرف للخدمة في مجال عملهم

اخواني اعضاء المنتدى شاركوا " بتجربتكم الخاصة في هذا الصدد ومعظم أخوتنا وأخواتنا لاتسمح لهم الظروف والأوضاع الأمنية بممارسـة أعملهم ومهنهم بالوصول الى مدينة الموصل مثلا لمزاولـة نشاطاتهم وأعمالهـم فتقاعدوا مُكرهين .

وآخرين في بلاد الأغتراب أختصاصاتهم وشهاداتهم العراقية خذلتهم والقسم الآخر أعمارهم واللغـة والقوانين المجحفة أحيانـاً حالت بينهم وبين العمل فتقاعدوا مُرغمين للأسـف .

اخواني أعضاء المنتدى شاركوا بتجربتكم الخاصة في هذا الصدد رجاءً

تحيتي التقاعديـة والعـسـكرية السابقـة لكم جميعـاً

ودمتم بعز وخير وحيويـة ونشاط دائميين آميــــــن

عزيزي أبا مايك الورد

موضوع شيق يهم شريحة كبيرة من المجتمع لأن جميع القوى العاملة على أختلافها لا بد أن تمر به في الحياة

أن هذا الموضوع يتبع طبيعة وظروف الشخص ومكان عيشه , فمثلا في العراق يستطيع الشخص أن يكيف ظروفه بأيجاد عمل اخر أو قضاء وقته في النوادي الأجتماعية والمقاهي والأنترنيت والمطالعة والرياضة والتواصل الأجتماعي والسفر والى اخره , أما في بلدان المهجر فالوضع يختلف تماما , والسبب هو وجود البطالة ولذلك من الصعب على المتقاعد أيجاد عمل بعد تقاعده ألا أذا كان ميسور اليد فبأمكانه عمل مشروع خاص به حتى ولو كان بسيطا , وهنالك بعض الأشخاص يفضلون عدم الأشتغال بعد أحالتهم على التقاعد ويفضلون التواصل الأجتماعي والسفر لتعويض ما فاتهم وهم في العمل , وأنا شخصيا لي تجربة في هذا المجال ... عملت موظفا في وزارة الصحة العراقية لمدة 16 عاما فقط وأحلت على التقاعد لأسباب صحية عام 1978 وكان عمري انذاك 36 عاما فقط وكنت طموحا لأن أصبح رجل أعمال وأنا في الوظيفة وقد عملت مع والدي وأخواني رحمهم الله في مهنتهم في السياحة والتجارة بعد أوقات الدوام أثناء وجودي في الوظيفة في السنوات الأخيرة حينما كان مركز وظيفتي مركز أربيل فتعلمت المهنة وبعد تقاعدي قمت بأدارة الفنادق والمطاعم والأسواق مع شركاء أخوتي وأخرون وأسست شركة تجارية محدودة مع أفراد أسرتي وعملت بالأستيراد والتصدير وحصلت على 17 وكالة تجارية في أربيل وبغداد وساهمت في عدة شركات صناعية وأنتاجية وسياحية وغيرها وكنت رجل أعمال ناجح جدا لأن الظروف في العراق أثناء الحكم الوطني كانت مؤاتية , ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن وكلنا نعرف ظروف العراق وخوفا من المجهول غادرت العراق مع أسرتي وسكنا في وطننا الثاني ألمانيـا وكان طموحي العمل في المانيـا كما عملت في العراق ولكن حالتي النفسية والصحية لم تشجعني على ذلك فأخترت التواصل الأجتماعي والسفر والقراءة والكتابة وأخيرا الأنترنيت وكان طموحي أن أطلق موقعا ألكترونيا فتحقق طموحي قبل 3 سنوات والحمد لله ورغم أن أدارة الموقع تتعبني وتأخذ معظم وقتي يوميا ألا أنني سعيد جدا لأنني أحس بأن العالم كله في متناوال يدي وأتواصل مع الأقارب والأصدقاء متناسيا المال الذي شبعت منه ولكنني حافظت على مكانتي الأجتماعية لا سيما وأنا لست ممن يبحثون عن الجاه والسلطة , وأخيرا أؤكد بأن لكل أنسان ظروفه وله طريقة تفكير والعوامل الفسيولوجية لها دخل كبير في قرارات كل شخص , وهنا نقطة مهمة في حياة الأنسان وهي أذا أراد الخوض في الأعمال يجب عليه أن يكون شجاعا ولا يخاف أبدا وأن أعزي نجاحي في الحياة الى عدم خوفي أبدا .

أبو فرات

مع المحبة والتقدير والأعتزاز