الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7041مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: لنلد مع المسيح من جديد الجمعة 28 ديسمبر 2012 - 22:31
لنلد مع المسيح من جديد
بقلم سمير القس يونان
إننا بأمس الحاجة الآن دون باقي الأيام أن نلتجئ حيث مذود غلام ومنه يشع نورا وليس أي كلام لنستشف دروسا وننبذ هذا الركام ونتألم وقتا كطفل حين الفطام وبعدها يشع نورا في أنفسنا ويعمها السلام...يا يسوع ألا ترى كم تعلق بتلابيبنا غش وخداع وجميعنا ثوبك القرمزي قد باع ساعين لبناء أمجاد وفلل وقلاع وإننا لا نكل ولا نمل في جمع المال ودليلنا يراع وكنت أيها المسيح قد قلت أنا لكم في بحر هائج شراع ولكننا موغلين في الإثم متناسين أن النهاية ستكون بالوداع...لقد علمتنا أن الملكوت ليس أكلا ولا شربا بل برارة وسعادة بالخالق لا ينالها الإنسان إلا بالاستقامة والثبات ومحبة الغير.
في هذه الأيام التي تزدان بعبير الحلويات والكليجة وعبق الملابس الجديدة وشجرة الميلاد والمغارة نحن نقف عند مفترق طرق وعلينا أن نختار سبيلا إلى الفرح والاستقرار النفسي وان نعثر على كياننا في أي زقاق قد ضاع ونأخذ بيد يسوع الممدودة دائما والذي جعل في كل منعطف من طريقنا الشائك قنديلا جميلا يفني الظلمة ولكننا حينما نرى تلك اليد وقد تشوهت بمسامير الرومان تشمئز نفسنا ويعترينا الخوف والفزع وفي الحال نتركه مع آثاره وجنبه المشقوق وحيدا يتأوه لفراقنا وكبريائنا وتبرمنا...إن لم نولد مع يسوع في ذلك المذود الحقير وهو ملاحق من الاعتقال وان لم تكن النجوم شاهدا لمجيئنا والحمل والحمار مصدر دفئنا والمجوس ينبوع باسنا وسلوتنا لا يمكن أن نعيش الميلاد ولا نشعر بالأمان والاطمئنان مهما كانت جيوبنا وقصورنا وقازاتنا وموديلاتنا وواجهات قلاعنا..
نعم إنها ولادة جديدة وجه جديد يوم جديد أفق جديد نترك كل عتيق ننبذه ونرتدي ثوبا جديدا يختلف عن سابقه كل الاختلاف نتشبث بالجوهر والمعنى واللب تاركين المظاهر والقشور لنار مستعرة تأكلها ولا نكن مثل الغربال من دقيق الخبز يمسك خشاره ويفلت لبابه أو الراووق من الخمر يحتفظ بعقاره ويستهين برحيقه فخير لنا أن نتمسك بالدقيق والرحيق وان نفر من القشور والعقار فرار السليم من الأجرب...
إننا لا نعيش الحياة مرتين وطالما ذلك فلماذا لا نرتشف عطر الحياة الزاهي المسكر النقي بأنفنا ومجساتنا بجوارحنا وجوانحنا براحاتنا واكفنا بطيبنا وتواضعنا بحبنا وثباتنا أما الغد لنتركه رابضا وجاثما ينظر إلى آمالنا وأمانينا نظرات الهزء والسخرية والاستخفاف والازدراء ونجعله أي الغد المجهول متسمرا محدقا متذمرا يائسا إذا تركناه وحيدا لا ينال من وجداننا موطئ قدم وهو بحر زاخر يعب عبابه وتصطخب أمواجه فمن يدرك إن كان يحمل في عبه العقيق والجواهر أو الموت الأصفر...
يقول يسوع أنا لم أمت أنا حي إلتفت إلى خلفك ستجدني أمامك منتظرا سعيدا بلقائك وهنا أقول كنت اسمع خرير الماء فسمعت مناجاتها وحفيف الأوراق ففهمت مناغاتها وتغريد الأطيار فأدركت سليمانها وكبوة مؤمن تيقنت وطأتها وافتتن وانهار بيسوع كلما رايته في صورة إنسان أو مطلع بدر أو مغرب شمس أو هزيع ليل أو يقظة فجر...
ونحن على أبواب سنة جديدة واليأس والقنوط صفحة مهمة من كتابنا الذي لا ينتهي أرى أن الطبيب وان كان لا يشفي إلا نادرا فانه يُسَكِنْ غالبا ويعزي دائما فان عجز يسوع عن معالجتك فلن يعجز عن تعزيتك على أن الماء إذا اشتد غليانه احتاج إلى التنفيس عنه وإلا طار بالقدر طيران الهم بالصدر...
ألا تتطلب الحرب التي نخوض غمارها اليوم والحياة التعيسة التي نعيشها والدهاليز التي ولجناها ولا مخرجا منها والأوحال التي طمسنا فيها وقفة سريعة وجدية ونضع حدا لقلب لا يسكن عن الخفقان ولا يفيق من الهموم والأحزان ونكف عن الجري واللهث ونحن خلف القضبان قضبان الحيلة والمكر والرذيلة مكسوري الصولجان...
وبهذا الصدد نقول لمن يعطي ظهره للراعي الصالح انك مثل الذي ينام فوق حجر الرحى يستيقظ عند سكونها وكان الأجدر والأحرى به أن يستيقظ عند دورانها وهذا هو سر ضياعنا وأحلامنا المزعجة قلقنا والخوف من غدنا والتيه الذي نعانيه وسط اليم ونحن أصحاب عيون عديدة ولكننا لا نرى ببصيرتنا وان الذي نرى به هو أعيننا فقط...
لنعد إلى رشدنا ونجعل من قلوبنا الحزينة واليتيمة مسكنا ليسوعنا ونضعه بأحداقنا لنرى بعيونه التي لا تخطا ولا تقود إلا إلى البر الأمين لان أعيننا عماها الجشع وترسبت عليها غشاوة غمستنا في نفق لا نرى فيه إلا أنفسنا ولو علم المتمادي والموغل والمتناسي أن للحياة نهاية لما ولما...
وبالمناسبة هناك حكمة وردتني بالانترنيت تقول: في احد الأيام زار الملاك احد الأشخاص وبلغه أن اليوم يوم اجله وعليه أن يستعد وكانت الزيارة صدمة كبيرة لذلك الشخص وكم ترجى من الملاك أن يؤجل يومه لكن الملاك قال تفضل هذه قائمة أرسلني الله بها وأنت الأول ولا مجال لتغيير أو تأجيل..طلب الشخص من الملاك أن يأكلا لقمة أخيرة فوافق الملاك وبسرعة اعد الإنسان المرشح للسفر الطعام وجعل في طعام الملاك بعض من المنوم وهكذا نهموا الطعام لكن الملاك وقبل أن ينتهي استسلم لنوم عميق فقام الشخص بأخذ قائمة الأسماء ومسح اسمه من بداية القائمة وكتبه في آخر القائمة...
وعندما أفاق الملاك من النوم قال للشخص المرشح انه تلمس منه احتراما كبيرا ولذلك سأرضخ لطلبك وسابدا من الاسم الموجود آخر القائمة!!! عندئذ لاحظ الملاك أن الاسم الأخير هو للشخص نفسه فقال له لم تفد كل الحيل أيها الحبيب تفضل لنذهب..
القوش في 22 كانون الأول 2012
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: لنلد مع المسيح من جديد السبت 29 ديسمبر 2012 - 20:07
♱ لنلــد مـع المســيح مــن جديـــد ♱ موضوع روحاني ممتاز يستحقّ كلّ تقدير وآحترام ! تسلم اياديكم اخي العزيز شماشا يوسف حودي وشكراً لكاتب الموضوع الأخ ســـميرالقس يونان / القوش ؛ ربنا يسوع يبارك خدمتكـــم آميـــــــــن ؛ كل عام وأنتـم بالف خير وســلامــــة .