|
| ملاحظات الى اساقفة الكنيسة الكلدانية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042 مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010 الابراج :
| موضوع: ملاحظات الى اساقفة الكنيسة الكلدانية الإثنين 31 ديسمبر 2012 - 10:50 | |
| ملاحظات الى اساقفة الكنيسة الكلدانية نبيل يونس دمان منذ عهد البطريرك مار يوسف السادس اودو ترسخت وتجذرت كنيسة بابل على الكلدان الى يومنا هذا، وفي العقود الاخيرة تلاعبت بها الرياح فأضحت في مهبّها، في هذه الظروف يأتي انتخاب البطريرك الجديد الذي يتطلب ان يحسن دفة القيادة في ظل هذه الامواج العاتية التي تريد ان تأتي على ما تبقى من السفينة لإغراقها. من قال ان الابتعاد عن السياسة بمفهوها الاداري هوالافضل، السياسة هنا ليست دخول معترك حزبي ضيق وانما هي قراءة الواقع ومتابعة الاحداث، فمن يكون على رأس كنيستنا يجب ان يتعامل الى حد ما في السياسية، وهي في كل الاحوال بالغة الاهمية في حياة شعبنا المشتت، المفرق، والمنتشر في انحاء المعمورة كما لم يشهده من قبل، هناك مسائل يتطلب حسمها بالسياسة والموقف المسؤول امام الحكومة والمعارضة وامام المرجعيات الدينية والقومية والطائفية لكي نسير مع هذه الفئات وهذه المجاميع في طريق سوي يفضي الى ارجاع الاستقرار والامان لحياة شعبنا العراقي عامة والمسيحي بمختلف كنائسه خاصة. كما يجب على من يترأس كنيستنا ان يكون منظما جيدا وقائدا لجماعته في توحيد مواقفهم لكي يزداد قوة وتبرز شخصيته امام الاخرين، عليه ان يكسب ود واحترام اساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان الاقاليم وبلدان الشتات، حتى يكون بيته منيعاً يواجه أعاصير الزمان، ويقوى في خضم الصراع على مستوى الوطن، ولا يتردد ابدا في افتداء رعيته بحياته، التي هي غالية جدا لكن يجب ان يكون جريئاً، مقداماً، يوازي ارتدائه الاسكيم الاحمر الذي يعني الاغتسال بدم المسيح، الم يقل المسيح (انا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يوحنا 10:11) ويقتدي بمن سبقه من بطاركة كنيسة المشرق وعموم اكليروسها، الذين افتدوا كنيسة المسيح بدمائهم التي سفكت على مذبح الايمان، وعلى رأسهم الجاثليق مار شمعون بر صباعي (328– 341م ) الذي قال لأصحابه وهو على مشارف الموت على ايدي شابور ملك المجوس "يا احباي واولادي دوسوا حمة الموت فقد كسرها ايشوع المسيح بموته وقيامته يا احباي شدوا عزايمكم شد الرجال وبادروا الى قبول ملكوت السماء على كيد الراعي الى الضلالة والعماء" *. نأمل ان يكون هذا الانتخاب بعيداً عن المؤثرات الخارجية سواء الدينية او السياسية، ويكون بمحض ارادة حرة لكل اساقفة الكلدان في داخل العراق وخارجه. نتوسم في البطريرك المنتخب ان يكون من العناصر التي تمتلك قدرة وطاقة ومواصلة لقادم الايام في خضم الاوضاع المتقلبة في ارض بلادنا، وان يكون وحدوياً جامعاً بعيداً عن التعصب والانقسام محبوباً من الاكليروس وعامة المؤمنين، نتوخى من اساقفتنا الناخبين تصفية نياتهم والدخول في رياضة روحية تأملية تبتعد عن الموقف المسبق، وتحكم العقل والضمير والقلب في اختيار البطريرك، ولن يكون الاختيار الا موفقا ومباركاً من الجموع وعلى بركة الله. ليكن الشعب وقادته الروحانيين والعلمانيين على استعداد لمواكبة ومتابعة واغناء عملية انتخاب البطريرك الجديد ليكون الاختيار مناسباً في هذا الزمن الصعب، وفي مقدمة مهام من يفوز بالموقع الحساس والخطير: ان يثبت كرسيه في ارض الوطن ولا يحركه الى خارج بلادنا مهما كلف الامر، وان يكون دائم التنقل والحركة لكسب ود وصداقة الجميع، ليصبح كرسيه ومن يحيط به كخلية نحل في توزيع المهام والواجبات وتشكيل اللجان التي بمجملها تحفظ حياة منتسبيها في الاساس، ثم المحافظة على الطقس الكنسي الذي ورثناه من ابائنا واجدادنا على مدار القرون، وكذلك احياء مشروع اللغة السريانية بالتعاون مع المؤسسات التي تشكلت في العقد الاخير سواء في المركز او المحافظات او اقليم كردستان، لتكن النتيجة تطور اللغة وثباتها وهي العامل الاكثر اهمية في حياة شعبنا، فعن طريقها نلج طرق التطور وتغتني حياتنا الروحية والثقافية والفنية على مديات اوسع ومواقع ارقى تساير الامم وتعكس جذورنا التاريخية الى ماضي الحضارات في بلاد ما بين النهرين. خير ما اختتم موضوعي، هذا الاقتطاف من العصر العباسي: ووقع بين فتى من النصارى وبين ابن فهريز كلام، فقال له الفتى: ما ينبغي أن يكون في الأرض رجلٌ واحدٌ اجهل منك؟ وكان ابن فهريز في نفسه أكثر الناس علماً وادباً، وكان حريصاً على الجثلقة، فقال للفتى: وكيف حللت عندك هذا المحل؟ قال لانك تعلم أنا لا نتخذ الجاثليق الا مديدَ القامة، وأنت قصيرُ القامة، ولا نتخذه الا جهيرَ الصوت، جيدَ الخلق، وأنت دقيقُ الصوت ردئُ الخلق، ولا نتخذه الا وهو وافرُ اللحية عظيمُها وانت خفيفُ اللحية صغيرُها، وأنت تعلم أنا لا نختار للجثلقة الا رجلاً زاهداً في الرياسة، وأنت أشدُّ الناس عليها كَلَبَاً، وأظهرهم لها طلباً، فكيف لا تكون أجهل الناس وخصالك هذه كلها تمنع من الجثلقة؟ وأنت قد شَغَلْتَ في طلبها بالك، وأسهرت فيها ليلك؟ **. * من كتاب أخبار فطاركة كرسي المشرق ص 17- تاليف عَمرو بن متّي- طبع في رومية الكبرى سنة 1896 المسيحية. ** من كتاب البيان والتبيين للجاحظ الجزء الاول ص 96 طبع مصر سنة 1926. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]Dec. 30, 2012 عن موقع عينكاوا كوم | |
| | | | ملاحظات الى اساقفة الكنيسة الكلدانية | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |