البيت الآرامي العراقي

ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح Welcome2
ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح Welcome2
ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البيت الارامي العراقي
الادارة
الادارة
البيت الارامي العراقي


ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح Usuuus10
ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10384
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح Empty
مُساهمةموضوع: ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح   ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح Icon_minitime1الثلاثاء 1 يناير 2013 - 0:44

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سيدة من بيت لحم تحتفل بالميلاد متضرعة إلى الله

ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح




قلّما وجد حدث تتفقُ عليه الإنسانية وتحتفي به مثل ميلاد المسيح، الذي يخرجُ من كونه عيدا دينيا مسيحيا ليرتقي إلى مستوى إنساني كونيّ جامع مشترك موحّد. ورغم أنه يحيلُ إلى تاريخ المسيحية إلا أنه حدث يتجاوز الإطار المسيحي ليتحول إلى فرصة سنوية لتعزيز التسامح والمحبة.

عبد الجليل معالي

في نهاية كلّ عام يحتفل العالم بمختلف أرجائه بعيد ميلاد المسيح، ويشمل الاحتفال كل الناس بمختلف انتماءاتهم الدينية والجغرافية والفكرية والمادية، ولئن تتنوع مظاهر الاحتفال وتتفاوت حسب المناطق إلا أنه يمكننا الجزم أنه لا توجد منطقة واحدة من العالم تغيب فيها هذه المظاهر. وهو ما يدفعنا للاهتمام بالحدث ذاته: هل ان الأمر يعدّ مجرد مناسبة للسهر والتفاؤل بحلول سنة جديدة؟ أم هو يتجاوز ذلك إلى الاحتفاء بميلاد رسول أشّر لانطلاق إحدى الديانات السماوية الكبرى ومثل مبتدأ لمفصل جديد في تاريخ البشرية؟

ميلاد المسيح حفلت به الأديان

لتنزيل حدث ميلاد المسيح في إطاره الجامع تجدر الإشارة أولا إلى ان الاديان السماوية جميعها كانت بمثابة "مشروع ديني إلهي متكامل"، ولا قطيعة توجد بين الأديان إذ يكمل كلّ دين الدين الذي سبقه، ولا نجد تناقضا واضحا بين الأديان السماوية في القيم الكبرى، أما الاختلافات فهي مجرد تكييف كل دين للظروف التاريخية والجغرافية المخصوصة للنزول.

واعتمدت المسيحية ميلاد المسيح كمنطلق لتقويمها الزمني وهو تقويم معتمد مدنيا في أغلب أرجاء العالم، خلافا للتقويم الإسلامي الهجري الذي يعتمد تاريخ هجرة الرسول محمد من مكة إلى المدينة ولا شكّ أن اختلاف التقويمات جاء ارتباطا بدواع تاريخية وسياسية وحضارية مخصوصة.

ما يهمنا هنا هو أن عيد ميلاد المسيح تحوّل إلى مناسبة عالمية إنسانية يحتفل فيها عموم المسيحيين وأعداد كبيرة أخرى من غير المسيحيين، وهذا يحيلُ أولا إلى إيمان واسع بأهمية وموقع السيد المسيح لدى قطاع واسع من الناس، ويحيلُ ثانيا إلى اعتبار المناسبة فرصة للفرح الجماعي والتفاؤل والتسامح. حيث يحتفل به المسيحي والمسلم واليهودي والفقير والصغير والملحد والبوذي والصيني الماوي وغيرهم من صنوف البشر والأفكار، وهو بذلك أرقى درجات الاشتراك في الفرح الإنساني.

يعتبرُ التراث الإسلامي أن السيد المسيح هو أحد الأنبياء الخمسة الكبار "عيسى ونوح وإبراهيم وموسى ومحمد" وقد مكّن النص القرآني السيد المسيح من منزلة رفيعة أثيرة، وقد ورد ذكر المسيح وأمه مريم في عديد الآيات القرآنية التي تناولت حياتهما ومعجزاتهما منذ ولادة مريم إلى لحظة رفع المسيح إلى السماء.

يشارُ إلى أن مريم العذراء هي المرأة الوحيدة المذكورة باسمها في القرآن بل وخصصت لها سورة كاملة من سور القرآن الكريم "قال إنّما أنا رسول ربّكِ لأهب لكِ غلاما زكيـا، قالت أنّى يكون لي غلامٌ ولم يمسَسْني بشرٌ ولم أكُ بغيّاً" "سورة مريم، 19-20".

لاشك أن الإنجيل تحدث بإسهاب عن المسيح وأمه وميلاده حيث نجد في الإنجيل؛ "لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ أن يشهرها اراد تخليتها سرا، ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: "يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امراتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل" هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل"

ولد السيد المسيح في بيت لحم في قلب الشرق ومهبط الأديان، وانطلقت المسيحية في الانتشار لتصبح أكبر الأديان في العالم، تربطها بالأديان السماوية الاخرى رابطة الرسالة والقيم الكبرى ومكان الانطلاق، وكلّ ديانة ترتبط بالسابقة واللاحقة في تواصل ومراكمة لتمثل – معا- مشروعا إلهيا متكاملا، نخلص إذن إلى أن الإيمان بديانة سماوية معينة يعني كذلك الاعتقاد والاحترام للديانات الأخرى، والايمان كذلك بأن الاختلافات والفروق البادية بينها هي مراعاة لخصوصيات التنزيل ومناطقها وشعوبها.

دحض ترهات التشدد

تسود أحيانا بعض الأفكار المتعلقة بعيد الميلاد والتي تشيرُ إلى أن الاحتفال يمثل مظهرا تغريبيا ارتبط بالاستعمار الغربي الذي فرض عاداته وتقاليده على الشعوب المُستعمرة، وأن "المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب" وأن مشاركة المسلمين في الاحتفال تمثل تقليدا أعمى للغرب. ولا شكّ أن هذه الدعاوى هي بمثابة نظرة سطحية للأمر، فالسيد المسيح هو أولا رسول منزل من الله، ودوره وأثره في الانسانية لا يشمل فقط أتباع المسيحية لأن القيم التي دعا لها هي قيم إنسانية صرفة.

ومن هذا المنطلق فإن ميلاد المسيح يمثل حدثا دينيا ينفتحُ على دلالات إنسانية أوسع إذ يرمزُ إلى قيم الخير والتسامح والمحبة بين البشر. الدلالة الثالثة للميلاد هو أن المسيح نزل برسالته السماوية ضمن مشروع إلهي متكامل يهدفُ إلى تنظيم حياة البشر والنأي بها عن الحيوانية. ولا شك أن النصوص الدينية السماوية "التوراة والإنجيل والقرآن" كانت تعترفُ وتتنبأُ وتجلّ كل رسل الله وأنبيائه بمختلف أزمانهم وأماكن نزول رسالاتهم.

أما الترهات التي تروّج هنا وهناك والتي تطفح كراهية وعداء بين الأديان فهي قراءات متشددة ومغالية للنصوص الدينية السماوية، فالتشدد لا ينسحبُ على ديانة معينة بل يمكن تمثله وتبينه في كلّ فكرة أو ديانة أو مذهب. اليهودية والمسيحية والإسلام هي في جوهرها مشروع متكامل جاء على مراحل مختلفة وفي مناطق متنوعة، وهو مشروع يحمل الرسالة نفسها للإنسانية اعتمادا على قيم الخير والحبّ والصدق والإيمان. ومن لم يتوصل إلى تبين هذه الحقيقة سينتهي به الأمر إلى تبني فكر متشدد ينتصر عبره لديانته ويقصي الاديان الاخرى، ويعتبرُ أن "الحقيقة المطلقة" توجد فقط في ما يؤمن به.

لئن تحضر القراءات المتشددة في كلّ الأديان سواء كانت تشددا دينيا إسلاميا أو تصورات يمينية مسيحية عنصرية أو مشاريع سياسية صهيونية، إلا أن حقيقة الأديان وجوهرها أرقى من هذه الرؤى الضيقة التي تلبسُ الدين رداء السياسة ليستحيل تعصبا وغلوا وإقصاء للآخر. ولا مبالغة في القول بأن السيد المسيح بميلاده وقيمه وتسامحه هو ملك للإنسانية جمعاء، وهو بذاته دعوة إلى التسامح والمحبة والتعايش بين البشر.


Alarab Online. © All rights reserved.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ميلاد المسيح… إجماع إنساني على التسامح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: المنتديات الروحية Spiritual forums :: منتدى حوار الأديان والثقافات الدينية المختلفة Forum dialogue of various religious faiths & cultures-
انتقل الى: