رقائق قرآنية في أقدم مسجد بصنعاء تثير الجدل حول أول مصحف
صنعاء – أثار العثور على رقائق قرآنية يرجع تاريخها إلى القرن الأول للهجرة النبوية في سقف الجامع الكبير بالعاصمة اليمنية صنعاء، الجدل حول تطور الكتابة القرآنية تدريجيا مع امتداد الدولة الإسلامية.
وعثر في سقف الجامع الذي يعد من أقدم المساجد الإسلامية على مصحف شبه تام، حسب مصادر رسمية يمنية.
ولم يخضع المكان الذي عثر فيه على الرقائق الجديدة للترميم من قبل، الأمر الذي أخر العثور على هذه اللقى الثمينة.
وقال مقبل التام عامر الأحمدي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب "ان هذه الكنوز من الرقائق القرآنية التي تم العثور عليها تؤكد أن اليمن لا تزال متحفا مفتوحا لم يصل خبراء الآثار إلى غايتهم فيه".
وتعد المصادر التاريخية الجامع الكبير بصنعاء من أقدم المساجد الإسلامية، وهو أول مسجد بني في اليمن، ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهد الرسول محمد "ص".
وتجمع المصادر التاريخية على أن الجامع الكبير بني في السنة السادسة للهجرة حين بعث الرسول الصحابي الجليل "وبر بن يحنس الأنصاري" واليا على صنعاء وأمره ببناء المسجد فبناه ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان.
وقبل نحو أربعين عاما تم العثور على مجموعة من الرقائق القرآنية بالجامع الكبير بصنعاء أثناء الترميم الذي جرى لسقفه آنذاك وجرى حفظها بدار المخطوطات التاريخية.
ولا تؤلّف الرقائق مصحفا كاملا بل تحتوي نتفا من سور القرآن، وقد أثبتت المختبرات العلمية أنّها تعود إلى الفترة ما بين 100 إلى 250 للهجرة.
وترى تشارلي سكيوير الخبيرة النرويجية في الفنون الإسلامية في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الكتابة القرآنية تطورت تدريجيا مع امتداد الدولة الإسلامية، ومن أهم مظاهر هذا التطور التحول من الخطوط ذات الأبعاد الهندسية مثل الخط الكوفي إلى الخطوط الأكثر انسيابية مثل خط النسخ والمحقق مرورا بفترة انتقالية تعكس التطور التدريجي في المخطوطات التي كتبت بالخط المغاربي أو الأندلسي وأحيانا أشكال أخرى من الخط الكوفي نفسه.
وسبق أن قالت باحثة تونسية ان نصوص الرقائق النادرة للقرآن التي تم العثور عليها في صنعاء غير متطابقة مع المصحف المتداول.
وكشفت الدكتورة أسماء الهلالي الباحثة في مركز الاستشراق الألماني أنّ المخطوط الذي تشتغل عليه هو عبارة عن صورة فوتوغرافية لجزء من ميكروفيلم عن هذه الرقائق بقي في حوزة صاحبه الألماني مدة ثلاثين عاما دون عرضها على الباحثين. ثمّ أفرجت زوجته بعد وفاته عن قسم منها.
وأوضحت "أنّ النسخة المصوّرة عن المخطوط هي عبارة عن طرس "رقّ" كتب عليه نصّ من القرآن ثمّ مُحي وكتب فوقه نصّ آخر".
وقد اشتغلت ضمن فريق بحث على تحقيق النصّ الممحوّ الذي استقرّت عليه كتابة أخرى.
وعرضت الهلالي لنسخ مصوّرة تظهر بعض الجمل والمقاطع والكلمات التي تختلف عن نصّ المصحف مثل غياب خواتيم سورة البقرة وبعض الإضافات المتعلّقة بأدوات الربط "الواو والفاء وقد" أو بعض الألفاظ.
وأشارت إلى أنّ مخطوطها المصوّر يتطابق مع نصّ المصحف الأصليّ مع بعض الإضافات التي يمكن أن تكون شروحا وإصلاحات لتمرينات على الكتابة والإملاء للمبتدئين وذلك نظرا لتعدد الخطوط وعدم حرفيّتها.
يشار إلى أن باحثين ألمانيين كانا قد نشرا كتابا قالا فيه إن بعثة ألمانية كانت تقوم بترميم الجامع الكبير بصنعاء فعثرت على مخطوطات قد تكون لأقدم نسخة مكتوبة من القرآن الكريم، وأن نصوص هذه النسخة تحمل فوارق كبيرة عن نصوص المصحف المتداول.
وأثار ما كشف عنه الباحثان جدلا كبيرا حينها ما دعا الحكومة اليمنية إلى الإدلاء بتوضيح تقلل فيه من أهمية الاكتشاف لكنها لم تقدم تفسيرا لسبب إخفائها لاكتشاف المخطوطات حتى نشر الباحثان كتابهما.
رقائق قرآنية في أقدم مسجد بصنعاء تثير الجدل حول أول مصحف