أعلن الأزهر الشريف عن إطلاق قناة فضائية لمواجهة المتشددين الذين يستغلون حالة الفراغ خاصة بعد أن ظهرت "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في نسختها المصرية.
القاهرة ـ أعلن أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن إطلاق قناة فضائية تنطق باسم الأزهر الشريف، لافتا إلى أنها ستلقى قبولا شعبيا من المصريين الواثقين في وسطية الأزهر الشريف.
وأضاف خلال زيارته للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الأربعاء لتهنئة البابا تواضروس الثاني بعيد الميلاد المجيد أن طبيعة الشعب المصري ترفض التطرف وأن "المبادئ المشتركة بين الأقباط والمسلمين حائط صد ضد أية مواجهة".
في سياق متصل، أعرب البابا تواضروس الثاني عن ترحيبه بوفد الأزهر الذي ضم كلا من مفتي الجمهورية علي جمعة ووزير الأوقاف السابق محمود حمدي زقزوق، ومستشار شيخ الأزهر محمود عزب.
ودعا البابا وسائل الإعلام إلى طمأنة المصريين بدلا من تكرار الأنباء المقلقة، واصفا الحديث عن وجود هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه "كلام جرايد".
ورد مفتي الجمهورية، الدكتور علي جمعة، على تصريحات من أطلق على نفسه اسم مؤسس جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ساخرا "وقال كمان يا رب شيخ الأزهر يموت قريب"، وأضاف "جئنا للتهنئة بمولد السيد المسيح، هذه الكلمة الربانية التي ألقاها الله في السيدة مريم عليها السلام".
يذكر أن هشام العشري مؤسس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر، كشف أن الهيئة ستفرض الزي الشرعي على الرجال والنساء في مصر، كما سيتم فرض الحجاب على جميع النساء، بما فيهن النساء المسيحيات، قائلا "إذا لم ترضَ القبطية بالإسلام، فيجب أن ترتدي الحجاب حتى لو كانت غير مقتنعة".
وأشار الى أن الهيئة تستعد لدعوة المسيحيين إلى الدين الإسلامي، من خلال توزيع منشورات وبيانات أمام الكنائس، وطباعة كتب وعقد مؤتمرات لتوعيتهم بالدين الإسلامي.
وأكد هشام أن الهيئة ستحرم الخمور والعلاقات الجنسية خارج الزواج على السياح، كما ستحدد شكل ملابس السباحة، وتجبر السياح على الانفصال في الشواطئ، كما ستحرم "الماساج" تحريما كاملا.
وحول الدستور الجديد، وصفه هشام بأنه "كارثة وسوء أدب مع الله". ورفص العشري الكشف عن مصادر تمويل ائتلافه أو ذكر أعضائها أو عددهم.
من جانبه، أثنى البابا على قناة الأزهر المزمع انطلاقها قريبا، واستطرد قائلا "يسعدني دائما هدوء شيخ الأزهر واعتداله، والقناة ستكون صوتا للأزهر في مواجهة التشدد.
من جانبه اعتبر علي جمعة مفتي الجمهورية أن فتاوى تحريم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد بأنها "هرتلة كلامية"، داعيا إلى مواجهة الكراهية بالحب. وأردف قائلا "سنواجه العقلية الفاسدة بالرحمة".
إلى ذلك أعرب البابا تواضروس عن سعادته بزيارة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية، وقال "سعيد بخبر إطلاق قناة فضائية تابعة الأزهر الشريف، مؤكدا أنها ستكون صوتا معتدلا في مواجهة التشدد. وأكد أحمد الطيب أن "ظهور رجال الدين في البرامج التلفزيونية أمر هام لتصحيح الصورة، ووضع الأمور في نصابها، لأن المتشددين ينتهزون الفراغ، ونحن لن نتركه لهم، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح".
وأشار الطيب إلى أن "الأزهر مركز الوسطية، ويمثل الإسلام الصحيح، والمسلم موجه ليعيش مع جاره، ويكون نظيرا له في الإنسانية وأخا له، وإن اختلفت الأديان، وهذا ما أمرنا به القرآن"، مضيفا "لو أراد الله أن يخلق الجميع على دين واحد ولغة وجنس واحد لفعل، لكنه أراد الاختلاف، وهذا الاختلاف مستمر ليوم القيامة، كما جاء في القرآن "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".
وراهن الطيب على الطبيعة والذهنية المصرية، التي لا تسمح بهذه المخاوف من التشدد والتفرقة، موضحا: “المسلمون والمسيحيون عاشوا سويا 1400 عام، فهل قامت حرب مسلحة بينهم؟ المسيحية دين المحبة، والإسلام دين الرحمة”، كما أكد أن "للأزهر والكنيسة دور في النزول إلى الناس، ببيان المحبة والسماحة والرحمة، ونعمل جاهدين في بيت العائلة على مناهج التعليم لتنقيتها، والتاريخ يحمي الأزهر، ولن يحدث أن يقع في قبضة المتشددين".