الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/السبت الأوّل من زمن السنة

[size=24]
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

السبت 19 كانون الثاني/يناير 2013

السبت الأوّل من زمن السنة

إنجيل القدّيس مرقس .17-13:2

خَرجَ يَسوعُ ثانِيَةً إِلى شاطِئِ البَحْر، فأَتاه الجَمْعُ كُلُّه، فَأَخذَ يُعَلِّمُهم.
ثُمَّ رأَى وهو سائرٌ لاوِيَ بْنَ حَلْفى جالِسًا في بَيتِ الجِباية، فقالَ له: «اتبَعْني!» فقامَ فتَبِعَه.
وجَلَسَ يسوعُ لِلطَّعامِ عِندَه، وجَلَسَ معَه ومع تَلاميذِه كثيرٌ مِنَ العَشَّأرينَ والخاطِئين، فقد كانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّاس. وكانَ بَعضُ الكَتَبَةِ مِنَ الفِرِّيسيِّينَ أَنفُسِهم يَتبَعونه.
فلَمَّا رَأَوا أَنَّه يَأكُلُ معَ الخاطِئينَ والعَشّارين، قالوا لِتَلاميذه: «أَيأكُلُ مَعَ العَشّارين والخاطِئين؟»
فسَمِعَ يَسوعُ كلامَهم، فقالَ لهم: «ليسَ الأَصِحَّاءُ بِمُحْتاجينَ إِلى طَبيب، بلِ المَرْضى. ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بلِ الخاطِئين».

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة 30
"إنّه يأكل مع العشّارين والخطأة!"
"لماذا يأكل معلّمكم مع العشّارين والخطأة"؟ الله مُتّهم بحنّوه على الإنسان، بجلوسه بالقرب من الخاطىء، بجوعه لإرتداده وعطشه لعودته إليه، بموافقته على تناول أطعمة الرحمة وعلى شرب كأس الخير. ولكنّ المسيح، يا إخوتي، جاء إلى هذه الوليمة: الحياة جاء بين هؤلاء المدعوّين لِيُحيِيَ معه، وبِحياته نفسها، الذين كانوا على وشك الموت. القيامة تمدّد على هذه المائدة لكي ينهض الراقدون في الموت من قبورهم. لقد تنازلت النعمة لترفع الخطأة حتّى المغفرة؛ جاء الله إلى الإنسان لكي يَصِل الإنسانُ إلى الله؛ جاء القاضي إلى وليمة المُذنبين لِيُخَلِّصَ البشريّة من حُكم الإعدام؛ جاء الطبيبُ إلى المَرضى لِيُعيدَ قِواهم المنهَكَة من خلال تناوله الطعام معهم. الراعي الصالح حنى كتفه ليعيد النعجة الضالة إلى حظيرة الخلاص (لو15: 3).

"لماذا يأكل معلّمكم مع العشّارين والخطاة"؟ ولكن مَن هو الخاطىء، إن لم يَكُن ذاك الّذي يرفض أن يرى نفسه خاطئًا؟ والغرق في الخطيئة، أو بالأحرى التشبّه بالخطيئة، أَلَيسَ هو في توقّف الإنسان عن رؤية ذاته خاطئًا؟ ومَن هو غير العادل إلاّ ذاك الّذي يعتبر نفسه عادلاً؟... هيّا، أيّها الفرّيسيّ، إعترِف بخطيئتك، وهكذا يمكنك المجيء إلى مائدة المسيح. سيجعل المسيح نفسه خبزًا من أجلك، هذا الخبز الّذي سيُكسَر لمغفرة خطاياك. سيصبح المسيح من أجلك الكأسَ، هذه الكأس الّتي ستُهرَق لمغفرة خطاياك. هيّا، أيّها الفرّيسيّ، شارك في وليمة الخطأة، لكي تتمكّن من تناوُل وليمتك مع المسيح. إعترِفْ بأنّك خاطىء، وسيأكل المسيح معك. أُدخُل مع الخطأة إلى وليمة سيّدك، فيمكنك ألاّ تكون بَعدَها خاطئًا. أدخُل مع مغفرة المسيح إلى بيت الرحمة.

[/b]

size]