رجع الصمت للشاعر سليمان زيدان عالم من العطاء والتحدّي رزق فرج رزق - صدر مؤخرا عن دار طبرق للنشر والتوزيع والإعلان للشاعر سليمان زيدان، ديوانه الأول"رجع الصمت"الذي اعتمد فيه الشكل التفعيلي.
وضمَّ بين ضفتيه أربع وعشرين قصيدة هي: "طَعْمُ الرِّيْح!! قرَّة الصَّبرـ لهَا وَحْدَهَا ـ باءةُ الكَلام ـ لحافُ الأسى ـ مراتع وهن الذَّات ـ رفقًاـ آخرُ حبَّاتِ العِنَبْ ـ رَجْعُ الصَّمْت !!ـ لا..ـ عسلٌ وجبن ـ مَنْ أَكُونْ ؟!!ـ رصِيدـ نَزَقٌ ـ ثَكْلُ السِّمَاتُ ـ آهٍ !!ـ دُرَّةٌ مِنْ مَسَدٍ!! ـ أنتِ عندي شيءٌ!!ـ فِـيْ وَصْفِهَا ـ عِنْدَمَا تَغْدُو الرَّايةُ مِنْدِيْلاً ـ أَصْوَاتٌ تَبْحَثُ عَنْ مَخْرَجْ ـ كلمات من شماغ عرفات ـ النَّزع ـ أيا ليبيا!!!".
ويعد هذا الديوان نافذة أخرى يطل علينا منها صاحبه بعد أن سجَّل اسمه أول روائي في البطنان "طبرق" بصدور روايته الأولى "أوزار" عن مركز الحضارة بالقاهرة، والتي تتخذ من ابنة الخطيئة "سهام" محورًا رئيسًا تدور حوله الأحداث لتتخاطب شرائح المجتمع المختلفة وتختلط ، فتحدد موقفه منها.
والمؤلف من نافذة أخرى يطل علينا ناقدًا لتزدهر المكتبة العربية بكتابه النقدي حول قضايا الشعر، والزمن والمكان في الشعر الليبي.
ويعد ديوان"رجع الصمت" تجربة شعرية راقية تنفتح على عالم رحب بأحادية صوت قوي يتوحد بوضوح مع الموجودات وعناصر الطبيعة بروح قلقة رافضة. وعلى ركن آخر بهمس عاشق ومتسامح، وتجلَّى تماهيه هذا واضحاً في قصيدة "في وصفها" ص "40" التي قال فيها:
فهذا النص - في تقديري - يعد مفتاح الولوج لعالم سليمان زيدان الشعري الذي يتأسس على العطاء والتحدي، ويزداد برصانة اللغة بامتلاك أدواتها.
وتوجد- عن وعي تام- علاقة بين ذاته وملكته الشعرية، ونمثل لهذه العلاقة بقصيدتي "مراتع وهن الذات" و"رفقاً" لتمايز الخطاب الشعري فيهما كاشفًا هذه الحقيقة:
"وحدي تتخثرُ في حلقِ الزمنِ أوزانُ خليلي تتكسر فوق جلاميدِ العطن ِ رؤوسُ الأقلامِ""ص 13".
و يقول أيضا:
"وهبيني سطراً في قلبك أكتب أشعاري شطراً من ثغرك يُشرق منه إبكاري..""ص15".
الديوان الذي هو الأول للمؤلف والناشر والبطنان "طبرق"، شيق و جميل، يستحق التأمل والقراءة العميقة وإني لأعد بها لاحقاً. وكان الأهداء لافتًا إذ مثَّل هو الآخر دفقات شعورية شعرية.
جاء في الإهداء إلى:الصَّمت السَّراب المُترائي للعيون ماء/اغتراب الحرف في الكلمة/اشتهاء الرُّوح لجسد يستحق النبض/أشجار تغتسل في الخريف/شمس في جيدها عقد من عشق / من أحب /ما أبغض " وجاء الديوان في ستٍ وخمسين صفحة.
وجع الصمت للشاعر سليمان زيدان عالم من العطاء والتحدي