المنامة - عمت المدن العراقية جميعها مظاهر الاحتفالات التي انطلقت بعد انتهاء مباراة العراق والبحرين في نصف نهائي "خليجي 21" وانتهت بفوز أسود الرافدين بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي 1-1.
واستمرت الاحتفالات التي خرج بها العراقيون من مختلف المدن والمحافظات حتى ساعات متأخرة لا بل امتدت إلى ساعات الفجر ابتهاجا بوصول العراق إلى نهائي البطولة للمرة الأولى بعد 25 عاما.
وانطلقت مركبات المشجعين تزينها الأعلام العراقية في شوارع بغداد، ما تسببت في إيقاف السير في عدة مناطق مختلفة منها، فضلا عن اكتظاظ الساحات الرئيسة والأماكن العامة التي كان فيها العراقيون يتابعون المباراة.
واللافت أن مدنا عراقية تشهد هذه الأيام مظاهرات وتجمعات اعتصامية خصوصا مدن صلاح الدين والأنبار والموصل شهدت هي الأخرى احتفالات صاخبة بمناسبة تأهل العراق إلى النهائي.
ويلتقي المنتخب العراقي نظيره الإماراتي الجمعة على ملعب البحرين الوطني في المنامة لتحديد بطل النسخة الحادية والعشرين من البطولة. وكان المنتخب الإماراتي تغلب على نظيره الكويتي حامل الرقم القياسي بالحصول على اللقب "10 مرات" بهدف في الدقائق القاتلة أحرزه أحمد خليل.
إلى ذلك، خرجت بعض الصحف العراقية في بغداد بعناوين كبيرة تمجد إنجاز أسود الرافدين وتثني على فوزهم الثمين على البحرين.
فقد عنونت صحيفة الصباح الرياضي "نور ينتظر ملحمة ويقود كتيبة الأسود إلى الفوز"، في إشارة إلى الدور الكبير للحارس نور صبري الذي حسم ركلات الترجيح بتنفيذه الركلة الأخيرة عندما وقف بوجه الحارس البحريني سيد جعفر وهز شباكه.
وفي عنوان رئيسي آخر كتبت الصباح الرياضي "منتخبنا يعود إلى نهائي الخليج بعد غياب ربع قرن".
أما صحيفة الملاعب الصادرة عن اللجنة الأولمبية العراقية فقد خرجت على صفحتها الأولى بعنوان "الأخضر العراقي إلى نهائي خليجي 21 على حساب الأحمر البحريني"، مضيفة "ركلات الترجيح تبتسم لأسود الرافدين".
وعلى الصفحة ذاتها أشاد رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي بالمستوى الذي قدمه منتخب بلاده أمام البحرين وكذلك بالدور البارز للحارس نور صبري الذي وصفه بالحارس الشجاع.
وكتبت صحيفة الزمان الرياضي على صفحتها الرئيسة "أسود الرافدين تجتاز أصحاب الأرض وتواجه الإمارات في نهائي خليجي 21". ومنح رئيس مجموعة الإعلام المستقل سعد البزاز كلا من الحارس نور صبري وقائد المنتخب العراقي يونس محمود قلادة ذهبية تثمينا لدورهما البارز قي تحقيق الفوز.
وباقترابه من حلم اللقب الرابع، قال مدرب المنتخب العراقي حكيم شاكر "إذا كان هناك حلم لتحقيق اللقب الرابع والعودة بالكأس إلى العاصمة بغداد، فإن هذه التطلعات تستند إلى الدافع المعنوي والنفسي والتاريخي الذي نشعر به عندما نتذكر المدرب الراحل عمو بابا".
وأضاف "العراق حقق ثلاثة ألقاب ونستمد أصرارنا ومعنوياتنا من الراحل عمو بابا لإحراز اللقب الرابع، فهو الدافع المعنوي لنا وهذا الجيل تحدر من مدرسته الكروية".
وأوضح "المهم أننا تأهلنا إلى النهائي بعد مباراة صعبة على أكثر من صعيد وسط أجواء عانينا فيها من ضغط الجمهور وصاحب الأرض"، مضيفا "المنتخب البحريني قدم دقائق ممتعة، لكن المهم هو التبديلات التي قادتنا إلى المحافظة على النتيجة والوصول إلى ركلات الترجيح".
وأوضح شاكر" على الرغم من إهدار الركلة الأولى من ركلات الترجيح، كان لدينا إصرار على تنفيذ الركلات المتبقية بنجاح، والركلة التي نفذها يونس محمود حفزت زملائه ومنحتهم ثقة كبيرة وهذا ما تحقق".
وتردد عدد من لاعبي المنتخب العراقي في تنفيذ الركلة الخامسة الأخيرة بعدما كان من المفترض أن ينفذها همام طارق وذلك خشية ضياعها، لكن الحارس نور صبري تقدم لتنفيذها ووضع كرته في مرمى سيد جعفر بهدوء وثقة كبيرين ناقلا منتخب بلاده إلى المباراة النهائية. وجدد شاكر تأكيده "علي الآن أن أشد الرحال عن المنتخب بعد المباراة النهائية، لقد أديت واجبي وكنت في مستوى الأمانة والمسؤولية مع المنتخب".