تفجيرات جديدة في العراق توقع المزيد من القتلى والجرحى في بلد يكافح لإنهاء أشكال الفساد والمحسوبية.
بغداد - قتل 16 شخصا على الأقل وأصيب حوالي 46 اخرين بجروح في انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت الثلاثاء مناطق متفرقة في العراق في وقت يفسر فيه مراقبون هذه التفجيرات بتزايد المطالبات الشعبية لإسقاط حكومة نوري المالكي.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن "خمسة أشخاص بينهم جندي قتلوا وأصيب حوالي 14 بينهم ثلاثة جنود بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة".
وأضاف المصدر أن "الهجوم وقع حوالي العاشرة والنصف "06,30 تغ" واستهدف نقطة تفتيش للجيش العراقي في منطقة المحمودية "30 كلم جنوب بغداد"".
وأكد مصدر طبي في مستشفى المحمودية تلقي جثث خمسة أشخاص ومعالجة 14 جريحا بينهم عدد من الجنود العراقيين، بدون ذكر المزيد من التفاصيل.
وقال ضابط في الجيش العراقي إن "ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب حوالي عشرين آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة على الطريق الرئيسي قرب معسكر التاجي "25 كلم شمال بغداد"".
وأشار إلى أن الانفجار وقع عند منتصف النهار "09,00 تغ".
وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية "شمال" تلقي جثث ستة اشخاص ومعالجة اكثر من عشرين جريحا اصيبوا في الانفجار ذاته.
وبعد نصف ساعة انفجرت سيارة ثالثة في منطقة الشعلة، الواقعة في شمال بغداد.
وقال مصدر وزارة الداخلية إن "انفجار سيارة مفخخة عند أطراف منطقة الشعلة أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 12 اخرين بجروح". وأضاف أن "الانفجار وقع قرب سوق شعبي حوالي 12,30 بعد منتصف النهار "09,30 تغ"".
وأكد مصدر طبي في مستشفى الحكيم، الواقع في الشعلة "تلقي خمسة قتلى بينهم امرأة و13 جريحا بينهم امرأتين وثلاثة اطفال، اصيبوا في الانفجار".
ويتزامن ارتفاع نسق تنفيذ عمليات التفجيرات الدموية في العراق مع خروج آلاف العراقيين إلى الشوارع للمطالبة لـ"اسقاط حكومة نوري المالكي التي يتهمونها بـ"الطائفية وتنفيذ أجندات خارجية لا علاقة للعراق بها".
ويقول مراقبون إن التفجيرات لها علاقة مباشرة بالمطالبات الشعبية لإنهاء وجود "حكومة المحاصصة" في البلاد، وان البعض يرى أنها وسيلة لتخفيف الضغوط الشعبية على حكومة المالكي.
يشار إلى أن تنظيم القاعدة في العراق تبنى المسؤولية عن تفجيرات دموية عديدة طوال السنوات التي اعقبت الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003.
ويتهم عراقيون حكومة المالكي بتعزيز "المحسوبية والتهميش" في بلد لايزال يعاني من "الفساد المالي والإداري" داخل مؤسساته المختلفة.
ويتهم السنة الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بتهميشهم وأثارت موجة الاحتجاجات مخاوف من احتمال انزلاق العراق مرة أخرى إلى صراع طائفي أوسع نطاقا.
ولقي يوم الأربعاء أكثر من 35 شخصا حتفهم في تفجير انتحاري وتفجيرات أخرى في شمال العراق وبغداد.
واندلعت احتجاجات للسنة مناهضة لحكومة العراق في أواخر ديسمبر/ كانون الأول بعد أن ألقى مسؤولون حكوميون القبض على الفريق الامني الخاص بوزير المالية السني لاتهامات بالإرهاب. ونفت السلطات أن تكون الاعتقالات لأسباب سياسية لكن زعماء سنة رأوا في ذلك حملة قمعية.
ومنذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة شعر الكثير من السنة بالتهميش على يد القيادة الشيعية.
وانحسر العنف في العراق كثيرا منذ أوج الصراع الطائفي في 2006-2007. لكن العام الماضي شهد زيادة في أعداد القتلى من أعمال العنف للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات مع مقتل أكثر من 4400 شخص.