الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10368تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: كندا…"المعسكر النائي" للجهاديين الأربعاء 23 يناير 2013 - 22:55
شاب من أصول مسلمة حوكم على خلفية قضية تورنتو 18
كندا…"المعسكر النائي" للجهاديين
تحولت كندا تدريجيا منذ التسعينيات الى قاعدة خلفية للمتطرفين الاسلاميين ولا سيما الجزائريين بدون أن تكون هدفا لهم برأي الخبراء الذين يشيرون إلى أنه لم ينفذ أي اعتداء على أراضيها.
أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الاثنين أن الوحدة المسلحة التي هاجمت موقع الغاز في "إن أميناس" جنوب شرق الجزائر كانت تضم كنديين اثنين، وقال أن الخاطفين الـ32 أعضاء في كتيبة "الموقعون بالدم" بقيادة مختار بلمختار أحد مؤسسي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي انفصل في تشرين الاول/اكتوبر 2012 عن القاعدة ليؤسس كتيبته الخاصة.
وكان الكنديان الغربيين الوحيدين في صفوف المهاجمين، غير أن ذلك لم يكن مفاجئا في كبرى المدن الكندية.
وقال ميشال جونو-كاتسويا العميل السابق في الاستخبارات الكندية "لدينا في مونتريال على الأخص مجموعة جزائرية مهمة تنشط هنا منذ اكثر من عشرين عاما".
وتضم كبرى مدن الكيبيك جالية كبيرة منحدرة من شمال افريقيا وتربطها علاقات تاريخية كثيرة مع خلايا ارهابية عبر المحيط الاطلسي.
يشار إلى أن القاضي الفرنسي السابق المتخصص في قضايا الارهاب جان لوي بروغيير قال في ايلول/سبتمبر 2011 في لقاء صحفي أن "البعض في كندا ما زال لديه قناعات متطرفة أو قريبة من الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية السابقة"، وحذر من أنه "مع بروز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، فإن ذلك يثير مخاوف".
يذكرُ أن الجماعة الاسلامية المسلحة متهمة بقتل ألف شخص في اعتداءات وقعت في الجزائر وكذلك في فرنسا خلال عقد التسعينيات.
وهاجر بعض اعضائها في تلك الفترة الى كندا وروى فابريس دو بياربور الصحافي في لابريس "كانوا يصلون بوضع اللجوء ويقولون أنهم هاربون من الحرب الأهلية". ثم اقاموا قاعدة لوجستية عرفت بـ"خلية مونتريال" تم تفكيكها في نهاية المطاف عام 1999.
وأدين خمسة من أعضاء الخلية وهم من مونتريال عام 2001 في فرنسا بسبب انتمائهم الى "عصابة روبي" التي زرعت الرعب في شمال فرنسا عام 1996.
ومن أبرز أعضاء المجموعة أحمد رسام الذي اعتقلته عناصر جمارك أميركية صدفةً عام 1999 فيما كان يخطط لتفجير في مطار لوس انجليس عند الاحتفال بحلول رأس سنة .2000
ولفت ميشال جونو كاتسويا الى أن هذه الاحداث وآخرها الهجوم على موقع لإنتاج الغاز في الجزائر، تذكر بأن "كندا لطالما استخدمت للتجنيد وجمع الأموال" من أجل الجهاد.
وأضاف "كندا طالما كانت قاعدة اكثر منها هدفا" وهو ما يفسر كيف أن هذا البلد لم يشهد أي اعتداء اسلامي.
إلا ان عدة محاولات جرت بعد 11 ايلول/سبتمبر 2001 وأبرزها عام 2006 حين تم تفكيك مجموعة "تورونتو 18" التي كان عناصرها يعتزمون تنفيذ سلسلة تفجيرات تستهدف مؤسسات كندية.
غير أن الخلية لم تكن مرتبطة مباشرة بالقاعدة وأوضح دو بياربور أن معظم الذين اعتقلوا منذ 2001 بتهمة محاولة تنفيذ اعتداء كانوا عناصر معزولة تتحرك بشكل منعزل.
ويشير الخبراء الى أنهم يتكونون بصورة عامة من المهاجرين او ينحدرون من مهاجرين ويحملون جنسيتين، وقد استفادوا من تسهيلات السفر التي يتيحها جواز السفر الكندي للانضمام إلى ميادين المعارك من أفغانستان الى الصومال.
ورغم كل شيء يؤكد جونو كاتسويا أن هذه الظاهرة "تنطلق قبل أي شيء من نقمة، من غضب" ناتج عن عدة عوامل بدون أن يكون على ارتباط محدد بالبلد الذي يحمل المتطرفون جنسيته او يقيمون فيه.
كما تجدر الإشارة إلى حدوث ملاحقات عديدة بحق متطرفين اسلاميين كنديين في السنوات الماضية بتهمة القيام "بأنشطة ارهابية" ومن أهم الحالات التي سجلتها السلطات الكندية؛
ملاحقة عائلة خضر: لم يحاكم الشقيقان عمر وعبد الله خضر، نجلا المسؤول في القاعدة أحمد سعيد خضر، في كندا، حيث أوقف الاول وهو في سن 15 عاما في افغانستان واعتقل 8 أعوام في غوانتانامو قبل أن يحاكم، وأعيد الى كندا في ايلول/سبتمبر الماضي. أما الثاني فقد اعتقل على مدى 14 شهرا في باكستان وأقر بأنه زود القاعدة بأسلحة ثم عاد الى كندا.
ونفذت السلطات الكندية ملاحقات أخرى بسبب أنشطة في الخارج أوقف بموجبها مثلا الكندي محمد حسن هرسي الذي يشتبه في أنه أراد التوجه الى الصومال للانضمام الى حركة الشباب الاسلامية، اعتقل في 2011 ويفترض أنه يلاحق بتهمة القيام "بأنشطة ارهابية".