عرب كركوك يستنكرون زيارات مسؤولي إقليم كردستاناستنكر (المجلس السياسي العربي) ونواب من عرب كركوك، اليوم الخميس "الزيارات المتكررة" من قبل قيادات "الإقليم" إلى المحافظة، وفيما وصف المجلس العربي الصامتين عن تلك الزيارات بـ"الجحوش"، اكد أن الزائرين من الإقليم "غير مرحب بهم" في المحافظة.
ودان المجلس السياسي العربي في بيان صدر عنه اليوم، وتلقت (المدى برس) نسخة منه، "صمت الذين يدعون انهم المدافعين عن كركوك والعرب ومنهم الجحوش بالذات الذين لا يجرؤون على الاستنكار ولو بكلمة ضد أسيادهم"، مضيفا "ليعلم الزائرون من الإقليم انهم غير مرحب بهم في مدينتنا كركوك، وليعلموا ان كركوك عراقية ولا يمكن لها ان تكون غير ذلك".
وكان مصطلح الجحوش، يطلق من قبل الكرد المناوئين لنظام صدام على مجموعات كردية موالية للنظام، اسمها الرسمي مجموعات (الفرسان)، واصدرت السلطات في الاقليم قرارا بالعفو عنهم بعد سقوط النظام السابق.
وطالب المجلس "القوى السياسية الوطنية المشاركة في العملية السياسية بتقديم النصح لقادة الإقليم وألا يثيروا حفيظة عرب كركوك كونهم جزءا أصيلا من عرب العراق العربي"، مناشدا "رئاسة مجلس النواب وأعضاء مجلس النواب والحكومة المركزية وسلطة القضاء بالوقوف بوجه حكومة كركوك لوقف إجراءاتها غير القانونية تجاه عرب المحافظة".
وأضاف المجلس ان "العرب يساقون مجددا وبالعشرات الى المعتقل لانهم عرب وبحجج واهية"، مضيفا ان "أغلب من اعتقل كان يحمل مستمسكات رسمية وان اعتقالهم غير مبرر وفي اكبر الأحياء العربية نفوساً وهو حي واحد حزيران الصامد".
وكان مصدر امني في كركوك اكد، اليوم الأربعاء، ان قوات تابعة لشرطة طوارئ كركوك نفذت حمله أمنية في حي واحد حزيران جنوب المدينة واعتقلت 42 شابا ونقلتهم إلى مركز شرطة العدالة لعدم امتلاكهم موافقات أمنية بالسكن.
وناشد المجلس المتظاهرين في كافة محافظات العراق بـ"إدانة هذه الأفعال غير المبررة تجاه عرب كركوك والمطالبة بإقالة المحافظ"، مشددا على ان "هذا الإجراء مقصود منه إهانة وسلب كرامة المواطنين من خلال إبقائهم معتقلين لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام وهي الخميس عطلة المولد النبوي والجمعة والسبت".
من جهته، دعا النائب عن عرب كركوك عمر الجبوري، اليوم الخميس، أبناء المكون العربي في المحافظة إلى "الحذر الشديد من التفريط بالمكاسب التي حققوها في التأكيد على كونهم مكون أساسي ومهم في المحافظة".
وقال الجبوري في حديث إلى (المدى برس)، "نستنكر زيارة السيد جبار ياور الأمين العام لقوات البيشمركة إلى كركوك وتصريحاته التي توحي بأنه المسؤول عن أمن هذه المحافظة"، مؤكدا ان "مسؤولية إدارة الملف الأمني في المحافظة بيد السلطات الاتحادية".
وطالب الجبوري "الحكومة الاتحادية بضرورة عدم التراجع عن واجبها الدستوري في دعم تواجد الجيش العراقي في كركوك، وكذلك السيطرة على قيادات الأجهزة الأمنية الاتحادية العاملة في المحافظة، ووضع حد لسيطرة الأحزاب عليها"، داعيا إلى "الرد على تصرفات محافظ كركوك التي تظهر بانه يأتمر بإمرة الإقليم".
وعد الجبوري "تصريحات المحافظ وعدم اعترافه بأعمال ومقررات اللجان القادمة من بغداد بانها تمثل بادرة خطيرة في استمرار السلوكيات غير الدستورية في ربط مصير كركوك بالإقليم والابتعاد عن بغداد".
وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم، امس الأربعاء، أنها "لن تعترف" باللجان التحقيقية التي ترسلها وزارة الداخلية، وفي حين اتهمت الوزارة بـ"اتخاذ قرارات بناء على أكاذيب"، أكدت أن تغيير قيادات الشرطة في المحافظة "غير دستوري" في بلد اتحادي مثل العراق.
ودعا الجبوري الحكومة الاتحادية الى "إبقاء وجودها في كركوك بسبب تداعيات الأزمة السياسية المرتبطة بالاعتصامات والتظاهرات التي هي تعبير جماهيري سلمي عن مطالب معينه يكفل الدستور أمنها وحريتها"، مطالبا في الوقت نفسه الحكومة بـ"الاستجابة بسرعة للمطالب المشروعة للمتظاهرين والمعتصمين".
وكشف مصدر رفيع في شرطة محافظة كركوك، اليوم الخميس، أن وزارة الداخلية قررت إقالة خمسة من كبار ضباط الشرطة، بعد ساعات على موقف المحافظ نجم الدين الرافض لقرارات اللجنة المشكلة من قبل وزارة الداخلية للتحقيق بالخروق الأمنية التي تشهدها المحافظة، فيما اكد أن القرار سيؤثر بشكل سلبي على الوضع الأمني في كركوك.
وناشد الجبوري "أبناء المكون العربي في كركوك وخصوصاً أبناء الحويجة بعدم التعرض إلى كل ما يخدش مشاعر الآخرين وان اختلفوا معهم وعدم تعريض المال العام والخاص للخطر وعدم السماح بإسالة قطرة دم واحده من دماء أبناء المنطقة والقوات المسلحة، وعدم فسح المجال لأعداء قضية كركوك بالاندساس داخلهم (...)"، مطالبا "الأجهزة الأمنية بحماية المعتصمين من أي خروق أمنية".
وأضاف "نحن نشترك مع إخواننا في الأنبار والمحافظات الأخرى في المطالب المشروعة لكننا نوصي عرب كركوك بعد نسيان قضيتهم الأساسية وهي التأكيد على عراقية كركوك واطلاق سراح الشباب العربي المغيب في سجون الإقليم السرية كما نطالب بعدم تهميشنا في الدوائر الإدارية والأمنية وإلغاء المادة 140".
وكان الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور وصف، امس الأربعاء، خلال زيارته كركوك ولقائه محافظها التفجيرات الأخيرة التي شهدتها محافظتي بغداد وكركوك بـ"الطبيعية"، وفي حين أكد أنها تحدث في جميع مدن العالم، أشار إلى أن الحوارات مع بغداد مستمرة حتى حل الأزمة.
وكانت كركوك شهدت عدة هجمات، في الـ16 من كانون الثاني 2013، استهدفت مجمع آزادي في شارع اطلس، فضلاً عن استهداف موكب مسؤول في المحافظة، وهجوم في قضاء طوز خورماتو (60 كم جنوب كركوك)، راح ضحيتها 28 قتيلاً وإصابة أكثر من 185 مواطناً بينهم عناصر من الأجهزة الأمنية.
وزيارة ياور إلى كركوك، هي الثاني لمسؤول رفيع في حكومة إقليم كردستان بإقل من اسبوع، إذ زار نائب رئيس إقليم كردستان العراق كوسرت رسول، في الـ17 من كانون الثاني 2013، الذي اكد أن غياب رئيس الجمهورية جلال الطالباني له تأثير سلبي على العراق وكركوك، وشدد على أن الاقليم مستعد لدعم الحوار والالتزام بالدستور في ازمته مع بغداد، مؤكدا أن الكرد ما زالوا بانتظار رد التحالف على رسالتهم بخصوص رؤيتهم لحل الأزمة.
وكانت لجنة تحقيقية مرسلة من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي زارت كركوك عقب تفجيرات ضربت حسينيات ودور للتركمان الأحد 16/ 12/ 2012 برئاسة اللواء حسن كوكز وقررت حجز خمس ضباط بينهم مدير شرطة بلدة كركوك.
وأحالت اللجنة التي شكلها القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، مجموعة من كبار ضباط شرطة المحافظة للتحقيق في التفجيرات التي طالت حسينيات ومنازل مواطنين تركمان بالمحافظة، ، بينما احتج عدد من ضباط المحافظة على عمل اللجنة ووصفوه "بالمستفز" كونها لم تأت لـ"إعانة الأجهزة الأمنية في كركوك بل للقصاص منها".
وتشهد كركوك، منذ تشكيل قيادة عمليات دجلة في تموز المنصرم، توتراً أمنيا كبيراً، وتصعيداً عسكرياً بين قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة المنتشرتين على جهتي المدينة، وسط تبادل للتصريحات "النارية" بين بغداد وأربيل.
faceiraq.com