الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: استنتاجات مسيحي عراقي ـ وديع زورا الأربعاء 19 مايو 2010 - 12:57
استنتاجات مسيحي عراقي
بقلم: وديع زورا
لأني مسيحي عراقي يفترض بي أن أهدأ ،، واكتم آهاتي ،، واحبس أنفاسي،، واجبر دمعتي على الصمت،، وأن تبقى حبيسة الأعين،، وأن اصرخ فلا يسمع صوتي. ولأني مسيحي عراقي يجب ألا اقحم نفسي في هموم ومشاكل المواطن العراقي ومسئولياته،، لابد أن اتحلى بالعقلانية،، وانظر للمستقبل،، وأغض بصري عن كل الأحداث،، وأركز على اختيار لون ملابسي ،، وطريقة تحضير طعامي ،، وتخفيض نبرات صوتي. ليس من حقي أن أعترض أو أسأل وأطالب بما هو حقي ،،لا استطيع لنفسي جلب منفعة أو مضرة. عيبي الوحيد أني مسيحي عراقي، ولذلك يغتصب سكني وينتهك عرضي وأظل صامتا أنتظر الحدث المقبل. هنالك الحرب الأمريكية على العراق ،، وهنالك التهديد والهجمات والقتل على الهوية ،، وأنا اتحلى بالصبر لأثبت للعالم أني مسيحي عراقي! غريب أمري إن كنت "مسيحي عراقي" مشمولا بحقوق الإنسان. أخاطب عيني كل مساء: لماذا تسقط دمعة لا استطيع كتمانها أو السيطرة عليها وتتبعها دموعي العالقة ؟ ألست في مأمن من القتل والخطف والتهجير ألقسري؟ أو ليس العالم يخرج في تظاهرات ويحتج وأنا أنعم بالسلام حتى إشعار آخر؟ تجيبني عيني بلغة يرفضها شرع الشعوب المتحضرة ،، لأني عين آشورية أتذكر تاريخي ...لأني عين كلدانية أبكي مجدي الذي يهدر دمه كل يوم ... لأني عين سريانية بعروق آرامية اهتز لدمعة أطفال عراق ودماء بشرية ( عربية وكردية،، شيعية وسنية )،، أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين فيدلهم في دمي حنين ،، الريح تصرخ بي عراق ،، ليس سوى عراق،، بين جسدي وروحي المسيحية وضد جسدي وعقلي الساكت،، شراييني المتمزقة تؤيد اوردتي في أن الموت قادم لا محالة،، صرخة أطلقتها،، وكلمة حق اردت أن اغرزها في خاصرة الباطل ،، هي صرخة احتضاري قبل الموت وما بعد الاستحمال،، ما دمت سأموت دعوني اطلق زفرة اخيرة تعبر عن مسيحيتي ،، لأعطي دمي حقه حين يتدفق في الشارع قطرات تلملمها أياد عراقية. يكفيني انفعال نفسي ،، فعقلي ما عاد يتحمل وأعصابي ليست مشلولة كما تعتقدون،، ودمائي مازالت تسري في عروقي تتدفق وتتجدد ،، فلأصرخ قبل الموت بأني عراقي مسيحي وأهم مبادئي المحبة والسلام والحرية ،، فلا أقبل أن تقدموني أضحية عيد حقوق الإنسان الدولية ،، لن أتخفى تحت أسماء أخرى أو أهرب،، فلست خائفا من الموت فإن لي موعد مع الحياة ألأبدية ،، سأقف هنا أمام الكل بجسدي المسيحي ودمائي الزكية ،، أنتظر رصاصات إرهابية ،، فلي درع يتمثل في صدر عراقي وضلوع عراقية. أتريدون دماء تملأ صفحات التاريخ ما اقترفته أيديكم؟ أهدروا دمي كي تصبح وصمة عار في وجوهكم المقيتة ،، فدمي لا يهدر سدى لأني مسيحي من أتباع المسيح رمز المحبة والسلام . عن موقع عينكاوا كوم