الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 408تاريخ التسجيل : 05/04/2010الابراج :
موضوع: تقرير عن محاضرة يوحنا بيداويد عن مذابح الدولة السبت 22 مايو 2010 - 0:15
تقرير عن محاضرة يوحنا بيداويد عن مذابح الدولة العثمانية ضد الاقوام المسيحية في ملبورن
القى الكاتب يوحنا بيداويد محاضرة تاريخية عن مذابح الدولة العثمانية اثناء حرب العالمية الاولى ضد الاقوام المسيحية يوم السبت الماضي المصادف 15 ايار 2010 في قاعة كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن. صدف كان سيادة المطران جبرائيل كساب مطران ابرشية مارتوما في استراليا ونيوزلنده موجودا في ملبورن، القى كلمة قصيرة على الحاضرين مشددا على دور الاباء في تربية اطفالهم بالمثل الصالح والتشديد على ضرورة الحفاظ على القيم العائلة المسيحية الشرقية في مجتمعنا المسيحي .
تناول المحاضرفي البداية وضعية الدولة العثمانية ومشاكلها في القرن التاسع عشر وخطط جميعة الاتحاد والترقي في صهر القوميات الموجودة داخل اراضي الامبراطورية العثمانية عن طريق ترحيل القوميات الصغيرة من اقاليمهم ومدنهم وقراهم الى مناطق اخرى . ودور السلطان عبد الحميد الثاني في قلب اتجاه سياسة الامبراطورية اثناء فترة حكمه 1876- 1908م من تقليد اوربا الى التعصب الديني والاعتماد على النظام القبلي العشائري، خاصة في تأسيس الفرسان الحميدية للانتقام من الارمن والمسيحيين بصورة عامة. وكذلك كيفية خروج القرار المشؤوم سفربلك الى التطبيق العملي في 24 نيسان 1915 الذي ظل سريا لمدة خمس سنوات، ثم تطرق الى المذابح التي قامت بها الحكومة العثمانية بمساعدة القبائل الكردية الذين تمكنت جميعة الاتحاد والترقي اقناعهم بالمشاركة في هذه المذابح على اساس انه جهاد ديني ضد الكفارالمسيحيين وكذلك ضخمت فكرة خطورتهم في حالة انتصار الحلفاء عن طريق بث وترويج دعايات وصور ملفقة عن قيام الارمن بقتل المسلمين وحرق قراهم.
ثم تناول المحاضر اضطهادات الدولة عثمانيين على الاقوام المسيحة جميعها. فبداهأ بالارمن التي بدات بعد تاسيس حزب ارمنستان سنة 1887 في منطقة ارمينيا الذين راحوا افراده يقاوموا الاضطهاد العثماني وحدثت اصطدامات بينهم وبين الجيش التركي الذي بدأ لا يمييز بين الابرياء وافراد مليشية هذه الحزب، فبدات المذابح من سنة 1894 في نطاق واسع والمذبحة الثانية 1895 وامتدت الى 1920 اي طالت حوالي ربع قرن، راح ضحيتها اكثر من مليون و نصف مليون .300 الف منهم على يد السلطان عبد الحميد الثاني الذي وصفة على الوردي بالسلطان الاحمر لكثرة حبه لاراقة دماء الشعب الارمني. وتم ترحيل الارمن المتبقيين من ويلايات الشمالية ارضروم وسيفاس ووان الى الصحراء السورية.
ثم تطرق الى مذابح الدولة العثمانية ضد الاشوريين في هكاري ووان وبدليس وموشي وجولميرك بعد انسحاب الجيش الروسي. كذلك القتال الشرس وبطولات اغا بطرس في 15 معركة ضد الجيش الدولة العثمانية والقبائل الكردية التركية والقبائل الايرانية في ارومية ومن بعد ذلك ما جرى لهم خلال رحلة الموت من اورمية الى قلعة ساين الى همدان الى كرمنشاه الى خانقين الى مخيمات بعقوبة في العراق. الرحلة التي يُقال طالت 43 يوما مشي على الاقدام. و من ثم الانتقال في مندان قرب عقرة 1920 م والمحاولة الاخرى قام بها اغا بطرس في كردستان العراق ووصوله الى اورمية وحدوث انقسام في الجيش الاشوري هناك ورجوعه الى مندان ومن ثم نفي اغا بطرس بعد ان وجود الانكليز لهم بديلا جديدا عنه سنة 1921م.
بعد ذلك انتقل السيد بيداويد الى مذابح الدولة العثمانية ضد ابناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الذين لم يكن لهم تطلعات سياسية السبب الرئيس الذي ادعت جمعية الاتحاد والترقي جعلتها ان تقوم بالمذابح في حينها وشرح كيف ابيدت ثماني ابرشيات من بكره ابيها وهي ( دياربكر وسعرت وماردين وجزيرة ووان واثل وسلامس وارمية). واستشهاد اربعة مطارنة ( الشهيد المطران ادي شير في ولاية سعرت، والشهيد يعقوب اوراهم في الجزيرة والشهيد توما اودو في ارومية والشهيد توما رشو في ابرشية اثيل مع عدد كبير من الكهنة ربما يصل عددهم 70 كاهن؟ مع 150 الف شهيد) . كذلك تحدث عن دور البطريرك المثلث الرحمة عمانوئيل يوسف الثاني في محاولاته لتقليل من معانات ابناء كنيسته وايقاف المذابح التي لم تجدي اذانا صاغية من الحكومة جمعية الاتحاد والترقي.
عن مذابح العثمانية ضد السريان في طورعبدين تطرق عن اهم المدن والقرى والاديرة التي كان يعيش فيها السريان منذ دخول المسيحية هذه المنطقة. وركز الحديث عن المعركة المصيرية التي حدثت في ارخ التي خسرها الجيش العثمانية بقيادة ناجي باشا في الهجوم الاول على الرغم تفوق جيشه بالعدد والعدة وتطرق محتوى البرقيات المتبادلة بين قادة الجيش العثماني ودور الالمان الذين لم يريدوا المشاركة في الهجوم على ازخ.
استخدم المحاضر الكثير من الخرائط وصور ووثائق وارقام وجداول عن الضحايا على الشاشة كدليل قاطع عن ما حدث . كذلك نوه المحاضر الى موقف بعض القبائل والشخصيات الكردية النبيلة وإن كانت نادرة اثناء هذه المذابح ودفعهم اثمان غالية من اجل مساعدة الاقوام المسيحية الجارة لهم للتخلص من المذابح.
وفي الختام قدم المحاضر جدول بخسائر الاقوام المسيحية في هذه المذابح معتمدا على المصادر المهمة التي كتبت بيد شاهد عاين هذه المذابح امثال الاب جوزيف نعيم ( هل تفنى هذه الامة؟) و كذلك ما ذكر في كتاب نينوس نيراري ( اغا بطرس سنحاريب القرن العشرين) ومصادر اخرى التي اعتمدها المحاضر والتي تزيد عن عشرة كتب وعدد كبير من المقالات من المواقع الالكترونية الى ان خسائر كانت :-
مليون ونصف مليون من الارمن
150 الف اشوريين
150 الف كلداني
60 الف سرياني.
مع عدد 300-500 الف من اليونانيين الموجودين داخل اراضي الامبرطورية العثمانية وكذلك الى محاكم جرائم الحرب التي اجريت ضد قادة جميعة الاتحاد والترقي ومقتل طلعت باشا وزير الداخلية العقل المدبر للمذابح على يد طالب ارمني في برلين 15 اذار 1921 واعتراف اتاتورك بالمذابح وتحميل اعضاء جميعة الاتحاد والترقي المسؤولية الكاملة للجرائم لوحدها. ثم شكر الحاضرين لحضورهم ومشاركتهم في المحاضرة. اثناء فترة المناقشة عقب بعض الاخوة من الحاضرين ببعض معلومات ومداخلات التي اغنت المحاضرة وخلصت بسؤال طرحه احد الاخوة على الحاضرين هل استفدنا من هذه التجارب؟ ومن هذه المذابح ؟ الا يمكن القول بأن التاريخ يعيد نفسه مشيرا الى ما حدث يحدث في هذه الايام في العراق وبالاخص في الموصل ضد المسيحيين؟! .
هذه بعض مجموعة من صور للحاضرين في المحاضرة.
كتب التقرير فريد عبد الاحد منصور بمساعدة يوحنا بيداويد