الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61352مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: آثار إماراتية تعود إلى 7 آلاف سنة الثلاثاء 26 فبراير 2013 - 0:46
قرائن على حضارة إماراتية موغلة في العراقة
آثار إماراتية تعود إلى 7 آلاف سنة
تم مؤخرا العثور على مقبرتين أثريتين في رأس الخيمة تعودان إلى أربعة آلاف عام وتكشفان عن خفايا التاريخ القديم لهذه الإمارة التي تمتد داخل الخليج العربي عند مضيق هرمز.
أحمد عثمان أحمد
وجدت المقبرتان مصادفة بينما كان العمال يحفرون الأرض في موقع سيح الحرف قرب شارع الصالحية، لتنفيذ مشروع طريق الشيخ محمد بن زايد الذي يربط بين الإمارات العربية المتحدة.
وبعد فحص المقبرتين تبين وجود بقايا أثرية كانت مدفونة مع الموتى. ولما كانت هذه الكشوفات تمثل جزء من تراث الدولة، قررت وزارة الأعمال العامة وقف بناء الطريق حتى يتم تحديد المواقع الأثرية وحمايتها.
ويعتقد الإماراتيون بأنه من الضرورة الحفاظ على تراث بلادهم، بحيث يجب ألا يتعدى الطريق الجديد على المناطق التي وجدت فيها الآثار، حتى لو اضطر القائمون على المشروع إلى بناء جسر في هذه المناطق.
سبعة آلاف عام من الحضارة
من المعروف أن دولة الإمارات لها تاريخ طويل يمتد إلى عصر الفراعنة في مصر، وقد تم العثور على أقدم مستوطنة مبنية من الحجارة في دولة الإمارات يرجع تاريخ بنائها إلى سبعة آلاف عام مضت. وتمكنت الوحدة الأثرية الإماراتية التي تعمل بالتعاون مع وكالة الحفاظ على البيئة من الكشف عن هذه القرية في منطقة محمية بجزيرة مروح الغربية بأبو ظبي.
بدأت أعمال الكشف قبل عدة سنوات عندما تولت البعثة فحص مجموعة من التلال الحجرية وعثرت بينها على ثلاث بنايات شيدت من الحجارة وتمثل هذه المساكن أقدم طراز وجد في البلاد. وعثر رجال الآثار في ذات الموقع على رمح حجري ورأس لسهم طوله ثلاثة بوصات من حجر الصوان.
كما وجدت بقايا متكسرة لمدقة كانت تستخدم في طحن الطعام، وحتى يتمكن الباحثون من تحديد تاريخ هذه المساكن، أرسلوا عينات من الرماد الذي وجدوه إلى مركز البحث التابع لجامعات اسكتلندا في بريطانيا لفحصه عن طريق نظام الكربون المشع. وجاءت النتيجة مؤكدة أن هذه المساكن كانت مستعملة في العصر الحجري المتأخر، منذ حوالي سبعة آلاف سنة. وعلى هذا الأساس فإن جزيرة مروح تحتوي على بقايا أثرية تمتد منذ العصر الحجري وحتى العصر الإسلامي.
وتبين أن جزر أبو ظبي كانت تمثل مركزا حضاريا هاما منذ العصر الحجري المتأخر، حيث سبق العثور على بقايا بنايات مستديرة في جزيرة دلما شيدت على أعمدة خشبية. وبينت فحوصات الكربون المشع التي أجريت على عينات الخشب، أن هذه المنشآت ترجع إلى سبعة آلاف عام مضت.
كما وجد الآثاريون عديد قطع الفخار للأواني التي استخدمها المواطنون القدامى لحفظ الطعام والشراب، ترجع إلى نفس الحقبة التاريخية وتدل على وجود مستوطنات عديدة منتشرة في هذه الجزر.
وتبين للباحثين الآن أن سكان جزر أبو ظبي القدماء، كانوا -مثل الفينيقيين- تجارا يركبون البحر وينقلون البضائع. وبينما كان تعامل الفينيقيين يتم بين مصر وبلدان البحر المتوسط، جاء تعامل الإماراتيين بين العراق "أرض الرافدين" وبلدان المحيط الهندي.
كما تبين أن سكان منطقة الإمارات استأنسوا بعض الحيوانات منذ الأزمنة القديمة مثل الخراف والماعز، إلى جانب صيد الغزال والحيوانات البحرية الأخرى مثل الأسماك والدلفين والسلحفاة والمحار.
وكانت تجارة اللؤلؤ من أهم الأعمال التي يقوم بها السكان في ذلك الماضي السحيق. وأظهرت كشوفات جزيرة دلما كذلك أن السكان بدؤوا منذ تلك الحقبة استثمار نخيل التمر، حيث أن نواة التمر التي عثر عليها هنا تعتبر أقدم دليل تم الكشف عنه في الجزيرة العربية على زراعة هذه الثمار.
ميناء أم القيوين
بدأت أعمال الكشف الأثري في إمارة أم القيوين منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عندما تقرر بناء مطار جديد في محاولة لإنقاذ ما يمكن أن يكون مدفونا تحت الأرض من بقايا. عندئذ وصلت فرق الكشف الأثري من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك، وتعاونت كلها لمسح منطقة الدور التي خصصت لبناء المطار والتعرف على ما تحتويه من آثار. ويوجد موقع الدور على الساحل الغربي لسلطنة عمان، وهو الموقع الساحلي الكبير الوحيد بين قطر ومضيق هرمز وجدت به مستوطنات بشرية ترجع إلى حوالي 2500 عام.
تطل الدور على بحيرات ضحلة تحتوي على العديد من الجزر، وبينما انصرفت باقي الفرق إلى مواقع أخرى، استمر عمل البعثة البلجيكية في الدور حتى عام 1995. وتبين للآثاريين أن هذه المنطقة الصحراوية كانت مأهولة بالسكان منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد، بلغت مساحتها حوالي ثلاثة كيلومترات مربعة. تحولت الدور -التي لا زال اسمها القديم مجهولا حتى الآن- إلى ميناء تجاري منذ ألفي عام.
تضاءلت أهمية ميناء الدور بعد ذلك بعد عصر الإمبراطور الروماني ترايان، عندما قطع الطريق التجاري الواصل إلى جنوب العراق، واختفت المدينة تماما مع نهاية القرن الثاني للميلاد.
وكشفت بعثة الآثار البلجيكية العاملة في موقع الدور، العديد من مظاهر الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة في منطقة الخليج منذ ألفي عام، وأزاحت الرمال عن قلعة صغيرة مربعة كانت تحمي ميناء الدور، لكن الغريب في هذه المدينة هو العثور على المقابر منتشرة بين الأحياء السكنية، وليست خارج المدينة كما هي العادة حيث كان السكان يدفنون موتاهم بالقرب من مساكنهم. إلا أن أهم اكتشافات البعثة البلجيكية في هذه المنطقة هو معبد ميناء الدور القديم، إذ عثر المنقبون على بقايا مبنى مربع طول كل من أضلاعه ثمانية أمتار، أقيم من الحجارة وتغطي أسطح أسواره الخارجية طبقة من الجص المزخرف.
ولا تزال بقايا الأسوار ترتفع إلى حوالي متر و30 سم، تميل قليلا إلى الداخل مثل أسوار المعابد المصرية. للمعبد مدخلان يتجهان نحو الشمس في شروقها وغروبها، أحدهما في جهة الشرق والآخر في الجهة الغربية. ووجد حوض حجري داخل المعبد نقشت عليه تسعة أسطر من الكتابة الآرامية، تؤكد أن هذا المعبد بني لتقديس الشمس.
الإمارات سليلة الدلمون
ويؤكد هذا ما ذهب إليه الأثري السعودي نبيل الشيخ عند تحديده لهوية معبد عثر عليه في منطقة "سعر" يرجع إلى حضارة الدلمون منذ 4 آلاف عام، حيث أكد أنه بني لاستقبال أشعة الشمس عند بداية فصل الصيف.
ويبدو أن الشمس كانت هي المعبود الرئيسي لمنطقة الخليج في الأزمنة القديمة. في داخل المعبد وجدت قاعدتان رومانيتان للتماثيل من البرونز، وتمثال للصقر الذي يرمز إلى الشمس من الحجر الجيري.
وحول المعبد تم العثور على أطنان من الرماد التي نتجت عن حرق خشب النخيل عند ممارسة طقوس العبادة.