الحكومة العراقية الجديدة ... حكومة أمريكية عراقية سورية أيرانية سعودية

الرياض ودمشق : تباشران بهندسة( الحكومة العراقية المقبلة) وبضوء أميركي واتفاق إيراني

إن آخر المعلومات التي توفرت، ومن الدهاليز السياسية ،وغرف العمليات الخاصة بمستقبل العملية السياسية في العراق ،بأن هناك تخوف من استمرار الوضع السابق في العراق، لأن عملية استمراره تعني العودة إلى سخونة عام 2006 ضد الأميركيين، والى سخونة عام 2004 بالنسبة للقوى الداخلية والرافضة للاحتلال، لأنه و حال تداول التقارير الأولية الخاصة بنتائج الانتخابات العراقية، والتي أعطت الصدارة إلى ائتلاف دولة القانون سارعت فصائل المقاومة العراقية في الداخل إلى الاجتماعات ووضع خطط التصعيد العاجلة!.

وكذلك سارعت الحركات السلفية في الدول المجاورة للعراقإلى الاجتماعات هي الأخرى، ووضعت الخطط التي سوف تصعد من خلالها العمليات الجهادية ـ حسب تعبيرها ــأما فصائل المقاومة فقررت التصعيد ضد المحتلوعصب وجوده في العراق، وزيادة العملياتالتي ستولد الإرباك الأمني، ولكن الحركات السلفية فقرارها مختلف وهو التصعيد ضد الحكومة العراقية كونها ( من طائفة أخرى) من وجهة نظر الحركات السلفية الداخلية والوافدة، وهذا بحد ذاته سوف يخلط الأوراق في العراق والمنطقة، وسيجعل الولايات المتحدة في مأزق خطير للغاية، مما يضطرها للبقاء في العراق،وهذا لا تريده طهران ولا حتى دمشقوالكثير من القوى العراقية!..

لهذا سارعت واشنطن لإعطاء الضوء الأخضر إلى الرياض بالتحرك والتفاهم مع دمشق من أجل هندسة ورعاية الحكومة المقبلة في العراق، وعلى طريقة الهندسة ( السورية السعودية) التي ولدت منها حكومة سعد الحريري في لبنان بالضبط .ولهذا جاء الإيعاز الإيراني إلى السيد ( إبراهيم الجعفري) بصفته زعيما للائتلاف الوطني العراقي بأن ينفتح على ائتلاف الدكتور ( أياد علاوي) فسارع السيد عمار الحكيم للاجتماع مع الدكتور ( طارق الهاشمي) من أجل التباحث حول تشكيل الحكومة المقبلة في العراق!.

وكان الشرط الإيراني هو أن تضمن الرياض ودمشق تصرفات ونوايا الدكتور ( أياد علاوي) باتجاه إيران،ومثلما ضمنتا تصرفات ونوايا سعد الحريري من قبل، أي تكون طهران بالنسبة لعلاوي العاصمةالتي ( لا تُحب ولا تٌسب) ومثلما اتفقوا مع سعد الحريري في لبنان!.

ولقد أعطت الرياض ودمشق ضمانات لطهران حول هذا الموضوع ، وكان الشرط الثاني لطهران أن يكون الائتلاف الوطني العراقي شريكا رئيسيا في رسم السياسات الخارجية والداخلية، ويحظى بالوزارات المهمة، وعندما طرحت طهران مرشحيها أعطت الصدارة إلى إبراهيم الجعفري أولا والمالكي ثانيا!.

وعندما سيتحد ائتلاف الجعفري والحكيم مع ائتلاف علاوي والهاشمي سوف ينضم لهما ائتلاف البولاني والشيخ أحمد أبو ريشة في الأنبار ومن خلال التفاهم مع الرياض ودمشق، و ربما سيغادر الشيخ أبو ريشة هذه الأيام إلى دمشق أو الرياض، أو ربما سيستقبل وفدا منهما حول معرفة الحصص والضمانات وطريقة الائتلاف مع علاوي ،علما أن ائتلاف البولاني وأبو ريشة وحتى ائتلاف الدكتور نهرو وتيار المشهداني وتكتل التوافق لن يأتلفوا مع المالكي بل سيأتلف هؤلاء مع ائتلاف العراقية بزعامة علاوي وبدعم وتعويض من الرياض، وبتشجيعمن دمشق وبموافقة إيرانية لولادة ( حكومة وطنية عريضة) تسرّع بالانسحاب الأميركي من العراق.

وحينها سيذهب المالكي نحو المعارضة، ومعه الاتفاقية الأمنية التي يعرف بعض بنودها السرية ، وهنا ستضع طهران قدما في الحكومة، والقدم الأخرى في المعارضة التي ستكون قوية جدا، وبنفس الوقت سيكون دورها استشاريا للائتلاف الوطني العراقي ،ومثلما تفعل مع كتلة حزب الله في الحكومة اللبنانية التي يقودها سعد الحريري ، وبهذه الحالة سوف يتقيد الدكتور علاوي ومثلما تقيّد الحريري ، لهذا هناك اشتراطات سيفرضها علاوي، وأهمها حل المليشيات التابعة لفصائل مهمة في الائتلاف الوطني، ومن ثم أعادة النظر بتشكيل الأجهزة الأمنية ـ وهذا ربما سيفجر الاتفاق ــ!!.ومن هناك حصلت الرياض على الموافقة التركية حول هذا السيناريو الذي يصنع حكومة عراقية عريضة، ولكن هناك تلميحات تركية حول طلب دعم الرياض ودمشق والعواصم العربية وحتى طهران لتولي الدكتور طارق الهاشمي منصب رئيس الجهورية، وأن تعذر ذلك فيكون الدعم باتجاه شخصية مستقلة وكحل وسط هو مدير المخابرات العراقية السابق اللواء ( محمد الشهواني).

ومن خلال هذا السيناريو سيتحرر العراق نوعا ما من التدخل الإيراني المفضوح، وسوف يتم تجفيف العراق من الخلايا الإرهابية الوافدة، ومن ثم ستعود المقاومة العراقية إلى الهدوء وشبه الهدنة، ومن ثم سيتحرر المركز ( بغداد) من الضغوطات والمساومات الكردية التي لن يقبل بها طرفا عراقيا ومهما كانت شجاعته، لأن أي تنازل حول ملف كركوك والمناطق المجاورة لها يعني الخيانة العظمى والجريمة التي لا تغتفر .

فالأكراد ومن خلال هذا السيناريو لن ينفعهم الدلال والبطر، وعليهم المشاركةفي الحكومة أو البقاء في المعارضة، ولكنهم سيشاركون وبتشجيع وتعويض من الرياض بالنسبة للبرزاني، وبتشجيع من طهران بالنسبة للطالباني ،و سيكونوا حينها بموقع ( تنظيم سمير جعجع) في لبنان أي المناكفة وصنع الأزمات والاستمرار بالمطالبة لتحقيق الأحلام غير العاقلة، والتي ترفضها كتلة ( التغيير) الكردية التي سوف تطالب بحقوق كردية غير منقوصة ضمن عراق قوي ،وهو المطلب الذي لن يغيض الأطراف العربية والتركمانية وغيرها في العراق.

ولهذا سارع الأميركيون لحراسة مراكز الفرز بأنفسهم، ومن ثم طلبوا من المفوضية الخاصة بالانتخابات العراقيةتأجيل إعلان النتائج التي كان مقرر إعلانها عصر الثلاثاء، وهي نتائج الفرز الخاصة بنسبة الـ 30% وهذا له علاقة بالسيناريو الذي أنطلق من الرياض ودمشق، وبموافقة أميركية وإيرانية وتركية من أجل هندسة الحكومة العراقية التي ترضى عنها جميع الأطراف المجاورة للعراق مقابل دعمها فور انطلاقها!!.

ولكن على الجميع عدم الإستهانة بأئتلاف دولة القانون لأنه سيحصد أصواتا كثيرة ،وبالتالي أن شارك في الحكومة التي سيرأسها علاوي سيفرض شروطه الصعبة، وأن بقي في المعارضة ستكون معارضتة قوية جدا بالنسبة للداخل، ولكنه غير فاعل بالنسبة للأميركيين لأن واشنطن خلعت أنيابه أستباقيا ،وعندما وقع المالكي بصفته رئيسا للحكومة والقائد العام للقوات المسلحة على البنود ( العلنية والسرية) الخاصة بالأتفاقية الأمنية ،وبالتالي لا يمكنه مناكفة واشنطن، ومن هنا ربما سيتصدع هذا الأئتلاف وأئتلافات أخرى!!!!.