يشعر الفنانون العراقيون، بانهم باتوا محاصرين بـ"محددات اجتماعية" تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد الفني في البلاد، نتيجة تراجع المد المدني، وهمينة "النظرة المتخلفة" للفن، ما جعلهم ينغلقون على وسطهم خشية القيود التي ضاقوا بها ذرعا في مجتمع "منغلق"، مؤكدين انهم باتوا مقيدين اكث مما سبق، الامر الذي فسح المجال امام الفنان العربي ليكون أقرب الى المتلقي العراقي منهم، نتيجة انتشار صوره واخبارهم الشخصية في وسائل الأعلام.
ويقول الممثل سامان العزاوي ان "صورة التعليقات المخجلة و الخشية من الانتقاد الشديد، لا تفارق باله"، مشددا على انها "باتت تشكل حاجزاً يحول دون التصريح بحرية أو نشر صور الفنانين أو التطرق الى اخبارهم الشخصية نتيجة طبيعة المجتمع المنغلقة".
ويلفت العزاوي في حديث لـ"الوكالة الاخبارية للانباء" ان "الفنان العربي بات أقرب الى المشاهد العراقي، لان صور الفنانين العرب واخبارهم الشخصية والفنية، وما يتعلق بطفولتهم صارت ملكا للمتلقي وفي متناول يد معجبيهم، عكس الفنان العراقي الذي تطارده انتقادات الجمهور حتى لمجرد تجسيده دور غريب أو جريء".
ويبين انه "اكتشف خلال تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي، ان الشارع العراقي يحتاج إلى حقبة ضوئية كاملة حتى يعتاد ويتفهم مسألة الصراحة والتعامل المطلق مع الفنانين، فمواقع التواصل الاجتماعي تعكس مدى الثقافة التي وصل اليها مجتمعنا"، معربا عن امله في ان "يصبح الفنان العراقي أقرب الى المتلقي المحلي في طرح ما يريده مقارنة بزميله العربي".
ومن جانبها، ترى الممثلة نسرين عبد الرحمن، ان "المسألة لا تتعلق بكشف أسرار الفنانين في وسائل الاعلام بذريعة تقرب الفنان من الناس، لأن الفنان بحكم عمله، دائما تكون حياته علنية للناس".
وتضيف عبد الرحمن ان "حرية الفنان تحددها طبيعة المجتمعات فمن خلال تجربتي في سوريا ودولا عربية أخرى، كنا نعمل باسترخاء وحرية مطلقة، أما بعد عودتي الى بغداد فوجئت بأني لا استطيع السير من غير غطاء رأس في بعض المناطق، وصرت أرتدي ملابس حسب طبيعة المناطق التي ارتادها".
وتؤكد عبد الرحمن انها تعاني من الوصول إلى مواقع التصوير بسهولة، لتأدية أعمالها الفنية المقبلة لهذا العام، مشيرة الى أن الفنانين محاصرين بقيود ومحددات أكثر من السابق.
وتوضح ان "الفنان العراقي محدد حتى بطبيعة الأدوار التي يؤديها، فالمجتمع يرفض الأعمال التي تتطرق الى تفاصيل حياة الفتيات، خاصة طالبات الجامعات والثانوية، بفعل طبيعة المجتمع الذي أرهقته كثرة الحروب وويلات الحصار".
بدوره، يشدد الفنان علاء قحطان زغير على ان "من حق كل الفنان أن يظهر هو وعائلته في وسائل الأعلام بشكل علني، لكنه سيلقى وابلا من الانتقادات "السخيفة"، مضيفا ان "ذلك يسانده التطرف الديني والكبت الاجتماعي والمفاهيم الخاطئة التي تمنع الفنان وحتى المواطن العادي من أن يتصرف بحرية".
ويفيد بان "تقييد الفنان وتحديده بزاوية واحدة شيء متوقع وطبيعي، كونه جزء من مجتمع تسيطر عليه النظرة الذكورية والأحكام العشائرية القاسية التي تنظر للكثير من الأمور بسوداوية، ما جعل الفنان العربي أقرب للمتلقي المحلي من نظيره العراقي".
الممثلون العراقيون يعانون «قيودا»اجتماعية تحد من شهرتهم ويخشون التطرف والانغلاق