الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: ازمة العراق .. العدالة كثقافة لاسلطة الخميس 7 مارس 2013 - 1:20
ازمة العراق .. العدالة كثقافة لاسلطة
06/03/2013
ما نعيشه اليوم يمثل الوجه الاكثر وضوحاً لغياب نظام العدالة في العراق على مديات تاريخية ممتدة، وما نشهده هو ارتباك في معالجة الخلل التاريخيفي توصيف وفهم العدل كثقافة ونمط عيش. من الصعب على اية حال ان نفترض امكان احداث انتقالة كبرى في فهم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية خلال فترات قصيرة، والاصعب ان تكون مهمة تجذير هذه المفاهيم متزامنة مع واقع شديد القسوة يتكاثر فيه الارهاب والازمات الاقليمية والدولية والارادات الملتبسة، لكن ذلك لا يبرر في الوقت نفسه ان تهمل حقيقة ان هناك ثقافة عامة تحاول تعريف الديمقراطية باعتبارها نمط حكم لا حياة. في التجربة العراقية كان دوماً ثمة فجوة بين مفاهيم مثل الديمقراطية والعدالة والمواطنة كممارسة قشرية وبين ان تكون قيماً متأصلة، ولهذا من السهل ان نرى احزاباً شمولية الطابع تفتقر الى المعايير الديمقراطية في ادارة العلاقة داخل الحزب الواحد وتسودها رؤية القائد الكارزمي تخوض مع الاحزاب الاخرى صراع السلطة وتفترض ان ذلك هو النموذج الوحيد المتاح للديمقراطية. ومن السهل بهذا الحال ان نفهم الملابسات التي ترتبت على ادارة عملية سياسية على يد مؤسسات دولة ورثت قوانينها وتقاليدها وثقافتها من حكم شمولي، كأن تدير مؤسسات محكومة بانظمة اشتراكية اقتصاداً يرفع شعار الانتماء الى السوق الحر، او ان تؤطر مفاهيم العدل والمساواة والحقوق المتساوية اجهزة قضاء وتحقيق تحكمها قوانين موروثة عن نظام ديكتاتوري، ويتوسع الحال ليشمل البرلمان والثقافة والمجتمع المدني والاعلام.الازمة السياسية التي تعصف بالعراق تنتمي الى هذه المفارقة ولا ريب، فالقوى التي تمتلك مفاتيح الازمة، التي اشتركت في بناء العملية السياسية، والتي كتبت الدستور ووضعت قواعد الحكم .. التي حكمت والتي عارضت، لم تنشغل كما يجب بتأسيس قيم الديمقراطية في المجتمع، ولم تنتبه الى تجذير ثقافة العدالة الاجتماعية وتنميتها. يتم توصيف الوضع العراقي على نطاق واسع بانه محكوم الى الشكوك المتبادلة بين المكونات الاجتماعية العراقية الرئيسية، وممثلياتها السياسية، ويتوسع التوصيف ليشمل الاحزاب والتيارات داخل تلك المكونات، وكل ذلك متاح للفهم ، والتأشير، والتحليل.. لكن الشكوك بحد ذاتها لم تكن في التجارب الانسانية عائقاً امام التأسيس، بل قد تكون دافعاً اليه، والجزء الحاسم في هذا الشأن لايتعلق بالشكوك التي تنتمي في الغالب الى التاريخ، بل بالاستثمار في المواطنة كحل دائم. متى ما تأكد للجميع ان الامم لاتبنى بكسر العظم ، ولا بالمغالبة ، ولا بالاستئثار، وان التعايش يتطلب قناعة عميقة بان لا تربص بين ابناء شعب واحد، فأن ذلك بحد ذاته البداية الحقيقية للتغيير. العراق يعيش ازمة ولادة واعادة ولادة ..وفي غياب بناة حقيقيين .. فأن تدوير الازمات واعادة انتاجها في كل مناسبة سيكون متاحاً لمراحل زمنية مقبلة. أقرأه بالإنكليزية على هذا الرابط:http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/02/iraq-culture-justice-power.html