أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، امس الاربعاء إن مليون شخص فروا من سورية بسبب الصراع الدائر هناك مما يزيد من الضغط على الدول المجاورة التي تجد صعوبة في إعالتهم. وأضافت المفوضية أن نصف اللاجئين تقريبا أطفال أغلبهم دون الحادية عشرة من العمر مشيرة الى أن أعداد الفارين تتزايد كل أسبوع. وقال انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان "بعد فرار مليون شخص ونزوح الملايين داخليا واستمرار عبور الآلاف للحدود يوميا تتجه سورية نحو كارثة كاملة". ومضى قائلا "نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم لكن هناك معاناة خطيرة في الاستجابة الإنسانية الدولية. هذه المأساة يجب أن تتوقف". وبدأ سوريون في مغادرة بلدهم منذ ما يقرب من عامين عندما بدأت قوات الرئيس بشار الأسد في إطلاق النار خلال احتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية. واتخذت الانتفاضة من حينها طابعا طائفيا بين مقاتلي المعارضة وجنود وشبيحة الحكومة وقتل فيها ما يقدر بنحو 70 ألف شخص. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن عدد السوريين النازحين عن بلدهم ازداد بصورة كبيرة منذ بداية العام مع نزوح أكثر من 400 ألف -وهو ما يقرب من نصف العدد الإجمالي- منذ الأول من كانون الثاني. ويصل اللاجئون في حالة معنوية ومادية سيئة وغالبا ما يكونون قد فقدوا أفرادا من عائلاتهم. وفر أغلب اللاجئين إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر ولجأ البعض إلى شمال افريقيا وأوروبا.
من جهتها، قالت المعارضة السورية إن حصيلة قتلى الثلاثاء بلغت 134 قتيلا، سقط معظمهم في دمشق وريفها حيث ما زالت تدور أعنف المعارك للسيطرة على مواقع استراتيجية فيها، وخاصة المنطقة القريبة من المطار. وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، إنها تمكنت من توثيق سقوط 134 قتيلا، بينهم تسعة أطفال وسبع سيدات، وتوزع القتلى بواقع 34 ي دمشق وريفها و17 في درعا و23 في الرقة و18 في حلب و12 في حمص و11 في إدلب وخمسة في دير الزور وثلاثة في حماه وقتيل في اللاذقية. وأشارت اللجان إلى وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في 138 نقطة، قام من خلالها الجيش الحر بالسيطرة على معظم قرى السفيرة بحلب، واستهدف أحد الحواجز في عين ترما بريف دمشق، كما قام بعملية وصفها بأنها "نوعية" على طريق مطار دمشق الدولي قام من خلالها بتدمير ثلاث دبابات في حاجز الغسولة. واستمر الجيش الحر في صد محاولات قوات النظام لاقتحام مدن الغوطة الغربية في داريا ومعضمية الشام، وصد أيضا محاولات اقتحام حي جوبر في الغوطة الشرقية، وفقا للجان. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية فقالت إن الجيش واصل عملياته ضد من وصفتها بـ"المجموعات الارهابية" في حي جوبر ومزارع الريحان وعدرا بريف دمشق وكبدتها خسائر كبيرة في العدة والعتاد، وفي ريف حلب، استهدفت وحدة من الجيش مقرا لتصنيع العبوات الناسفة في الباب.
وفي سياق متصل، دعا عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني، امس الاربعاء الى إلغاء تعليق عضوية سورية بجامعة الدول العربية للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للصراع في البلاد. وكان قد تم تعليق عضوية دمشق بالجامعة في تشرين الثاني 2011 بعد مرور ثمانية اشهر على بدء الانتفاضة الشعبية على حكم الرئيس بشار الاسد. وقال منصور في اجتماع وزاري بالجامعة إن الاتصال بسورية ضروري من اجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
الى ذلك، قصفت طائرات مروحية وحربية يوم امس معاقل للمقاتلين المعارضين في مدينة حمص (وسط)، في محاولة من القوات النظامية لليوم الرابع على التوالي لاقتحام احياء محاصرة فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني "تعرضت احياء حمص القديمة للقصف من الطائرات المروحية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية"، في حين تعرض حي الخالدية في المدينة "للقصف من طائرة حربية وراجمات الصواريخ". واشار المرصد الى ان القصف يتزامن "مع اشتباكات مستمرة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند اطراف هذه الاحياء في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على كامل احياء حمص".
ويفرض النظام منذ اشهر حصارا على عدد من الاحياء وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون "عاصمة الثورة" التي اندلعت ضد الرئيس بشار الاسد منتصف آذار 2011. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان مئات المدنيين المحاصرين في الاحياء التي ما زالت خارج سيطرة النظام "لا يمكن معرفة كيفية خروجهم والى اين يمكنهم النزوح ان تمكنت القوات النظامية من السيطرة على هذه المعاقل".
مفوضية اللاجئين: مليون سوري يفرون من البلاد والمعارضة تتحدث عن معارك قرب مطار العاصمة